كتب - حذيفة يوسف
«السويكة” مادة مخدرة تسبب سرطان اللثة، يقول أطباء، في حين تجهل وزارة الصحة، أي معلومة عن هذه المادة المخدرة، بينما تنتشر في كثير من منافذ البيع دون رقابة، ما يسهل على طلبة المدارس وغير البالغين الحصول عليها.
ويقول الأطباء إن مضغ” السويكة”، له تأثير كيميائي على غشاء الفم وبطانة الخد وأرضية الفم واللسان كونها تعمل على تخديش أنسجة هذه المناطق وتسبب التهاب اللثة، وترسبات حوافها والأسنان مما يؤدي إلى تآكل الروابط السنية وتخلخل الأسنان وتغير لونها ومن ثم فقدانها.
والسويكة مادة” مخدرة”، توضع على الحنك الأسفل بعد لفها بمنديل صغير أو تناول بشكل مباشر، لتترك في الفم فترة من الزمن وتلفظ خارجاً، أو يتم ابتلاعها.
وتشير الأبحاث المنشورة في مجلات علمية إلى أن السويكة تسبب تغيراً في لون الأغشية المخاطية المبطنة للفم، ليحدث بعد ذلك إصابات تعتبر نذراً لتحولها إلى سرطان الفم أو الشفة، إضافة إلى إصابة اللسان ببقع بيضاء التهابية.
ويدمن الشخص على السويكة، بعد تكرار هذه العملية عدة مرات، حيث يشعر المتعاطي لها بتخدير في جسمه بعد وضعها بثوانٍ بسبب تأثيرها المماثل للسجائر لاحتوائها على مادة النيكوتين.
وفيما ذكر مصدر رفض الكشف عن اسمه لـ “ الوطن” أن وزارة الصحة لا تمتلك معلومات عن “السويكة”، حيث لم تجرَ أي أبحاث لمعرفة مكوناتها الضارة، مشيراً إلى أن الوزارة لا تعلم أساساً إن كانت موجودة تلك المادة أم لا. ترفض مصادر بوزارة التربية، التعليق على موضوع انتشار “السويكة” بين طلبة المدارس، سواء الثانوية أو الإعدادية، مما يبقي الغموض حول نسبة الطلبة المستخدمين لتلك المادة الضارة ومصادر دخولها إلى الحرم المدرسي وإجراءات وزارة التربية والتعليم.
وتتكون “السويكة” من مواد تركيب، لا توجد لها مواصفات محددة كباقي منتجات التبغ، ولا تخضع لأي بيان تجاري، إذ إنها تتكون من المواد ذات التأثير الضار على الصحة لكل من يستخدمها.
وتشير الأبحاث الطبية غير الرسمية، إلى أن “السويكة” هي أوراق تبغ تسحق لتصبح مسحوقاً أصفر مائل إلى الأخضر، تخلط مع مواد كيمائية، مثل كـربونات الصوديوم” و«رماد” و«رمل”، إضافة إلى مواد مسرطنة أخرى ومخلفات الإنسان والحيوانات. كما تسبب زيادة إفراز اللعاب مما يضطر الفرد إلى”البصق” في الأماكن العامة، الأمر الذي يترتب عليه انتشار الأمراض.
سرطان اللسان
وتقول د. بنة بوزبون إن السويكة تحتوي على العديد من المواد المضرة، وتسبب في بعض الحالات سرطان اللسان، مبينة أنها دخلت إلى المملكة من خلال العمالة الآسيوية، ويسهل الحصول عليها في بعض البرادات العادية نظراً لرخص ثمنها وتوافرها.
وتضيف بوزبون أنه بسبب سعرها الرخيص وعدم إصدارها لرائحة كالدخان يستخدمها الصبية والشباب كي لا يكتشف أمرهم، بدلاً من استخدام السجائر، منوهة إلى تحول “السويكة”، إلى ظاهرة، بعد انتشارها في الفترة الحالية بين شريحة الشباب.
وتؤكد بوزبون أن” السويكة”، تسبب السرطان، وتحول متعاطيها إلى مدمن يصعب عليه التخلص منها، مستعرضة طريقة صنعها قائلة إنها: تصنع يدوياً وليست لها مصادر معروفة كالسجائر مثلاً. داعية وزارة التجارة وحماية المستهلك إلى سحب تلك المواد وفحصها لمعرفة مكوناتها الفعلية، ومن ثم وضع التحذيرات اللازمة عليها، وشددت على ضرورة إسقاط الضوء على السويكة، بسبب تجاهلها من قبل وسائل الإعلام.
وتحمل بوزبون الجهات المسؤولة الخاصة بمكافحة التدخين، مسؤولية التوعية بمخاطر “السويكة” ذلك أنها تتجاهل الدور التوعوي لمخاطر هذه المادة، بعد انتشارها بين طلاب المرحلة الإعدادية فما فوق، منوهة إلى ضرورة أن يكون لدى وزارة الصحة المعلومات الكافية عنها والتوعية بمخاطرها وشن الحملات بدلاً من السكوت عن تلك المادة المخدرة.
