عواصم - (وكالات): أكد خبراء ومحللون أن “إسرائيل تدق طبول الحرب لضرب المواقع النووية الإيرانية دون موافقة أمريكية”، فيما أشاروا إلى أن “فشل إيران في التوصل إلى تسوية مع القوى الكبرى بخصوص ملفها النووي ينذر بمواجهة عسكرية أخرى بين الغرب وطهران”. ودعا مسؤولون إسرائيليون المجتمع الدولي إلى “منع إيران من التحرك إذا حاولت استخدام سلاح نووي” بينما تعبر تل أبيب عن نفاد صبرها بشأن الملف الذري الإيراني. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” متفق مع الولايات المتحدة في تقييمها لطموحات إيران النووية مع أن المسؤولين الإسرائيليين تحدثوا عن خطط طهران لامتلاك أسلحة ذرية”، فيما أوضحت الصحيفة أن “طائرات أمريكية دون طيار تحلق فوق منشآت إيرانية سرية لرصدها”. من جهته، أعلن قائد القوات البحرية الأمريكية الادميرال جوناثان غرينرت أن “البحرية الأمريكية ضاعفت عدد البوارج والمروحيات لمكافحة الألغام الموجودة في الخليج بهدف الرد على تحرك محتمل لإيران غايته إغلاق مضيق هرمز”، كما تستعد واشنطن لنشر 3 حاملات طائرات في الخليج قرب إيران. وكرر المسؤولون الإسرائيليون عزمهم “توجيه ضربة عسكرية لإيران لتدمير منشآتها النووية دون الحصول على موافقة الولايات المتحدة او الغرب”، في الوقت الذي تشتد وطأة العقوبات عليها بشأن برنامجها النووي. بدوره، وجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما “تحذيراً إلى إيران بشأن ملفها النووي”، معتبراً أن “نافذة” الدبلوماسية معها “تضيق”. كما حذر رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي قادة إيران من “عواقب ارتكاب خطأ هائل في تقدير إرادة واشنطن وقف برنامجهم النووي”. وأوضح الخبراء أن تدمير إسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي يتطلب هجوماً جوياً بمشاركة ما يزيد على 100 طائرة مقاتلة. وذكروا أن أبرز المواقع النووي التي سيتم استهدافها تتضمن منشأة نطنز و«فوردو لتخصيب اليورانيوم،” ومفاعل “أصفهان،” بجانب مجمع “آراك” النووي،” والأخيران مشيدان على سطح الأرض ما يسهل نسبياً تدميرهما بالقصف الجوي، على نقيض “فوردو” الذي يصعب اختراقه لكونه مقام داخل جبل. وبرز على السطح مؤخراً خلافات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عدم سماح إيران لمفتشي الوكالة بزيارة موقع بارشين العسكري. وقال الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو “لدينا معلومات بأن نشاطاً ما يجري هناك.” وتواصل إسرائيل تصعيد تصريحاتها التي تدفع العديد إلى الاعتقاد بأنها جادة في تفكيرها في احتمال مهاجمة إيران سواء بدعم من الولايات المتحدة أو بدون دعمها. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي في واشنطن أن لا الدبلوماسية ولا العقوبات تمكنت من وقف تطوير البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل مضيفا “لا يمكننا أن نقبل بان تملك ايران سلاحاً نوويا لان ذلك سيشكل خطراً على وجود بلادنا. من حقنا وكذلك من واجبنا الدفاع عن أنفسنا”. من جهته لم يستبعد الرئيس الأمريكي باراك اوباما اللجوء إلى القوة في نهاية المطاف، لكنه يفضل الطريق الدبلوماسي والعقوبات لردع إيران عن مواصلة أنشطتها النووية المثيرة للجدل. وتؤيد غالبية أعضاء الحكومة الأمنية الإسرائيلية المؤلفة من 14 وزيراً شن ضربة استباقية ضد إيران في محاولة لإنهاء برنامجها النووي، حسبما أفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية نقلاً عن مصادر سياسية. وصرح رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابق اموس يادلين “إسرائيل أصبحت قريبة من اتخاذ قرار صارم للاختيار ما بين القنبلة النووية الإيرانية أو الضربة الإسرائيلية”. من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان “نفضل أن يحسم المجتمع الدولي القضية الإيرانية من خلال محادثات “5+1” من خلال بعض المفاوضات والعقوبات إلى آخره، لكن إذا لم يحدث، اعتقد أن من حقنا حماية انسفنا”. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك من احتمال أن يتجاوز البحث النووي الإيراني قريبا ما وصفه “بمنطقة الحصانة” من أي اعاقة خارجية. ونوه احد المسؤولين الامريكيين الى ان وزير الدفاع الإسرائيلي قال في مؤتمر أمني في إسرائيل “أن عبارة فيما بعد تعتبر متأخرة للغاية.” وأوضح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون إنه “في أسوأ الاحتمالات قد تستخدم إيران السلاح النووي”، مضيفا “سنقوم بحماية مصالحنا في اي مكان من العالم وسنمنع ايران من التحرك”. من جهته، وصف نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دانيال كارمون إيران بأنها “تهديد للعالم اجمع”. وقال “هذا التهديد يتطلب رداً فورياً”. وكتبت صحيفة “كومرسانت” الأسبوع الماضي إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلفت نظيرها الروسي سيرغي لافروف ابلاغ إيران بان المحادثات مع الدول الكبرى المقررة في أبريل المقبل هي “الفرصة الأخيرة” أمام طهران لتفادي الحرب، فيما سارعت واشنطن بعد أيام اإى نفي الخبر. من جهتها، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد متفق مع الولايات المتحدة في تقييمها لطموحات إيران النووية. وأضافت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أمضت سنوات في متابعة الجهود الإيرانية لتخصيب اليورانيوم وتقنية تطوير الصواريخ وهي تراقب أي خطوة على طريق التسلح. وأوضحت الصحيفة وأن وكالة الأمن القومي تتنصت على اتصالات هاتفية لمسؤولين إيرانيين وتقوم بأشكال أخرى من المراقبة الالكترونية، تقوم وكالة الاستخبارات الوطنية الجغرافية الفضائية بتحليل الرسوم التي يلتقطها الرادار والصور الرقمية للمواقع النووية. ويقول محللون إن الطائرات دون طيار تحلق فوق منشآت إيرانية سرية، حسب الصحيفة التي قالت إن لواقط سرية يمكنها رصد الإشارات الكهرمغناطيسية وانبعاثات الاشعاعات، وضعت قرب منشآت إيرانية مشبوهة. من جهته، قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله إن “خطر اندلاع حرب بين إيران والغرب يتزايد لكن ما زالت هناك الكثير من الفرص للتفاوض من أجل التوصل إلى حل سلمي”.