اتهمت جمعيان حقوقيتان رجال الدين من المذهب الجعفري وعلى رأسهم عيسى قاسم والمجلس العلمائي برئاسته بالإهمال في التوجية الديني المجتمعي الشفاف والصادق والصريح لمرض الدم الوراثي (السكلر) ، منددين بحرص قاسم على إرسال الشباب للتخريب بدلا من توجيهيم وإرشادهم في قضايا خطيرة كهذه.

وقال المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان وجمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان في بيان مشترك اليوم الأحد إن "سكوت رجال الدين من المذهب الجعفري بالبحرين هو جريمة بحق ضحايا السكلر"، محملا "رجل الدين عيسى قاسم ومجلسة العلمائي مسؤولية كل ضحية من ضحايا السكلر بسب الإهمال في التوجية الديني المجتمعي الشفاف والصادق والصريح لمرض مستوطن يعاني منه أكثر من 18000 مواطن".

وندد البيان بتقاعس هؤلاء العلماء عن مشاركة وزارة الصحة في تحمل المسؤولية بتوعية وتثقيف المجتمع بهذا المرض الوراثي الذي ينتقل بتزاوج المصابين به إلى أبنائهم ، معربا عن عن قلق المنظمتين الحقوقيتين الشديد من خطف  ثلاث ضحايا خلال 24 ساعة، ليرتفع عدد ضحايا السكلر منذ مطلع العام الجاري 16 ضحية.

يحرضهم .. لكن لا ينقذهم

واتهم البيان عسيى قاسم والمجلس العلمائي بالتركيز فقط على الحشد الطائفي واستخدام المنبر الديني في التحريض والعنف ودعوات سحق رجال الامن وتأزيم أي حوار وطني جاد ، وعدم حث أتباعهم على الفحص الصحي قبل الزواج لوقف انتشار المرض.

وقال إن "سكوت رجل الدين عيسى قاسم ومجلسة العلمائي شجع إصرار كثير من المصابين على قرارات التزاوج دون فحص طبي وعدم تفهمهم تبعات ذلك على صحة أبناءهم والمعاناة والآلام التي سيتحملونها جراء هذا التزاوج".

هذا وحصد مرض السكلر ثلاث ضحايا خلال 24 ساعة ليرتفع عدد ضحايا السكلر منذ مطلع العام الجاري إلى 16 ضحية.

ففي الثلثاء الماضي خطف المرض حياة المريض حسن عبد الأمير الحايكي وبعده بيوم واحد أسلم سيد جواد سيد أحمد (21 عاماً) الروح لباريها بسبب المرض نفسه الذي كان خطف والدته حنان الإبريق قبل أقل من شهر ، كما خطف أمس السبت ضحيته الثالثة في 24 ساعة وهي الشابة معصومة عيسى البالغة من العمر 28 عاما.

ويصل عدد المصابين بالمرض في البحرين إلى 18 ألفاً، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الحاملين للمرض 65 ألف مريض، أما المراجعون الذين ثبّتوا في مجمع السلمانية الطبي فقد بلغ عددهم 4 آلاف ، حسب البيان المشترك.

فتاوى في حكم تزاوج المصابين 

يشار إلى أن المرجع الديني المعروف المرحوم محمد حسين فضل الله بعدم جواز تزاوج المصابين بأمراض الدم الوراثية (السكلر) ، وجاء في نص الفتوى "يجب القيام بالفحص المذكور قبل الزواج، حرصاً على توقي الضرر المحتمل، وفي الحالات المذكورة التي يكون فيها الضرر المعتد به مؤكداً أو مظنوناً، لا يجوز فعل ما يؤدي إلى الإصابة بالمرض في الأولاد".

أما المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني فقال إن "الزواج جائز وإن كان الأولى اجتنابه واختيار شخص سالم من المرض"، بحسب ما أعلنته الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكلر في مارس 2010 التي أرسلت كذلك طلب الاستفتاء إلى عدد من العلماء في السعودية والأزهر الشريف.

مطالب لصالح المرضى

واعتبرت الجمعيتان أن مساهمة الدولة والمجتمع المدني والسلطة التشريعية في سن قانون يفرض على الجميع الفحص الصحي قبل الزواج "غير كاف لمنع من يصرون على الزواج وكلا الزوجين يحملون المرض".

وطالبتا بتشكيل وفود من الحقوقيين والمرضي وعوائلهم لتزور المراجع الدينية بالبحرين وتعرض عليهم هذه المشكلة من كل الجوانب للحصول على فتوى تحرم زواج السكلر ولمطالبة هؤلاء المراجع بالاهتمام "بقضايا وحياة الجيل الشاب خصوصآ بقري البحرين بدلا من زجهم بالعنف والتخريب".

وتضمن بيان الجمعيتين الحقوقيتين جملة مطالب أهمها : إنشاء مستشفى ومركز دراسات طبية خاصين بهم وإنشاء صندوق مالي إنشاء لدعم مشاريعهم مادياً ، وسن القوانين والتشريعات التي تراعي وحالتهم الجسدية والنفسية ، إضافة إلى القيام بدراسة شاملة للمرض والمصابين به في البلاد مبنية على استبيانات ومعلومات وأرقام دقيقة.

ومما طالب به البيان إنشاء مركز تأهيل نفسي لمرضى السكلر وآخر للتأهيل المهني ، كما دعا المؤسسات والمنابر الدينية والمجتمع المدني من أندية رياضية وثقافية واجتماعية لرعاية هؤلاء المرضى .

وأيدت الجمعيتان الحقوقيتان دعوة وزير الصحة صادق الشهابي لعقد اجتماعً موسعا برئاسته الأسبوع القادم يضم عدداً من المسؤولين بوزارة الصحة والأطباء الاستشاريين والمختصين بأمراض الدم الوراثية (السكلر) لتدارس الوضع والإجراءات المتخذة (البرتوكول) في علاج المصابين بالمرض.