ندد أستاذ الشريعة في جامعة القصيم الدكتور خالد المصلح بسلوك بعض الرافضين لمسلسل عمر، واعتبرهم تجاوزوا الاعتراض المباح إلى إحداث "الفتنة والشقاق" المنبوذين شرعاً .
وأكد المصلح، وفقاً لصحيفة "الحياة" بطبعتها السعودية، أن "مسألة تمثيل الصحابة التي رأى جوازها فريق من العلماء ورأى حرمتها آخر، لا تخرج عن كونها مسألة خلافية"، مشيراً إلى أن الشيخ عبد الرحمن بن سعدي قبل نحو 50 عاماً "مُثّلت أمامه غزوة بدر في معهد الرياض العلمي، ولم يجد في ذلك بأساً أو حرجاً".
واستند المصلح صهر الشيخ محمد بن عثيمين الراحل، وأحد تلامذته المقربين، إلى قاعدة فقهية متداولة، تنص على أن "حكم الحاكم يرفع الخلاف"، معتبراً القائمين على الإعلام الذين بثوا مسلسل عمر، هم الحكام في هذه المسألة، ورفع بثهم للمسلسل الخلاف، بما أنهم اختاروا الرأي المبيح "فكان الأجدر بالذاهبين إلى الرأي الآخر، أن يتجاوزوا مسألة التشنيع عليهم، إلى تخفيف المفاسد التي يخشون وقوعها".
جاء ذلك في سياق إجاباته ضمن برنامج "باغي الخير" الذي يقدمه الزميل مصطفى الأنصاري على قناة "الصفوة"، إذ رأى المصلح أن الشقاق الذي أحدثه الرافضون للمسلسل بعد بثه "أشد فتنة"، لأنه يزرع العداوة ويثير البغضاء.
وحسب "العربية نت"، نصح الفقيه السعودي بالتركيز على وضع معايير رقابية صارمة على تمثيل الصحابة، وتخفيف ما أمكن من المفاسد، عوضاً عن إحداث البلبلة بعد أن أصبح التمثيل واقعاً. مؤكداً أن كلا الفريقين المؤيدين والرافضين مأجور، غير أنه لا يجد معنى لمواصلة الإنكار بعد وقوع الأمر، طالما أنه في قضية يسوغ فيها الخلاف.
وفي شأن متصل، اعتبر المصلح تمثيل شخصية غير إسلامية لدور المجاهد الليبي "عمر المختار" بشكل متقن، أداء للرسالة المنشودة، ومؤشراً على أن تجسيد الصحابة من جانب شخصيات غير مسلمة لا إشكال فيه.