نفى مستشار السفارة الألمانية لدى المملكة يورن زملر وجود وساطة ألمانية بأزمة البحرين، وقال: إن مشكلة البحرين داخلية ويجب حلها بأدوات محلية وبأيدي أبنائها.
ورفض زملر العنف الحاصل في الشارع وغلق الطرقات بالإطارات المشتعلة واستهداف الشرطة، داعياً إلى حوار سياسي غير مشروط لإنهاء حالة الانقسام الاجتماعي بين السنة والشيعة.
وقال لدى لقائه وفداً شعبياً بحرينياً بحضور السكرتير الثاني بالسفارة وينفرد ماير، أن بلاده تتابع عن كثب وبشكل يومي تطورات الأوضاع في البحرين وتدين كل أنواع العنف في البلاد، لافتاً إلى أن ألمانيا على اتصال بجميع القوى السياسية ومن بينها جمعية “الوفاق” و«أبلغناها أن حكومة البحرين تتيح للجميع ممارسة حرية التعبير وتسمح لكم بتنظيم التظاهرات السلمية، ولكن في المقابل عليكم وقف العنف لأنه يضر بالبلاد والتطور والتنمية”.
وأكد أن ألمانيا تريد الاستقرار في المنطقة وأن جولة جديدة من الحوار السياسي غير المشروط يجب أن يبدأ فوراً، لأن حالة الانقسام الاجتماعي بين الشيعة والسنة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البحرين.
ووصف قرار جلالة الملك بتشكيل لجنة تقصي الحقائق بأنه رائع، مبيناً “جرى بالفعل تنفيذ العديد من التوصيات بشكل سريع فيما يحتاج تنفيذ بعضها الآخر مزيداً من الوقت”.
وأشاد بالتعديلات الدستورية التي صادق عليها جلالة الملك المفدى ووصفها بـ«الممتازة”، وقال: إنه تتوفر الآن مزيد من الأدوات الدستورية للمجلس النيابي لإجراء الإصلاحات، مستدركاً “يجب أن يستوعبها الجميع ويتدربوا على آلياتها لتصبح فعالة”.
وأعرب عن أمله أن يسهم البرلمان من خلال هذه الأدوات في إعادة الهدوء إلى الشارع كي يعيش المواطنون معاً في سلام، مشيراً إلى حدوث تقدم في نقاط معينة في مجال الإصلاحات مثل الجهود المبذولة لتطوير القضاء.
ونبّه إلى المساعدة الألمانية في تنظيم ورشتي عمل لـ25 من كبار رجال القضاء والجهاز القانوني لمساعدتهم في عملهم، وقال: “نأمل أن يقتنع من هم في الشارع أن الوضع الحالي من قطع الشوارع وحرق الإطارات والاعتداء على الشرطة أمر غير مقبول ولا يمكن الاستمرار فيه، ويجب أن تعود الشرطة لوظيفتها الطبيعية وهي مكافحة الجريمة بدلاً من الوقوف طوال الوقت في الشوارع لحفظ الأمن”.
من جانبه، سأل الوفد الشعبي عن حقيقة وجود مشروع وساطة ألمانية لدى الفرقاء في البحرين، فأجاب المستشار “إن المقترح كان في ذهن بعض الأفراد ولكن موقفنا القاطع هو أن ألمانيا لا تقبل أن تقوم بدور الوسيط، لأن مشكلة البحرين داخلية ويجب أن تحل بأدوات محلية وبأيدي أبنائها”.
وأضاف “قد تساهم ألمانيا بالدعم وتنظيم ورش العمل والتدريب وتقديم النصائح والاستشارات لكنها لا تريد التدخل، رغم أن البعض يرى الوساطة الألمانية فكرة جيدة، ونقول إن البحرين هي طفلتكم أنتم ويجب أن تهتموا بها بأنفسكم”.
وتساءل المستشار عن سبب بحث البعض عن الوسيط الأجنبي في حين تزخر البحرين بشخصيات وطنية وخبرات وكفاءات تتمتع بسمعة ممتازة وتحظى بقبول واحترام مختلف الأطراف، ويمكنها بذل مساعي الوساطة بين الفرقاء، و«عندما يحصل خلاف داخل العائلة يتولى الأب والعم مسؤولية إيجاد الحلول والتوسط بين الأبناء، وعندما يفقد الأمل نذهب بعد ذلك إلى الأصدقاء للمساعدة”.
وبين الوفد أهمية الاستقرار السياسي في البحرين بالنسبة لمنطقة الخليج التي تعتبر حيوية للعالم بسبب إمدادات الطاقة، فيما أكد المستشار ضرورة وقف العنف في الشارع حالاً لانعكاساته السلبية على الاستقرار والتنمية.
وقال: إن غالبة المواطنين غير راضين عن مسار الأحداث ويريدون الأمن والاستقرار، وأن جلالة الملك المفدى وحكومته جادون في الإصلاحات والمضي قدماً في إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل فبراير 2011.