وتقول بوزبون إن العديد من الطلبة الذين تواصلت معهم أكدوا لها وجود “السويكة” وانتشارها بين طلاب المدارس سواء الإعدادية أو الثانوية، محذرة من أن تصاعد انتشارها سيفشي تقرحات في أسفل الفم والتي قد تتحول إلى سرطان.
وتضيف بوزبون، أن” السويكة”، لا يوجد تصنيف لها حتى الآن، وهل هي في خانة المخدرات أم السجائر، حيث تحتوي بشكل كبير على التبغ، إضافة إلى مواد أخرى غير معلومة، مشددة على ضرورة الكشف عنها لتصنيفها بعد معرفة مخاطرها.
وتختتم د. بنة بوزبون حديثها أن بحث الشباب عن الأشياء الغريبة هو ما أوصلهم لـ«سويكة” مبينة أن الإعلام لم يلعب دوراً إيجابياً في القضاء عليها.
?بديلاً عن السجائر
من جانبه يقول الشاب م.ح. لـ« الوطن” إنه:« كان يستخدم “السويكة” سابقاً عندما تناولها بديلاً عن السجائر، ظناً منه أنه يستطيع التخلص منها للتوقف عن التدخين، مشيراً إلى أنه في السابق كان يمكن الحصول عليها في بعض البرادات، إلا أنه وبعد صدور قانون بتغريم أي محل يبيعها، أصبحت تباع بطريقة “السر”، ولبعض “الزبائن المعروفين” حيث لا يغامر الآسيوي ببيعها إلى من لا يعرفهم.
ويوضح أن أسعارها تتراوح سابقا بين الـ 100 فلس و300 لأغلى الأنواع، إلا أنها ارتفعت الآن، ليصبح “ أرخص نوع” بـ 300 فلس.
ويؤكد الشاب أن بعض منها يأتي ملفوفاً وجاهزاً للاستخدام بقيمة 500 فلس لـ10 حبات، إلا أن الآخر يأتي” فرط” ويتم استخدامه من خلال المناديل الورقية.
ويقول الشاب إن: السويكة تصنع محلياً، بدليل أن لا كمية ثابتة لها إلا ما تعارف عليه في المحلات، ويضيف أن لا رائحة لها كالتدخين تمسك بالجسم والملابس، إلا أن من يضعها بيده لا يستطيع شمها نظراً لرائحتها المقززة، حيث يتم وضعها في مناديل ورقية توضع أسفل اللسان، أما من اعتادها فإنه يستخدمها مباشرة على الفم.
يضيف أن من يضعها في فمه مباشرة لا يستطيع تحمل الطعم إلا بعد أن يصبح مدمناً، مشيراً إلى أنه وبعد بصقها يخرج لعاب لونه أخضر، كلونها قبل الاستخدام.
ويتابع بعض الشباب يستخدمونها تقليداً لأصدقاء السوء، سواء في مرحلة الثانوية أو الإعدادية، وأنها تصيب اللثة من الداخل وتؤدي إلى سرعة إصابتها بالجروح، خصوصاً لمن يستخدمها كثيراً بمعدل 2- 3 مرات في الساعة الواحدة.
ويقول إنه لم يذهب إلى المستشفى بعد إصابة لثته بالتقرحات، إلا أن أحد الشباب وصف له سائل غرغرة البلعوم لتنظيف اللثة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي، مؤكداً أنه لو استمر لمدة أطول في استخدام السويكة لسقطت أسنانه كما حصل للبعض، حيث سببت تعب اللثة والشفتين والأسنان.
ويذكر أن أحد الصبية جربها مرة وبسبب “جهله”، أصيب بالحمى وظل “يُرجع” ما أكله، بسبب المواد الضارة التي تحتويها.
منتشرة لدى طلاب المدارس
ويروى الشاب ع.ب. تجربته لـ الوطن مع السويكة، قائلاً، إنه” بدأ باستخدامها من أيام الثانوية، إثر انتشارها بين الشباب والطلبة، ويذكر أن أحد زملائه نصحه باستخدامها بديلاً عن السجائر التي قد يكتشفها والداه أثناء تدخينها، حيث لا تسبب أي رائحة ظاهرة للعيان.
ويقول إن السويكة “طلعت نفس السجاير”، لم أستطع التوقف عن استخدامها إلا بعد فترة طويلة، نافياً ما يتردد لدى بعض الشباب بأنها “ تفر الراس” حيث ما يصاحبه من ألم في اللثة واللسان يذهب أي نشوة قد يشعر بها مستخدم السويكة.
ويؤكد أنه توقف عن استخدامها بعد بحثه في الشبكة العنكبوتية عن أضرارها، مشيراً إلى أنه عوضها بالتدخين والذي يحاول الآن جاهداً الإقلاع عنه.
ويقول إن أصول “السويكة”، تعود بالأساس، إلى الهند حيث يستعملها الآسيويون بشكل عام، وتحيل أسنانهم إلى صفراء اللون واللثة سوداء، مشيراً إلى أنه استطاع أن يتعافى منها ومن أثارها بعد مضي سنتين من الامتناع عنها.