كتب - حسن عبدالنبي:

قدَّر الرئيس التنفيذي للشركة العربية لبناء وإصلاح السفن “أسري”، كريس بوتر كلفة إصلاح السفينة الليبيرية ناقلة المواد الكيماوية “ستولت فالور” والموجودة على رصيف “أسري” بأكثر من 10 ملايين دولار، مشيراً إلى أن كلفة إصلاحها تفوق قيمتها السوقية، لذا سيتم إحالتها إلى الخردة.

وأضاف بوتر في تصريحات للإعلاميين -على هامش غبقة الشركة مساء أمس الأول- إن الشركة تتباحث مع مع ملاك السفينة حالياً لمعرفة ما إذا يودون إحالتها للخردة في البحرين أو تقوم “أسري” بتهيئتها لخروجها من مياه المنطقة.

وقدَّمت إلى “أسري” السفينة “ستولت فالور” التي بنيت العام 2004 والبالغ حمولتها الساكنة 25.3 ألف طن للإصلاح، بعد أن تعرضت لحريق في إحدى خزاناتها لدى عبورها مياه الخليج العربي في منتصف مارس الماضي.

وكانت الناقلة قد وصلت إلى “أسري” في 28 يونيو 2012 من خلال التنسيق مع ممثلين عن شؤون البيئة وخفر السواحل إضافة إلى شركة “أسري”.

وقال بوتر في وقت سابق: “إن التزامنا سيكون مهماً جداً بالنسبة لضمان السلامة والأمن والمحافظة على بيئة ومياه الخليج الذي سببته السفينة.. كون أسري تتميز بخبرة عالمية في المنطقة، فإننا نرى أنه من واجبنا أن نستغل خبرة 35 عاماً لتحدي عملية الإصلاح هذه”.

وبيَّن بوتر أن الشركة أصلحت منذ مطلع العام الماضي وحتى نهاية النصف الأول 2012 نحو 307 سفن، شملت إصلاح 200 سفينة في 2011، إلى جانب 107 سفن في النصف الأول.

وأوضح بوتر، أن التقارير تشير إلى توجه “أسري” لزيادة الصرف على إصلاح السفن وتطويرها من قبل الملاك، الأمر الذي يعطي مؤشرات إيجابية لنمو السوق في المنطقة.

وحول توقعاته بتغطية مصروفات الشركة أو تحقيق أرباح للعام 2012 قال بوتر: “من الصعب التنبؤ حالياً بتحقيق أرباح، حيث إن ذلك ستظهره النتائج المالية للنصف الثاني.. ستكون النتائج المالية للعامين 2012 و2013 أفضل من العام الماضي”.

وعن مشروعاتهم للعام 2012، قال: “لدينا عدد كبير من السفن التجارية يتم إصلاحها في الشركة، إضافة إلى إنشاء عدد كبير من المنصات البحرية في الخليج خصوصاً أن مردودها أفضل وأرباحها أكثر”.

وأردف: “كما إن الشركة تبني باستمرار قاطرات بحرية لتغطية حجم الطلب.. قطاع الطاقة في الشركة يعمل على تصميم وبناء صنادل الطاقة.. نعمل مع شركة تطوير البترولية شرق السعودية في أعمال الغاز، إضافة إلى البحث عن فرص أخرى”. وفيما يتعلق بالتنافسية قال: “أعمال صيانة السفن تخضع لدرجة كبيرة من التنافسية على مستوى المنطقة والعالم، على اعتبار أن هنالك أحواض جديدة وظهرت شركات حديثة لإصلاح سفن”، بيد أن “أسري” تحاول أن تكون دائماً في طليعة هذه الشركات، وما يجعل “أسري” مميزة امتلاكها لخبرة تصل إلى 35 عاماً، وأنها أقدم شركة في المنطقة لإصلاح السفن”. وعن موقع شركة “أسري” بين الشركات العالمية، قال إن “أسري” تعد من أفضل 5 شركات إصلاح سفن على مستوى العالم والأولى على مستوى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وحول توسعة أعمال الشركة في منطقة الخليج، قال بوتر: “تم مؤخراً تدشين التوسعة الجديدة للشركة والتي تشمل رصيفاً بحرياً يبلغ طوله 1.4 كيلومتر بكلفه تصل إلى 188 مليون دولار”. وأضاف: “من المفترض مراجعة استراتيجة التوسعة هذه بنهاية 2012، ومن ثم يتم إقرارها بعد موافقة مجلس إدارة الشركة.. يمكن مراجعة الاستراتيجية مرة أخرى إذا ظهر أي أمر جديد”. وأردف: “شكَّلت الاستراتيجية الحالية قفزة نوعية في نشاط الشركة وعززت من قدرتها على المنافسة.. جاء إنشاء الرصيف البحري الجديد ليلبي الحاجة القصوى والماسة على مساعدة الحوض الجاف على تنفيذ الكثير من أعمال الإصلاح بمحاذاة هذا الرصيف، كما إنه سيلعب دوراً رئيسياً جعل الشركة أكثر جذباً للعملاء الراغبين بإصلاح سفنهم في منطقة الخليج العربي”.

وواصل: “تأتي هذه التوسعة لتؤكد مدى اهتمام الشركات الصناعية الكبرى بزيادة حجم الاستثمارات في البحرين مستفيدة من المناخ الاستثماري المنفتح والذي يستهدف تحقيق النمو الاقتصادي المنشود عبر زيادة الاستثمارات الصناعية باعتبارها استثمارات طويلة الأجل وتعود بفائدة أكبر على الشركة وبالتالي على الاقتصاد الوطني وعلى ملاك الشركة”.

وأكد أن الشركة حريصة كل الحرص على تنفيذ استراتيجيتها الهادفة لتحقيق أعلى العوائد بما يعود بالنفع على الملاك، موضحاً أن من أبرز مرتكزات الاستراتيجية هو تحسين الإنتاجية وتنويع مصادر دخل الشركة عبر الدخول في استثمارات صناعية ذات علاقة بنشاط الشركة الصناعي والتجاري، وتطوير وتحسين كفاءة الكوادر العاملة بالشركة وخفض التكاليف واعتماد الجودة في عمل الشركة لتلبية رغبات وتطلعات العملاء من ملاك السفن ومسؤولي الشركات المتعاملة مع الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن.