كتب - محمد الخالدي، وهشام الشيخ: أكد الوفد البحريني غير الحكومي، الذي شارك في ندوة على هامش دورة للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان في جنيف، أن وفد “المعارضة” حاول تشويه صورة البحرين بجنيف ببث الأكاذيب في خطاب ملتوٍ ضد معظم الحقائق بتواطؤ رئيس الجلسة الإيراني، كاشفاً جملة تجاوزات وقعت في قاعة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. وقال أعضاء الوفد، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر صحيفة “أخبار الخليج” أمس، إن المعارضة ثارت حفيظتها عندما أعطي مجال الحديث إلى الوفد البحريني غير الحكومي، فبدأت ترتفع أصواتهم للتشكيك في مصداقية الوفد وتوجيه الاتهامات الجزافية لتشويه سمعته أمام الحاضرين في صورة غير منطقية، ضاربين أدنى مقومات الحوار بعرض الحائط، مما دفع رئيس الجلسة الإيراني إلى التدخل لإيقاف الوفد البحريني عن إكمال حديثة، الأمر الذي أدى إلى انسحاب الوفد البحريني من الجلسة. وأشاروا إلى أن المعارضين وجهوا إليهم اتهامات تتضمن تلقيهم أموالاً من الحكومة، متناسين الدعم المالي واللوجستي الذي قدمته مؤسسة الأبرار الإيرانية لوفدهم المعارض. وشددوا على أنهم لم يكونوا يتصوروا أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من أجل الوصول إلى مآرب شخصية وطائفية عبر تقليب الحقائق، وبث الأكاذيب والتعرض للشخصيات وتشويه صورة البحرين، واختلاق القصص الخيالية. وأشاروا إلى ما كشفته الطبيبة الفرنسية، خلال حضورها الندوة التي نظمتها بجنيف المعارضة البحرينية، من كذب وتزوير لممثلي المعارضة البحرينية، حيث قالت لهم “لقد زوّرتم اسمي وسرقتم بطاقة هويتي وأصدرتم بياناً مزوراً يحمل اسمي وادعيتم كذباً أنني كنت بين الطبيبات اللواتي تحدثن عن عمليات تعذيب حدثت لأنصار المعارضة في مستشفى السلمانية وهذا كذب وافتراء”. وأكدوا أن المنظمات التي تشوه حقيقة ما يحصل في البحرين مسيّسة وتشكيلها طائفي، وأن المملكة تواجه هجوماً خارجياً بأذرع بحرينية من القاعدة الثقافية التي توظفها أطماع خارجية. ويضم الوفد البحريني غير الحكومي برئاسة رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” أنور عبدالرحمن، كلاً من سميرة رجب، والمحامي نبيل سعيد، ومروة العبيدي، وفاطمة صلاح، ومحمد النجم، بينما تضم المعارضة المحامي الكويتي عبدالحميد دشتي، والنائبين الوفاقيين مطر مطر وعلي الأسود، والإعلامي عباس العمران، والمحامي محمد التاجر، وفؤاد إبراهيم، وسعيد الشهابي. تجاوزات بالجملة وقال رئيس تحرير صحيفة “أخبار الخليج” أنور عبدالرحمن “حدثت العديد من الممارسات اللاأخلاقية في القاعة الخاصة للاستماع بمداولات المفوضية السامية للأمم المتحدة في جنيف جراء اعتلاء 7 أشخاص هم المحامي الكويتي عبدالحميد دشتي والنائبان الوفاقيان مطر مطر وعلي الأسود والإعلامي عباس العمران والمحامي محمد التاجر، إضافة إلى المعارضين فؤاد إبراهيم وسعيد الشهابي إلى جانب وجود 5 إيرانيين واثنين من الأفارقة، حيث بث هؤلاء خلال الجلسة الأكاذيب والدسائس ضد معظم الحقائق لفترة طويلة من الحديث أتيحت لهم بدعم من قنوات إيرانية هما “المنار” و«العالم”. وأضاف “حين جاء دورنا لم نتكلم إلا في غضون 5 دقائق حتى قامت جماعة المعارضة