كتب - حسن الستري:

ناشدت عائلة بحرينية القيادة والمسؤولين والأيادي البيضاء في البحرين التكفل بعلاج ابنتهم البالغة من السن 10 سنوات والمصابة بمرض نادر بالعظام، وكشفوا أن علاجها ليس متوفراً إلا في ألمانيا أو المملكة المتحدة أو أمريكا، وبين المواطن عدنان عوض أن ابنته الوحيدة مريم تعاني من مرض نادر في العظام يدعى بـ«Blounts disease”، مؤكداً أن معاناتهم مع المرض بدأت منذ خمس سنوات، وتتمثل أعراضه في تقوس عظام الساقين ومن ثم أثر على منطقة النمو في الركبة وصاحب ذلك آلام مبرحة وسقوط متكرر على الأرض، وأصبحت رجلها اليسرى أقصر من اليمنى، الأمر الذي أفقدها القدرة على السير الطبيعي، كما إنه سبب لها آلاماً نفسية بالغة الصعوبة بين أقرانها وزميلاتها الأطفال.

ولفت المواطن إلى أنه انفق أكثر من 30 ألف دينار على علاج ابنته من دون جدوى، وقد استدان هذا المبلغ من إخوته وأقربائه، إضافة إلى القرض الذي اقترضته زوجته من البنك، والبالغ 15 ألف دينار، والتي بالمناسبة تعمل بوظيفة مؤقتة في جهة حكومية منذ أربع سنوات. وأكد الوالد أن ابنته لا تستطيع ركوب السلم، بيد أنه يسكن في الطابق الثالث، وهو ما يفاقم مشكلتها، وقال “حسب استشارة مجموعة من الأطباء والمستشارين المتخصصين في مثل حالاتها، فإن هذا المرض كان بالإمكان علاجه وتفادي التدخل الجراحي في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفلة، علماً بأننا عندما اكتشفنا عدم قدرتها المشي باستقامة منذ السنة الأولى من عمرها قمنا بعرضها مباشرة على عدة أخصائيين ومستشارين، وقاموا بتركيب دعائم حديدية خارجية لقدمها اليسرى لفترة ستة شهور، وبعد انتهاء المدة أكد الطبيب سلامة رجلها وخلوها من هذا المرض وبأن قدمها ستكون طبيعية في المستقبل.!”. وتابع “إلا أنه وللأسف الشديد تفاجأنا بعد بلوغها سن خمس سنوات بأنها تعرج وبشكل لافت ويسبب لها سقوطاً متكرراً مصحوباً بآلام كبيرة، حيث عاد التقوس مرة أخرى وبشكل أكثر حدة، وبعد مراجعة العديد من الأطباء الذين أكدوا بأن المرض كان موجوداً وواضحاً في الأشعة الأخيرة بعد استخدام الدعائم الحديدية الحاجة الضرورية للتدخل الجراحي الذي أصبح أمراً لا مفر منه”.

وأضاف عدنان “نظراً لارتفاع تكاليف العلاج والعمليات قمنا خلال السنتين الأوليين من اكتشاف المرض (بعد سن الخامسة) بعرضها على العديد من الأطباء الاستشاريين والأخصائيين في عظام الأطفال في العديد من الدول مثل ألمانيا والهند والأردن وتايلند أملاً في إيجاد العلاج الأنسب لها وخاصة أنها فلذة كبدنا الوحيدة، وسافرنا لتايلند عدة مرات، وأجريت لها عمليتان في المستشفى الأمريكي ببانكوك، على أن يتم متابعة العلاج مع الطبيب المعالج بنفس المستشفى، ونظراً لارتفاع تكاليف الحياة والعلاج بشكل باهظ جداً يصعب علي وأنا موظف بسيط أدفع كل هذه التكاليف مما جعلني في ضائقة مادية كبيرة اضطررنا أن نأخذ قروضاً طويلة الأمد أنا ووالدتها لنستطيع أن نسافر بها للخارج ومن دون أي دعم من أي جهة وبعنا بعض الممتلكات للتمكن من إجراء العمليتين، وبعد كل هذه الديون والمدفوعات وقفنا عاجزين عن إتمام العلاج لها حيث كان من المفترض إجراء عملية عاجلة لها في صيف 2011. واستطرد “زار البحرين طبيب ألماني متخصص في أمراض العظام مؤخراً، وبعد الكشف عليها أخبرني بأن العلاج لهذا النوع من الأمراض متوافر في المستشفيات الألمانية، وناشد المواطن القيادة والمسؤولين الموافقة على علاجها بالخارج، وقال معلقاً: “أنفقت على علاج ابنتي أكثر من 30 ألف دينار، لا أريد تعويضاً من أحد، ولكني أناشد القيادة والمسؤولين التكفل بعلاجها، فهي ابنتي الوحيدة”.