تشهد حديقة الأمير خليفة بن سلمان في الحد منتصف الشهر الجاري دورة تدريبية مجانية في فن رياضة الباركور ( حركة القفز على العوائق) يقدمها رباح باسم محمد وهو بحريني متمرس في هذه الرياضة، ومعروف بين أصدقائه بمهاراته الحركية العالية.
ويطمح رباح إلى تأسيس وجود لهذه الرياضة في البحرين تبدأ بافتتاح قاعة مجهزة بأنواع العقبات والأشكال الهندسية التي تتيح للممارسين القدامى والجدد تطوير علاقاتهم بالرياضة ومهاراتهم.
ويعتزم كخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف البدء تنظيم الدورة المجانية في حديقة الأمير خليفة بن سلمان مشيرا إلى أن ذلك "سيساعد على نشر الوعي ويسمح للناس في البحرين بمعايشة تجربة مبهجة من الباركور".
"الوطن" التقت رباح وسألته عن طبيعة الباركور وبدايات اهتمامه بها فأجاب: "عندما كنت طفلا كان لدي ميل طبيعي إلى تسلق الجدران والقفز فوقها، و بعد ذلك شاهدت فيلم منطقة B-13 من بطولة ديفيد بيل، الذي بدأ هذه الرياضة، وأدركت أنني أستطيع أن أتعلم كيف أفعل ما كان يفعله مع الممارسة ".
وعن الشروط البدينية والنفسية المطلوب وجودها في من يريد الالتحاق بهذه الرياضة أكد رباح أنه "يمكن لأي شخص لائق طبيا أن يمارس هذه الرياضة إلا أن المهارة فيها تتطلب جهدا كبيرا وقدرة عالية على التنسيق الكامل بين القدرات العقلية والجسدية".
وأضاف أن "الشخص الذي يمارس الباركور لا بد أن يحسن التفكير الناقد ويتقن مهارات صنع القرار، حيث يلزمه اتخاذ قرار بشأن كيفية عبور عقبة في طريقه في ثوان قليلة (..) فالهدف من الباركور هو الانتقال من نقطة (أ) إلى (ب) بأسرع ما يمكن والتغلب على العقبات في الطريق".
وأكد رباح أن ممارسة الباركور تبني في الإنسان الثقة بالنفس وتمنحه وخفة الحركة البدنية والعقلية، وتساعده أيضا على البقاء في وضع مناسب أمام بشكل دائم أمام مختلف الظروف" ، واصفا شعور المرء بأنه قادر على التغلب على أي عقبة في الطريق الخاص بك بأنه "شعور لا يصدق".
وتعد الباركور من الانشطة البدنية التي يصعب تصنيفها، فهي لا توضع في خانة الرياضات المتطرفة (extreme sport) ولكن يمكن الإشارة إليها على أنه فن كما هي الفنون القتالية.
وبحسب الفرنسي ديفيد بيل واضع أسس هذا الفن، فإن روح الباركور تقودها فكرة "الهروب" حيث تتولد في هذه الحالة الحاجة إلى سرعة البديهة والمهارة للخروج من المواقف الحرجة.
وإحدى سمات الباركور الرئيسية هي الكفاءة أو الفعالية (efficiency)، والمقصود بها هنا أن الممارس لا يتحرك بسرعة فحسب، بل وأيضا يتحرك بالشكل الذي يستهلك أقل قدر ممكن من طاقته، ويوصله إلى هدفه بشكل مباشر.
وتقاس أيضا كفاءته بقدرته على تفادي الإصابات (injuries)سواء الطفيفة منها أو البالغة.
وتحتوى الباركور على أكثر من 12 حركة أساسية لتخطي مختلف أنواع العقبات من أشجار وحوائط وفجوات ومياه وأجسام متحركة كالسيارات والدراجات.