حمل رئيس هيئة "برلمانيون من أجل سوريا" الشيخ عادل بن عبد الرحمن المعاودة "الإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن المجازر الحاصلة في سوريا بممارساتها التي منعت تسليح الجيش السوري الحر، فضلا عن تحميل كوفي عنان شخصيا وكل أنظمة الأمم المتحدة، وهم عندنا سواء في الجريمة مع نظام بشار ومن يقاتل معه من عصابات حزب الله والأحزاب العراقية الطائفية والحرس الثوري الإيراني".
وقال المعاودة في بيان أصدره التجمع تلقت "الوطن" نسخة منه اليوم السبت إن "الشعوب نفد صبرها من المؤامرة الباطنية والتواطؤ الدولي ضد الشعب السوري، الذي تقوده أمريكا وتتستر وراء الموقف الروسي والصيني من جهة، ومبادرة كوفي عنان من جهة أخرى لتغطية جرائم عصابة الأسد حارس الحدود الإسرائيلية، وأن مجريات الأحداث باتت تهدد السلم والأمن الأهليين لكل الوطن العربي".
ووصف البيان مجزرة التريمسة بأنها "عار آخر تتلبسه الإنسانية من جديد وهي تقف مكتوفة الأيدي أمام إجرام العصابة المتوحشة في سوريا، التي ارتكبت مجزرة مؤلمة تقشعر لها الأبدان في ريف حماة الغربي ببلدة التريمسة".
وأضاف المعاودة في البيان: "بعد كفر عويد والقبير والحولة والمجازر اليومية المتكررة في كل أنحاء سوريا، يأتي الدور اليوم على هذه البلدة الصغيرة ذات العشرة آلاف نسمة ليقتل ويذبح فيها ما لا يقل عن ثلاثمائة رجل وطفل وامرأة وشيخ بسكاكين الحقد الطائفي في يوم واحد بعد محاصرة هذه البلدة بمائة وخمسين دبابة من دبابات الإجرام تم قصفها بمعدل ثلاث قذائف في الدقيقة الواحدة، ثم أطلقت هذه العصابة المجرمة شبيحتها المتبلدين والمتجردين من أدنى مشاعر الإنسانية تساندها عناصر من أنظمة وأحزاب دول طائفية معروفة الأجندات والتوجهات، لينحروا بكل دم بارد أبناء الشعب الأعزل المُطالب بالحرية والكرامة باسم أمن الوطن والانتقام من أعداء آل البيت".
وقال البيان عن الموقف الأمريكي إن " أمريكا تتوارى وراء الموقف الروسي والصيني تارة، ومبادرات كوفي عنان والأمم المتحدة تارة أخرى، لتجدد المُهل تلو المُهل لآلت القتل الأسدية، في حين أن كلينتون - وزيرة الخارجية الأمريكية - ضغطت بكل قواها على الدول المحيطة بسوريا حتى لا تسمح بتسليح الجيش السوري الحر، مكذبة كل المزاعم الأمريكية بطلب حرية الشعوب".
وشبه البيان الصادر عن هيئة "برلمانيون من أجل سوريا" مجزرة الريمسة بأن "لها نفس طابع مجزرة دير ياسين التي نشرت الرعب بين الفلسطينيين مُسببة هجرتهم وتفريغ فلسطين للصهاينة، واليوم يسير بشار على خطى الصهيونية، فلا يُعقل أن يتم نحر الأطفال والشيوخ والنساء إلا بهدف واحد، وهو نشر الرعب حتى يتم أفراغ المنطقة من أهلها وبناء دولة علوية على أشلاء سوريا، مُحققة بذلك المُراد الصهيوني في بناء دويلات مُقسمة حول إسرائيل".
وفي إشارة للدور العربي، ذكر الشيخ المعاودة في البيان "إن الشعوب العربية لم تعد نفسها أيام سايكس بيكو، ولم يعد يخفى عليها التواطؤ الأمريكي الإيراني الصهيوني، فبعد أن سلمت إيران إلى أمريكا أفغانستان، وردت أمريكا الجميل بتسليمها العراق إلى إيران، تقوم أمريكا اليوم بمنع تدفق السلاح والمال إلى الجيش السوري الحر، وتعطي المهل تلو المهل للنظام السوري حتى يقوم بتطهير عرقي يبني له دويلة".
ونعى البيان دور الأمم المتحدة في حل الأزمة السورية قائلا: "إن توالي المجازر في سوريا هو بمثابة دق مسامير نعش الأمم المتحدة العاجزة تماما عن حماية شعب أعزل من نظام متهاوي ساقط يقف على وهن، كما ويهدد السلم والأمن لكامل المنطقة ويفقد كل مصداقية لمجلس الأمن الذي لم نره مسارعاً إلا إذا كان ضد المسلمين".
وأضاف: "للأسف لم نر أي استجابة لأبسط المطالب بإيجاد ممرات آمنة أو حماية للمدنيين أو توفير حظر جوي، حتى عاد المطلب لدى هذا الشعب الصامد البطل فقط السماح بتسليح الجيش السوري الحر".
كما ناشد الهيئة في بيانها "على الأخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، وكذلك فخامة الرئيس محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية وملوك ورؤساء وأمراء العرب والمسلمين للقيام بدورهم الذي يفرضه عليهم إسلامهم و مسؤولياتهم في نصرة المسلمين في سوريا وحقن دمائهم وحماية أرواحهم وأطفالهم و نسائهم وحفظ أعراضهم ، ونذكرهم بأن هذه الأيام هي مفصل تاريخي كما كانت أيام سايكس بيكو، فإما أن تقفوا في مواجهة هذه المؤامرة الأمريكية الإيرانية الصهيونية الهادفة إلى تقسيم سوريا لتحقيق الحلم الإيراني الصهيوني، وأما - والعياذ بالله - أن يسجل التاريخ خذلان أمة حبيبه صلوات الله وسلامه عليه، و الحال نفسه ينطبق على بورما وكل بلد جريح للمسلمين".
وذكر البيان أنه "مع اقتراب موعد زيارة كلينتون إلى الرئيس المصري المنتخب، فإننا نحمل المسؤولين واجب تبليغها أن زعماء الأمة لن يتمكنوا من معاندة الشارع العربي الذي تعلم من كثرة جراحه، وأن الشعوب الإسلامية والعربية لن تقف مكتوفة الأيدي وأعراضها تنتهك وأطفالها تنحر، وأن الطوافان الشعبي لن يبقى بعيدا عن مصالحهم في المنطقة".
كما ناشد "جميع شعوب العالم الشريفة وخاصة شعوبنا الإسلامية بالوقوف إلى جانب إخوانهم في سوريا بكافة أشكال الدعم المعنوي والإعلامي والمادي حتى النصر بإذن الله تعالى، و إن نصر الله لقريب رغم كيدهم"
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}