بالتصدي لنا جميعاً من خلال التشكيك في مصداقيتنا وشتم رموز النظام، مما حدا بالقاضي المسؤول وهو إيراني يدعى مسعود شاد جاره بالتدخل لإيقافنا عن الحديث حينها، مما أجبرني لتوجيه تساؤل إلى القاضي مفاده كيف لك أن تعتلي كرسي القاضي وأنت إيراني” ولبلدك مصلحة. وأضاف “لم يسمح لنا هذا الحال بالجلوس مطولاً في الحديث بعد هذه الجملة من التجاوزات مما أدى إلى انسحابنا من الجلسة ولم يكفيهم ذلك حتى قاموا بتوجيه الاتهامات إبان انسحابنا تتضمن تلقينا أمولاً من الحكومة في حين الوفد المعارض تناسى تلقيهم دعماً مالياً ولوجستياً من مؤسسة الأبرار الإيرانية”. وأردف “خلال الجلسة وجهت تساؤلاً إلى النائبين السابقين مطر مطر وعلي الأسود مفاده أنتما أقسمتما اليمين على خدمة الوطن حين دخلتما مجلس النواب والآن تتآمران ضده؟”. وتابع “حاولنا في العديد من الأوقات ترتيب اتصالات مع أطراف دولية على خليفة أحداث البحرين لتفسير حقيقة ما حصل من أحداث عبر الأطراف المختلفة للتعبير عن رأينا وفي اجتماع يجمعنا مع المعارضين لنظام الحكم نقوم بتوجيه سؤال لهم مفاده من تمثلون ومن أين أنتم؟”. وأضاف “نحن نمثل أنفسنا ونرفض أداء المعارضة منذ أحداث مارس وندعم التوجه الإصلاحي”، مشيراً إلى أن “مسألة تمويل رحلاتنا هي من مصادرنا الخاصة أو من قبل أطراف متطوعين في القطاع الخاص”. وقال “هنالك استنتاج خلال وجودنا في اجتماع المفوضية أن هنالك توجهاً لدى الغرب لمعرفة المزيد مما حصل خلال الأحداث بدءاً من خلال حديثهم بأن هناك توجهاً مختلفاً يستدعي البحث للقيام بتحقيق في الممارسات اللاإنسانية، لاسيما أن الحوار مع المفوضية كان جاداً”. وطالب بأن تكون هناك مؤسسة صحافية تبني أمن الوطن واقتصاده بعيداً عن السياسية بعد الخسارة التي لحقت بالاقتصاد البحريني والتي بلغت 800 مليون دينار خلال السنة الماضية نتيجة قلة القدرة الشرائية للمواطنين والزائرين. وقاحة في الطرح من جانبها، قالت الكاتبة الصحافية سميرة رجب إن “على المفوضية أن تأخذ دوراً توعوياً وثقافياً لمساعدة الدول المتضررة لتفادي سبل الانتهاكات المستمرة خاصة أن حدثينا في القاعة كان في غضون 5 دقائق في حين أتيح للمعارضين وقت أطول”. وأضافت “كانت هناك وقاحة في الطرح وكذب، وطرح متدنٍ وتعرض لبعض الأسماء والكثير من الكلمات غير اللائقة، حتى وصل الأمر لدرجة الدخول إلى المواقع الإلكترونية للإساءة إلى الوفد البحريني بهدف تشويه الحقيقة”. وأشارت إلى أنه “عندما نقوم بمواجهتهم بالحقيقة يصلون إلى مستوى بث الأكاذيب والتعرض للشخصيات على أساس التقليل من هيبة أعضاء الوفد”. وقالت سميرة رجب إن من كانوا حاضرين في الجلسة معروفون فهم ممثلين عن “الوفاق” وحركتي “أحرار البحرين” و«حق”، وهم من يدفعون إلى ممارسة العنف في البحرين، موضحة “لم أكن أتصور أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من أجل الوصول إلى مآرب شخصية وطائفية عبر تقليب الحقائق، خاصة أن تشويه صورة البحرين تحت أي ثمن وبدون أدنى درجة من الحياء هو هدف لديه”. ودللت على ذلك بالقول “حضرت سيدة فرنسية تتهم الجماعة المعارضة بتزوير الشعار الخاص بها كونها محامية طلبوا منها أن تكتب عن الانتهاكات التي وقعت في البحرين كتدعيم لأقاويلهم لامت خلال حضورها الطريقة