إعداد: وليد صبري

أكد أطباء ومختصون أن «الصيام فرصة طيبة للتحكم في رغبة تناول الطعام والشراب، ولمنح الجسم فرصة للراحة وتجديد النشاط»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن غالبية المرضى المصابين بالسكري قد يواجهون متاعب صحية نتيجة إصرارهم على الصيام وأداء الفريضة في شهر رمضان الكريم.

وأوضحوا أن مرض السكري طبقاً لتصنيف منظمة الصحة العالمية يعتبر مرض العصر، لأنه داء جميع الأعمار والأجناس، ولكن في رمضان يختلف الأمر بالنسبة لهؤلاء المرضى، نظراً لضرورة اتباعهم نظاماً غذائياً محدداً، إضافة إلى تناولهم العقاقير في مواعيد منتظمة، وأي خلل يحدث ربما يؤدي إلى مضاعفات صحية لا تحمد عقباها.

من جانبه، أوضح استشاري الجهاز الهضمي والكبد علاء مراد أن مرضى السكري يعانون من اضطراب نظام التحكم في نسبة السكري بالدم، وبالتالي تتأثر جميع أجهزة الجسم، وعندما يصوم الشخص السليم تكون نسبة السكري في الدم شبه مستقرة طوال اليوم عن طريق نظام تحكم حيوي منظم.

أما مريض السكري فيعاني اختلالاً في الأنظمة المتحكمة في تنظيم نسبة السكري بالدم، سواء في الأيام العادية أو أثناء الصيام، ولكن يمكن لمرضى السكري الصيام بأمان في حال اتباعهم لبعض الإرشادات الصحية التي تتمثل في:

أولاً: إذا كان العلاج يعتمد فقط على تنظيم الغذاء فهؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بأمان، وربما يفيدهم الصيام في التحكم في وزنهم خصوصاً إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد، ويعانون السمنة المفرطة، فقط عليهم الالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها في الأيام العادية مع مراعاة تأخير وجبة السحور وجعلها متكاملة غذائياً.

ثانياً: إذا كان العلاج يعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكري في الدم، ففي تلك الحالة هناك عدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام باتباع نظام غذائي محدد على أن يتم تناول الأقراص طبقاً للإرشادات الصحية التالية:

- إذا كان المريض يتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً فعليه أن يتناولها في رمضان مع وجبة الإفطار.

- إذا كان المريض يتناول الأقراص مرتين يومياً، فيجب عليه أن يتناولها في رمضان مع الإفطار والسحور ولكن إذا شعر بأعراض نقص السكري أثناء النهار فعليه تقليل أو منع جرعة السحور.

- إذا كان المريض يتناول الأقراص 3 مرات يومياً، فعليه تناول جرعة الصباح والظهر مع الإفطار، أما جرعة المساء فيتناولها مع السحور، ويجب على هؤلاء المرضى مراجعة الطبيب قبل بدء الصيام أو تغيير نظام الدواء.

ثالثاً : في حال كان العلاج يعتمد على الأنسولين:

- إذا كان المريض يحتاج لحقنة واحدة، فيمكنه الصيام بحيث يأخذها قبل الإفطار، مع مراعاة فحص السكري المستمر لتفادي انخفاض نسبة السكري، إذ إن مريض السكري الذي يتناول الأنسولين يحتاج إلى تناول الطعام بعد الأنسولين بنصف ساعة، فإذا لم يأخذها المريض نقص السكري في دمه نقصاً شديداً، وربما أدى ذلك إلى غيبوبة نقص السكري، وبعدها يشعر المريض بجوع شديد وعرق غزير، وينشط نبض المريض، وتتسع حدقته، وتتوتر أعصابه، وقد يصاب بغيبوبة لا ينقذه منها إلا عصير مسكر أو حقنة جلوكوز في الوريد.

- إذا كان المريض يأخذ حقنتين صباحاً ومساءً، فيفضل إلا يصوم إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي قد ينصح بها الطبيب المختص.

وينوه الاستشاري مراد بضرورة مراجعة الطبيب المعالج لأن ما ذكر يعد إرشادات صحية، أما الطبيب المختص فهو الذي يحدد إمكانية الصيام من عدمه دون إصابة المريض بأية مضاعفات صحية تذكر.

المضاعفات

من جهته، قال استشاري أمراض السكري والغدد الصماء أيمن النجار إن مريض السكري يتعرض لبعض المضاعفات الصحية أثناء الصيام، والتي تتمثل في:

- النقص الشديد في نسبة السكري: إذ يتعرض المريض لذلك إذا أهمل تناول وجبة السحور، مع تناوله الأدوية الخافضة للسكري، أو إذا قام بمجهود عنيف أثناء فترة الصوم، وتتمثل الأعراض في الشعور بالجوع والتعب والإرهاق مع الدوار، والصداع، وزغللة العين، ورعشة باليدين، إضافة إلى زيادة إفراز العرق وسرعة ضربات القلب، وإذا أهمل مريض السكري تلك المضاعفات ربما يتعرض لغيبوبة نقص السكري، وبالتالي لابد للمريض من الالتزام بقياس نسبة السكري في الدم على مدار اليوم خلال الشهر الكريم، وعند شعوره بتلك الأعراض يجب عليه الإفطار فوراً بتناول عصير سكري، والتوجه إلى الطبيب المختص للاطمئنان على حالته.

- الزيادة الشديدة في نسبة السكري بالدم: إذ يتعرض لها المرضى الذين يهملون في تناول الجرعة مع الإفراط في تناول الطعام.

المرضى الممنوعون من الصيام

وأوضح النجار أن هناك فئة من المرضى يحظر عليهم الصيام وهم:

- المرضى المصابون بغيبوبة سكري، ولم يتم ضبط السكري بالدم لفترات طويلة.

- المرضى الذين يعانون من سكري غير مستقر، ويوجد تفاوت كبير بين نسبة السكري أثناء الصيام، وبعد تناول الإفطار.

- السيدات الحوامل المصابات بالسكري.

- الأطفال المصابون بالسكري.

- المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة، إضافة إلى السكري مثل مرضى الفشل الكلوي، وقصور الشريان التاجي، وهبوط القلب.

نصائح مهمة

ورداً على سؤال يتعلق بالنصائح المهمة والإرشادات الصحية التي يجب أن يتبعها مرضى السكري في شهر رمضان الكريم في ما يتعلق بالنظام الغذائي المناسب لهم، أوضح استشاري التغذية العامة حسام العشري أن تلك الإرشادات تتمثل في:

- الإكثار من تناول السوائل بين الإفطار والسحور.

- عدم الإفراط في تناول الحلويات والدهون والنشويات، وتوزيع كميات الطعام بطريقة متناسبة بين الإفطار والسحور، عن طريق تناول وجبة أو وجبتين بين الإفطار والسحور.

- الالتزام بالفحص المستمر لنسبة السكري في الدم أثناء الصيام وبعد الإفطار.

- استشارة الطبيب المختص عند الشعور بأية أعراض أو مضاعفات صحية خطيرة.

- تأخير تناول وجبة السحور.