نفذت قبائل يمنية في منطقة مخلاف حمير بمحافظة ذمار (100 كم إلى جنوب العاصمة صنعاء) حكم الإعدام في الشاب الثلاثيني محمد علي العزب (31 عاماً) الذي قال إنه تأثر بالمسلسل التركي "وادي الذئاب" قبل أن يقتل خمسة أشخاص بينهم امرأة.
وكان اللافت اعتراف الجاني أمام حشد من زعماء قبائل المنطقة قبيل تنفيذ الإعدام أنه تأثر بشكل كبير بالمسلسل التركي "وادي الذئاب" وبطله الممثل الشهير مراد علمدار، بحسب ما أكد لـ"العربية.نت" شهود عيان حضروا تنفيذ الإعدام.
وكانت منطقة مخلاف حمير بمديرية ضوران إحدى مديريات ذمار، شهدت الحادثة نهاية الأسبوع الماضي، حيث تسبب خلاف بين شابين إلى مقتل والدة أحدهما ليتطور الأمر بقتل أربعة آخرين على يد الجاني العزب الذي قاوم بشكل عنيف ليسلم نفسه بعد أن انتهت ذخيرة سلاحه الشخصي.
وجاء تنفيذ حكم الإعدام القبلي بحقه لوقف أي قضية ثأر قد تحدث بسبب الجاني من شأنها أن تحصد ضحايا جدداً.
وعادة ما تشهد محافظة ذمار إعدامات "القبيلة" دون الذهاب الى محاكم الدولة، حيث يقدم الجاني في العرف القبلي بما يسمى "معبر النقاء" وهو أن يذهب متبوعاً بحشد من أسرته وقبيلته إلى أسرة القتيل وهو يحمل كفنه، وفي هذه الحال ينفذ ضده الإعدام أو يتم العفو عنه، وفي العادة يتم ذلك في حضور للقبائل وفي مكان مفتوح.
تأثير المسلسلات التركية في اليمنيين
يُذكر أن المسلسلات التركية تحظى بمتابعة كبيرة في اليمن، الا انها في الوقت ذاته خلفت حتى الآن مشاكل اجتماعية عدة تنوعت بين القتل والطلاق والخلافات العائلية، حيث شهدت مدينة المكلا (شرق اليمن) قبل فترة حالتي طلاق بسبب مسلسل "نور" التركي، حيث تسببت المشاهد الرومانسية غير المألوفة لدى الأسر اليمنية بوقوع شجار وخلاف بين الأزواج.
وقبل نحو شهر قامت فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً في مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر بطلب الطلاق من زوجها لأنه لا يهتم بمظهره الخارجي ويرفض لبس البنطلون الجينز ولا يُعنى بملابسه على نمط الممثل التركي الشهير مراد علمدار بطل مسلسل "وادي الذئاب"، قبل أن يتدخل أقارب لإنقاذ الموقف.
وعلق الباحث الاجتماعي خالد مدهش على هذه الحوادث قائلاً لـ"العربية.نت": "المسلسلات التركية أنتجت للمجتمع اليمني تغيراً في السلوك، وتزداد المخاوف من أن تتسبب هذه المسلسلات بزلزال حقيقي للثقافة اليمنية وأن تصاب القيم المستمدة من الدين الحنيف بالانهيار خاصة أن ما تعرضه هذه المسلسلات خليط بين عادات وتقاليد المجتمعات الشرقية وسلوك المجتمعات الغربية".
ومن جانبه قال الشيخ محمد سالم، وهو إمام مسجد: "إن الدراما التركية مفسدة لأخلاق جيل الشباب فهي تروّج لثقافة وعادات غريبة عن مجتمعنا من خلال المزج بين الثقافة العربية الإسلامية والأوروبية كون المجتمع التركي قريباً إلى المجتمع العربي لكن مع بعض الاختلافات كالجرأة والحرية الكبيرة في طرح المواضيع".