التي أتى هؤلاء فيها من خلال تدليس الحقائق لأجل تنفيذ أجندة خاصة بهم خصوصاً وأنهم لا ينتمون في معظمهم إلى جنسية البلد التي يشوهون صورتها”. اختلاق القصص الخيالية وقال المحامي نبيل سعيد “هنالك 6 أشخاص ذهبوا إلى جنيف ممثلين عن مملكة البحرين نعتبرهم ممثلين عن كافة أطياف الشعب لصد الافتراءات التي تحاك ضد وطننا وعن هذه الافتراءات كانت اتهامهم بوجود ضابط بحريني ضمن الوفد البحريني”. وأشار أنور عبدالرحمن إلى أن الحقيقة المؤلمة التي لم نكن نتصورها، هي أن البعض لا يتردد اختلاق القصص الخيالية من أجل الوصول إلى مآرب طائفية أو حزبية، موضحاً أن أقدس رسالة لدى هؤلاء هي تشويه في مملكة البحرين كدولة وحكومة ووزراء وكل شيء، والمفارقة أنهم يعيشون حياتهم اليومية على حساب حكومات أجنبية، دون حياء أو خجل. ودعا إلى تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، خصوصاً في المجال الإعلامي، بحيث يكون لها صوت وشأن في تحقيق الأمن وحماية الاقتصاد. وقال إن المعارضة البحرينية تلجأ إلى تحطيم الاقتصاد لتحقيق مآربها، مثلما حصل مع النظام الملكي السابق في إيران، حيث إن السبب الرئيس وراء انهيار النظام الملكي في إيران كان تحطيم الاقتصاد ووصول الدولة إلى حافة الإفلاس، مضيفاً أن المعارضة تحاول دفع المؤسسات التجارية إلى الإفلاس والاستغناء عن جميع الموظفين، في محاولة لتركيع الدولة. وقال إن الدور الذي قامت به قوة دفاع البحرين خلال فترة السلامة الوطنية أثبت أن القضية يمكن حلها في 24 ساعة، لكن جلالة الملك حمد بن عيسى الإنسان قال خلال أول لقاء لنا به في قصر الصافرية “لا أريد أن أحكم شعبي بالبندقية والدبابة”، وهو ملتزم بهذه الفلسفة حتى الآن، مضيفاً أن جلالة الملك أب وملك وليس جلاداً أو ديكتاتوراً، وليس خصماً للأمة، فعائلة آل خليفة الذين حكموا البلاد منذ أكثر من 235 عاماً جذورهم أصيلة في التربة البحرينية. وأكد أن الغرب يريد حكومات عميلة غير وطنية، وساق دليلاً على ذلك ما حصل مع حكومة محمد مصدق في إيران والتي كانت منتخبة وتحظى بالشرعية، ورغم ذلك خطط البريطانيون لانقلاب ضده بسبب تأميمه لقطاع النفط، حيث حركوا مظاهرات مدفوعة الثمن قوامها “العاهرات والأوباش”. وتطرقت سميرة رجب إلى كشف طبيبة فرنسية خلال حضورها الندوة التي نظمتها بجنيف المعارضة البحرينية لكذب وتزوير ممثلي المعارضة البحرينية حيث قالت لهم “لقد زورتم اسمي وسرقتم بطاقة هويتي وأصدرتم بياناً مزوراً يحمل اسمي وادعيتم كذباً أنني كنت بين الطبيبات اللواتي تحدثن عن عمليات تعذيب حدثت لأنصار المعارضة في مستشفى السلمانية وهذا كذب وافتراء”. وأشارت إلى تأكيد الطبيبة الفرنسية أنها انسحبت من كتابة أحد التقارير بعد اكتشافها أن من يقومون على ذلك العمل ليسوا بحرينيين، فضلاً عن عمليات التزوير والكذب تلك. وقالت “هناك منظمات تعمل ضمن “بيزنس حقوق الإنسان”، وهي أهم أدوات ما يسمى الربيع العربي، (..) ظهر في تلفزيون المحور في مصر تلك الفتاة التي اتهمت منظمة فريدام هاوس بتدريب واستغلال الشباب لتغيير النظام في مصر”. وأوضحت أن الشباب الذين نفذوا تلك الثورات اختفوا وجاءت أحزاب أيديولوجية لتحكم هذه البلاد، ودعت إلى الاطلاع على تقرير البروفيسور بسيوني حول الأوضاع في ليبيا، وأوضحت