الاستثمارالعصا السحرية لتطوير اقتصاد العراق

رائد نبيل – العراق

يعد الاستثمار ابرز الحلول التي بامكانها احداث قفزات ملحوظة ومتميزة على صعيد تطوير الاقتصاد العراقي لاسيما بعد سنوات من العزلة الاقتصادية في تسعينات القرن الماضي وما تبعها من اهمال وتعثر خلال سنوات تغيير النظام , الاقتصاد العراقي الذي بني على أسلوب التخطيط المركزي والنظام الشمولي للدولة لاغلب النشاطات الاقتصادية من الصعب ان ينهض مجددآ بسبب التحديات والتغيرات التي تشهدها البلاد دون الاستعانة بالقطاع الخاص وفتح باب الاستثمار من اجل هذا الهدف .

تجربة استثمارية

التجربة الاستثمارية الابرز في اقليم كردستان العراق من حيث التكلفة والاهمية هي مشروع معمل بازيان للاسمنت والذي يقع جنوب غربي السليمانية, ويشغل مساحة قدرها 300 دونم, المشروع المملوك لصالح مجموعة فاروق القابضة وبشراكة مع شركة لافراج الفرنسية قدرت تكلفة تشييده ب 500 مليون دولار, وينتج 7 آلاف طن من الإسمنت يومياًوهو ويلبي 60% من إحتياجات الإسمنت في العراق ,

قانون الاستثمار

يقول فاروق مصطفى رئيس مجموعة فاروق القابضة ان المصنع هو الاول من نوعه في العراق الذي ينفذ استفادة من نظام الاستثمار المطبق حديثآ في اقليم كردستان العراق ذو ميزة المساطحة لمدة 50 عامآ والذي سيمكن الشركة المنفذة من جني الارباح وحتى توسعة المشروع الى خطوط انتاج جديدة تلبية لحاجة الطلب المتزايدة على الاسمنت في العراق تماشيآ مع توجهات البناء والاعمار في البلاد .

اداء المصنع

يقول اسماعيل الشريف مدير مصنع بازيان للاسمنت ان المصنع بامكانه انتاج 3 مليون طن سنويآ من مختلف انواع الاسمنت وهنالك دراسة وامكانية لانشاء خط ثاني تماشيآ مع حاجة السوق للاسمنت , الشريف يؤكد ان العمل مع شركة لافارج الفرنسية اعطى للمصنع ثقلآ اكبر كونها شركة عالمية رصينة متخصصة بصناعة الاسمنت عملت على المساهمة بشكل فاعل في تطور الانتاج من خلال انتاج اربع انواع من الاسمنت لمختلف الاستخدامات بما فيها الاسمنت المقاوم للاملاح والكبريتات والاسمنت ذو المقاومة العالية , الشريف يشير الى ان ادارة المصنع تتعامل مع 160 موزعآ للاسمنت وظيفتهم طرح المنتج في الاسواق المحلية لعموم العراق , الشريف يبين ايضآ ان ادارة المجموعة المالكة للمصنع تفكر في افتتاح حط ثاني للانتاج في المستقبل المنظور كجزء من ستراتيجية التطوير والتوسع في المصنع بما سيصل بالانتاج الى ارقام قد تتعدى ال 10 الاف طن يوميآ او اكثر , مما سيمكن المصنع من تحقيق رقم قياسي من حيث القدرة الانتاجية مقارنة ببقية مصانع الاسمنت في العراق .

نظرة معمقة

المهندس يوسف العلوي الخبير في قطاع الاسمنت يؤكد ان معمل بازيان للاسمنت يتمتع بعدة خصائص منها جغرافية الموقع والتي تؤهله للعب دور مهم في الانتاج كون المنطقة الجبلية غنية بعناصر خام الاسمنت والتي من شأنها توفير خيارات عدة للمنتج اضافة الى قرب وجود المادة الخام من المصنع والتي لاتتطلب الكثير من الجهد في النقل وبالتالي لايوجد تخوف من التباطئ اوالتوقف بسبب العوامل الامنية او غير ذلك , العلوي يرى ان طبيعة المناخ الاستثماري في كردستان العراق قد جعلت امام المستثمر فرصة اكبر ومساحة زمنية اوسع للعمل , الى جانب الالتزام التام بين جهة الاستثمار والمستثمر وبالتالي انعكاس ذلك على طبيعة العمل والانتاج .

أمارات العراق

المحلل الاقتصادي في مركز هولير لدراسات الاقتصاد الحر يرى ان وجود هكذا استثمارات في كردستان العراق من شأنها احداث نقلات نوعية وملحوظة في تطور القطاع الصناعي من العراق لاسيما وان التوجهات المتبعة في نظم وقوانين الاستثمار تشبه الى حد كبير النمط المتبع في دولة الامارات العربية المتحدة والذي اسهم بشكل كبير في تطورورقي هذه الدولة الخليجية واكسابها الطابع الحديث والمتطور في المنافسة الاقليمية والعالمية , داودي يشير الى ان هذه الفرص الاستثمارية تستقطب المئات من اليد العاملة والتي يتم صقلها وتطويرها بما يتناسب مع طبيعة العمل الحديث والتي من المؤكد ستكون رقمآ رابحآ في سوق العمل الكردستانية كون واحدة من شروط العمل بين المجموعة المالكة وشركة لافارج الفرنسية هو تطوير العمالة المحلية وزجها الى العمل يشكل اكثر دقة ومهنية في العمل .

