تسيطر ظروف العمل أحياناً على الحياة اليومية للموظفين سواءً في المهن الحكومية أو الخاصة، وتضطرهم إلى العمل المتواصل الذي يأخذ معظم أوقاتهم ويحرمهم من المناسبات العائلية، وفي بعض الحالات يجدون صعوبة كبيرة في إكمال صومهم، إذا كان أحدهم يعمل مباشرةً تحت أشعة الشمس أو كموظف في شركة تعمل 24 ساعة أو كطبيب أو وظيفة أخرى.

أخصائيو الأشعة الأكثر تعباً

ضمن هؤلاء أخصائيوا الأشعة في رمضان، يختلف يومهم في رمضان عن أي شخص يعمل في مهنه أخرى. تذكر حنان يعقوب أنها تبدأ يومها من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً في عمل يحتاج منها دقة وجهداً، حيث ترجع إلى البيت مرهقة لا تستطيع عمل أي شيء، حتى النوم لشدة الإرهاق، وتكون مع العائلة إلا إذا وردتها حالة طارئة تستدعي وجودها في المستشفى، وتكمل إفطارها في الطريق أو حينما تنتهي من عملها. وفي بعض الأوقات تستمر في العمل إلى أوقات متأخرة، لتعود إلى البيت وتستيقظ وقت السحور في الثالثة والنصف، لتبدأ يومها من جديد. وتشير الى إنه حين تتواجد حالات مرضية كثيرة، يلزمها البقاء في المستشفى من السادسة صباحاً وحتى الثامنة مساءً.

أخصائى الاشعة يعمل على أجهزة الاشعة التشخيصية أو العلاجية والتي يتم من خلالها المساهمة في تشخيص الأمراض المختلفة، وعلاج بعض أنواعها كالأورام والسرطانات، ومنها جهازالأشعة السينية، جهاز الأشعة المقطعية، جهاز الرنين المغناطيسي، وجهاز القسطرة، و جهاز الموجات فوق الصوتية .

موظفون في عملين

من جانبها تقول ولاء الحجاوي أنها تعمل في وظيفتين مختلفتين، الأولى سكرتيرة تنفيذية في إحدى الشركات من الثامنة والنصف صباحا ً حتى الثالثة عصراً، وتعمل من الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً في وظيفة أخرى، وفي بعض الأحيان في يوم إجازتها تعمل بدوام جزئي. وتضيف الحجاوي: “ في أغلب الأحيان لا أجد وقتاً لتناول غذائي إلا في السيارة أو الجريدة”. الحجاوي تفتقد في رمضان للراحة والنوم الذين تحتاجهما بعد عمل طويل، وبعدها تأخذ فطورها وملابسها وتذهب للدوام الثاني وتفطر فيه وتمارس عملها، وحينما تنتهي تعود للمنزل ولا تجد خيار لها سوى الراحة التامة والنوم المنتظر طول اليوم.

تأقلمنا مع الوظيفة

غير أن أحمد سراج الذي يعمل في قوة دفاع البحرين، يشير الى أنه لا يشعر بفرق بين الأيام العادية وأيام رمضان، حيث تأقلم على هذه الحال، فلا يختلف إفطاره في المنزل عن إفطاره في العمل، ويومه عادي ليس فيه أي تغيير.

سراج يلفت إلى أن الأهمية الكبرى ليست في مكان الإفطار، بل في الدفاع عن حدود الوطن وحمايته والمحافظة على أمنه واستقلاله ضد أي تهديد خارجي، والمساهمة حسب الأمكانيات في تطوير البناء الحضاري للبلاد، ومساندة الأجهزة الأخرى في المحافظة على النظام وسيادة القانون والمساعدة في حالات الكوارث والأزمات، مشيراً إلى أنه يبدأ عمله منذ السابعه صباحاً وحتى الثانية ظهراً، ويستمر في العمل في بعض الحالات الخاصه. كما يخصص يوماً تتناوب في الأجازة بين شخص وآخر.