أنه أظهر مدى الانتهاكات التي قام بها كل من القذافي والثوار على حد سواء في التعذيب والسجون والاعتقالات. وأكدت أهمية إيصال حقيقة أن المنظمات التي تشوه حقيقة ما يحصل في البحرين أنها مسيسة وتشكيلها طائفي. وأضافت “الأحزاب التي تسمي نفسها معتدلة وطلب أوباما أن نتحاور معها، جلسنا معهم في جنيف ورأينا كيف يعتمدون الكذب ولا يعرفون الحوار”، مؤكدة أن “من يريد الحوار يضع جميع الحقائق على الطاولة الجيد منها والسيئ”. ولفتت إلى أن البحرين تواجه هجوماً خارجياً بأذرع بحرينية من القاعدة الثقافية التي توظفها أطماع خارجية. وأكدت أن الحق في التغيير هو من حقوق الشعوب إذا كان للأفضل، موضحة أننا عشنا مع هذه الجماعات المعارضة وخطابهم وأساليبهم لا تناسب البحرين فكرياً أو سياسياً، فنظامنا القائم أعلى مستوى منهم فكيف نقبل التغيير نحو الأسوأ، وهو الطائفية الأيديولوجية. المعارضة تبث معلومات مغلوطة ورداً على سؤال لـ«الوطن” حول تقييمها لمدى التغير في مواقف المنظمات الغربية والمواقف الرسمية هناك تجاه الوضع في البحرين، أوضحت سميرة رجب “لمسنا تغيراً إيجابياً على أكثر من صعيد، حتى أن هناك إحدى الجهات المهمة، أوصلت إلينا وجهة نظر إيجابية تجاه البحرين، لكن طلبت عدم الإفصاح عنها إعلامياً حتى وقت مناسب”. وأضافت “الإعلام الرسمي البحريني وطني وليس من دوره أن يكون لصالح فئة على أخرى”، مؤكدة أن “الإعلام الذي يحتاج إلى التفعيل هو الإعلام الخاص والمستقل، وإعلام الجمعيات السياسية التي لا تقوم بدورها”. من جانبه، أكد المحامي والناشط نبيل سعيد لـ«الوطن” على هامش المؤتمر الصحافي ضرورة تكوين قيادات شابة تكون قادرة على التصدي للمؤامرات ضد الوطن، مشدداً على “أهمية العمل بناء على تخطيط محكم”، (..) “الإنسان لا يخطط للفشل، لكنه يفشل في التخطيط”. وأكد أهمية دور منظمات المجتمع المدني في توضيح الحقائق أمام حكومات وشعوب دول العالم، وذكر أنه فوجئ خلال إحدى زياراته لواشنطن، بأحد المسؤولين في الخارجية الأمريكية يسأله “لماذا تضعون سنياً وشيعياً في بطاقات الهوية عندكم في البحرين؟”، مؤكداً أن مثل هذه المعلومات المغلوطة تبثها جهات معادية للبحرين، ولا تجد أحداً يرد عليها ويصححها بالشكل المطلوب. وقالت عضو الوفد مروة العبيدي إننا تمكنا من إيصال وجهة النظر الأخرى عن حقيقة ما يجري في البحرين، ووجدنا تفهماً كبيراً لما طرحناه هناك، حيث كان الجميع يقول لنا إننا لا نسمع إلا صوتاً واحداً باستمرار. ودعت الناشطة فاطمة صلاح الدين الشباب البحريني أن يكون أكثر استعداداً في مواجهة تلك المنظمات التي تدعي العمل لحقوق الإنسان بينما هي تعمل على تشويه الحقائق، وأشارت إلى أن هناك دوراً كبيراً ملقى على عاتق الشباب اليوم لإطلاع العالم على حقيقة الأوضاع في مملكة البحرين. وأشار الناشط وعضو الوفد محمد النجم إلى تناقض ممثلي المعارضة الذين التقوهم، حيث عمدوا إلى التشكيك في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وفي الوقت نفسه كانوا يستندون إلى نصوص من التقرير في مواضع أخرى، مؤكداً أن مستوى هؤلاء كان متدنياً وأنهم غير راغبين في الحوار. ودعا الشباب البحريني إلى الانخراط في العمل السياسي، مشيراً إلى تزايد الوعي بين المواطنين رغم غياب التدريب الكافي.