كتب - حسين الماجد: أكد وزير الطاقة، د. عبدالحسين ميرزا أن مضاعفة إنتاج البحرين من النفط والغاز من خلال شركة تطوير يتطلب مد شبكة أنابيب لنقل النفط والغاز بطول 1900 كيلو متر على مدى الأعوام الـ5 المقبلة، موضحاً أن هذه الشبكة تكفي لتطويق الشريط الساحلي للبحرين 12 مرة. وأوضح الوزير في تصريح صحافي - على هامش مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط حول أفضل ممارسات التشغيل لخطوط الأنابيب الذي افتتحه أمس - أن الهدف من هذه الأنابيب الربط بين الآبار وإيصالها إلى المصفاة، مبيناً أنها ستكون متصلة بمحطة رئيسية من خلال الكمبيوتر للاطلاع على عمل الآبار وحجم إنتاجها وسير عملها. وقال ميرزا: “سيتم استبدال بعض الأنابيب القديمة في حين ستكون غالبيتها جديدة، وستقوم شركة تطوير بهذه العملية من خلال مقاولين محليين وأجانب لمد هذه الأنابيب على طول حقل البحرين”. وحول مشروع استبدال خطوط الأنابيب بين البحرين والسعودية، قال الوزير: “تم توقيع مذكرة تفاهم لدراسة خطوط أنابيب خلال فبراير الماضي.. ستقوم إحدى الشركات بالتعاون مع شركة أرامكو بإعداد دراسة التصاميم الهندسية التي تمتد لمدة عام والتي حينما تنتهي ستحدد الكلفة التي يتطلبها المشروع بشكل أفضل”. وتوقَّع الوزير الانتهاء من الدراسة وبدء العمل في المشروع العام المقبل، متأملاً أن تخرج الدراسة بتحديد دقيق للسعة الاستيعابية المتوقع زيادتها من 230 ألف برميل في اليوم حالياً إلى 350 ألف برميل حسب التقديرات المتوقع لها أن تكون. وتبلغ الكلفة الحالية المتوقعة 350 مليون دولار، في حين رأى الوزير أن الدراسة التي يتم العمل عليها حاليا ستكون دقيقة وستحدد نوعية الأنابيب وحجمها وسمكها والأدوات المطلوبة والتي من المتوقع أن تزيد الكلفة. وكان وزير الطاقة افتتح أمس مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط حول أفضل ممارسات التشغيل لخطوط الأنابيب الذي تستضيفه المملكة خلال الفترة من 19-21 مارس. وقال الوزير: “الالتزام باستخدام أفضل الممارسات في أي مجال هو التزام باستخدام جميع المعارف والتقنية المتاحة للإنسان لكي يضمن تحقيق النجاح”. ولفت وزير الطاقة إلى أن النفط والغاز هو بمثابة الدم الذي يحافظ على الحياة بتوفير الطاقة اللازمة لصناعاتنا، كما إن خطوط الأنابيب تعتبر الشرايين التي تحمل هذا الدم إلى الأجزاء الأخرى. وتابع: “ومع اكتشاف حقول نفط وغاز جديدة في المواقع النائية، ينبغي تمديد خطوط أنابيب جديدة حيث ينطوي نقل الغاز على مشاريع عملاقة لخطوط أنابيب يتم في بعض الأحيان تمديدها عبر القارات”. وأردف: “تكاد شبكة خطوط أنابيب نقل الغاز تغطي معظم أقاليم العالم المختلفة ويبلغ أطول خطوط الأنابيب على الإطلاق 5410 ميل (8700 كيلومتر) وهو الخط الذي يصل منطقة شينجانغ في الغرب الشرقي للصين بمنطقة شنغهاي الصناعية. وفي القارة الأوروبية أيضاً، هناك خط أنابيب يامال الذي ينطلق من سيبيريا أقصى الشرق الروسي وينتهي في الجزء الغربي من أوروبا وتحديداً في ألمانيا وهو يمر في طريفه عبر 4 دول أخرى. وذكر ميرزا أن شركة تطوير للبترول التي تم تأسيسها كمشروع مشترك بين الهيئة الوطنية للنفط والغاز و«أوكسيدنتال” وشركة مبادلة الإماراتية من أجل تطوير حقل البحرين، ستزيد من إنتاج النفط والغاز في هذا الحقل، مما يتطلب تمديد خط أنابيب جديد لمسافة جديدة، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب اعتماد “أفضل الممارسات” في مرحلة التخطيط لضمان سلامة هذا الخط وموثوقيته لفترة طويلة. ونوه بأن قطاع النفط والغاز في المملكة يحتفل هذا العام بمرور 80 عاماً على اكتشاف النفط، والذي تم اكتشافه في عام 1932 وفي عام 1945م تم مد أنابيب النفط من السعودية إلى مصنع التكرير في البحرين. وتسعى الهيئة الوطنية للنفط والغاز ممثلة في شركة نفط البحرين “بابكو” بالتنسيق مع “أرامكو” السعودية إلى دراسة مشروع تحديث أنابيب النفط الخام حيث يتوقع أن تصل كلفة هذا المشروع أكثر من 350 مليون دولار لنقل حوالي 350 ألف برميل من النفط الخام في اليوم. وأكد الوزير أن مثل هذه المؤتمرات تساهم في التوصل قدر الإمكان إلى تحقيق وفورات تقدر بمليارات الدولارات عن طريق تنفيذ الأفكار والحلول التي تقدم في مؤتمرات كهذه، وبتبادل المعارف وتعزيز البحوث القائمة على الأفكار التي تولد في هذه المؤتمرات. كما تساعد تلك المبادرات أيضاً على تحقيق الأهداف الرئيسة لحماية البيئة وإظهار مدى التزام قطاع الصناعة لدينا تجاه المسؤولية الاجتماعية للشركات بمعالجة المسائل الصحية وشؤون السلامة للمجتمعات التي تمر بها خطوط الأنابيب في المنطقة. وتحدث في الجلسة الافتتاحية كلا من: رئيس شركة إن.أ.سي.إي العالمية كيفين جاريتي، ورئيس مجلس إدارة شركة أ.إس.إم.إي بايب لاين سيستم جوي يافيجلينتي، والمدير العام لشركة فلات برودكست بزنيز إسماعيل السوبي وكذلك البرفسور في جامعة كالجاري ميكانيكل إنجنير الدكتور ألن موراي. ويعتبر هذا المؤتمر هو الأول من نوعه بهذا التخصص يعقد في المملكة ويشارك فيه أكثر من 420 مشاركاً من 26 دولة عالمية من الشرق الأوسط والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا وروسيا وألمانيا إضافة إلى مشاركة عدد كبير من المهتمين والمختصين من دول الخليج. وفيما يخص المعرض المصاحب للمؤتمر فإن عدد الشركات المشاركة بلغ 65 شركة عالمية، إذ ستعرض أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة في هذا المجال.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90