توسع فرص العمل

افتتاح هذا المصنع منذ العام 2009 وحتى اليوم اسهم بتوفير فرص عمل جديدة واستحداث اخرى بعد ان كانت هذع المنطقة غير منتجة ولعيدة عن حارطة اقتصاد الاقليم حيث لاتفارق بوابة المصنع ليلآ ونهارآ طوابير من شاحنات نقل الاسمنت من مختلف مناطق العراق , سعيد عبد الرحمن احد الناقلين الذين حالفهم الحظ في العمل هنا يقول انه يمتلك اربع شاحنات لتقل الاسمنت ومن خلال الفرصة الموجودة هنا يعمل هو واولاده طيلة ايام الاسبوع في تقل شحنات الاسمنت الى مختلف مدن العراق , عبد الرحمن يبين ان حط سيره لايقف عند محافظات الوسط فحسب بل انه يصل الى اقصى مناطق جنوبي العراق وهذا امر يسعده بسبب اختلاف الاجور وارتفاعها تبعآ لطول المسافات في ذات الوقت فهي مناسبة للوصول الى مناطق لم يكن يصلها سابقى بسبب الاوضاع الامنية المتردية فيها , اما حسن ميرزا وهو صاحب شركة لنقل الاسمنت الخام فيجد ان امام الناقلين فرصآ افظل الان بعد ان كانت مقتصرة على شركة اسمنت الشمال في الموصل بينما الان هنالك فرصة لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الناقلين .

قطاع التشييد

التوسع في انتاج الاسمنت وخصوصآ في اماكن كانت تعول كثيرآ على المنتج المستورد يفتح افاقآ وخيارات اوسع امام شركات قطاع التشييد والبناء وفي هذا الصدد يقول ابراهيم الساعدي المدير المفوض لشركة عراق الغد للبناء الحديث ان الكثير من الاعمال والمقاولات الانشائية المنفذه من قبل شركته كانت تصطدم بعقبة توفير المادة الخام للبناء وهي الاسمنت كون الشركة تعمل على استيراد الاسمنت من خارج البلاد بسبب عدم ضمان توفير المنتج المحلي لدواعي فنية او أمنية على حد سواء وبالتالي لايمكن امامنا الا الانتظار لدخول الشاحنات القادمة من المملكة العربية السعودية او لبنان والتي تتعرض لمشكلات الانتظار المتواصل في الحدود والتأخير والتفتيش عند المعابر الداخلية بين محافظات العراق وبالنتيجة يؤثر ذلك سلبآ على اتمام الاعمال المنفذه الا ان في الاونة الاخيرة ومع وجود مصنع عراقي يعمل وفق مواصفات عالمية في صناعة الاسمنت من المؤكد الامور ستسير بشكل افظل كون تدفق المنتج سيصل بانسيابية افظل , الساعدي يضيف ان وجود منتج بمواصفات عالية الجودة واسعار مناسبة ولايكلف الكثير من اجور الشحن والنقل بحد ذاته أمر جيد لشركات المقاولات لاسيما مع الاستمرار في تدفق المنتج الى مواقع العمل دون تأخير وبالتالي كسب النوع والجهد والمال في ان واحد فضلآ عن كسب ثقة الزبائن .

المواطن العراقي


على مدى عقود من الزمن تعطش الفرد العراي الى وجود صناعة محلية رصينة تنافس الكثير من المنتوجات المستوردة غير المطابقة لنظم التقييس والسيطرة النوعية وهذا الامر ينطق ايضآ على قطاع التشييد فالكثير ممن يقدمون على تشييد المنازل او العمارات السكنية او حتى المنشأت التجارية يحبذون التعامل مع شركات تشييد تستخدم المواد الاساسية عالية الجودة بغية ضكان البناء الامثل , السيد راضي حسن صاحب مشروع تجاري في محافظة كركوك يقول ان مشروعه الحالي هو الثالث من نوعه وهو من الباحثين عن الشركات التي تستخدم الاسمنت المحلي في عملها كونه منتج يضاهي المنتج الاقليمي من حيث النوع والسعر , حسن يبين ان بعض المختبرات الصناعية في دول الجوار تثبت ان الاسمنت العراقي من اجود الانواع ولذلك يعكف هو على اقتران اعماله بالاسمنت المحلي , اما زكي نادر وهو مواطن عراقي يقول ان داره الحالية تجاوزت العقد الخامس وهي مشيده بواسطة الاسمنت المحلي الامر الذي يجعله بعيدآ عن فكرة استخدام غير ذلك من منتجات منافسة .