تعوَّد تجار تمور رمضان في مصر على إطلاق أسماء السياسيين ومشاهير الفن والرياضة على الأنواع المختلفة منها، لكنها المرة الأولى هذا العام التي يُطلق فيها اسم رئيس مصري على أحد الأنواع.
ووقع الاختيار على اسم "تمر محمد مرسي"، هذه المرة من طرف تجار التمور بسوق العبور بطريق مصر الإسماعيلية الصحراوي، وأطلقوه على أحد الأنواع الفاخرة، تعبيرًا عن سعادتهم بنجاحه، بحسب تقرير لوكالة أنباء الأناضول.
وقال التاجر جمال خلف: "هذه هي المرة الأولى التي نجرؤ فيها على إطلاق اسم الرئيس المصري على أحد الأنواع".
وأطلق اسم الرئيس على التمرة المعروفة تجاريًا باسم "برتمودا"، وتعتبر من الأنواع المميزة، حيث يصل سعرها إلى 30 جنيهًا للكيلو (5 دولارات)، وأضاف خلف: "إذا كانت هناك بلحة أفخم كنا سنطلق اسم الرئيس عليها".
وعدم إطلاق اسم الرئيس السابق على أحد الأنواع في الأعوام الماضية له سبب آخر بخلاف "الخوف"، كما أوضح أحمد سيد حلمي، الذي قال: "لم نكن نحبه حتى نطلق اسمه على أحد الأنواع.. ولو كان الأمر بأيدينا لأطلقنا اسمه على أردأ الأنواع".
ومحمد مرسي هو أول إسلامي يصل إلى الرئاسة المصرية في انتخابات حرة هي الأولى في تاريخ مصر منذ عهود طويلة، وذلك بعد منافسة محتدمة خاضها مع الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك.
وأثير جدل بين التجار حول إطلاق اسم أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، على أردأ الأنواع هذا العام، وحسم الجدل بأنه لا داعي لذلك، بحسب التاجر عصام الجزار، الذي قال: "عبَّرنا عن فرحتنا بإطلاق اسم مرسي على أفخم الأنواع، ولا يوجد داع لاستفزاز مؤيدي شفيق بإطلاق اسمه على أسوئها".
ويحظى الرئيس المصري محمد مرسي بشعبية داخل سوق العبور، كونه المرشح الوحيد الذي حرص على الالتقاء بهم في حملته الانتخابية، حيث أقام مؤتمرًا انتخابيًا في السوق يوم 6 من يونيو 2012، وعدهم خلاله بتيسير العقبات التي تقف أمامهم من غلاء الأسعار واختفاء البنزين والسولار، وبيعه بالسوق السوداء، كما تعهد بإنهاء عهد الإتاوات التي كانت تُفرض عليهم من الحكومة ومن بعض الخارجين عن القانون.
وفي السياق ذاته، اختار تجار التمور بمنطقة وسط القاهرة أسماء أخرى عكست تفاعلهم مع أحداث المرحلة الانتقالية بالثورة المصرية، حيث منحوا اسم "الفلول" (رموز النظام السابق) لأقل الأنواع جودة، والمعروف تجاريًا باسم "عينات" ويباع بـجنيهين ونصف "أقل من نصف دولار"، في إشارة إلى غضبهم من فلول الحزب الوطني المنحل، والذين يرى البعض أنهم مسؤولون عن كثير من التطورات السلبية التي شهدتها مصر بعد الثورة.
واستمرت نفس أسماء العام الماضي، والتي كانت مستمدة من أجواء الثورة المصرية مثل، تمر "الشهداء" الذي يباع بـ16 ونصف جنيه للكيلو (دولاران ونصف تقريبًا)، وتمر الثورة، الذى يباع بـ 4.75 جنيه للكيلو (نصف دولار تقريبًا) وتمر أم الشهيد بـ 10 جنيهات (دولار ونصف تقريبًا). وتطلق هذه الأسماء على الأنواع المعروفة تجاريًا باسم "السكوتى"، "الملاكابى"، "الجندويلا".