كتب ـ أحمد عبدالله:

حذر رئيس كتلة البحرين النائب أحمد الساعاتي من دفع النواب نحو إصدار تشريعات تمنع التظاهرات أو تعلقها في حال استمر ّتعطيل المظاهرات للمصالح العامة، ودعا لاستغلال أجواء الحريات بشكل متوازن، وعدم المبالغة في استخدامها، وأشار في تصريح لـ«الوطن” إلى أن المظاهرات تشل مصالح الناس وتحد من إنتاجية المشاركين فيها وتتسبب في تعطل المصالح العامة، ويتضرر جراءها الاقتصاد والتعليم، معبراً عن تأييده للتظاهرات الهادفة إلى لفت النظر وتوصيل رسائل معينة، وقال: “المبالغة في أي تصرف تحرفه عن مساره الأصلي”.

وضرب مثالاً برئيس جمعية الوفاق علي سلمان، هل سيرتاح لو نظمت مظاهرات يومية أمام منزله تمنعه من الدخول إلى بيته والخروج منه، أم أنه سيتضايق؟، وقال: حين تصل المظاهرات في يوم واحد إلى 25 مظاهرة، وتبلغ التظاهرات أكثر من 450 مظاهرة في 2011، يتغير الهدف ليصبح هو التظاهر في حد ذاته، وليس توصيل رسالة وتسجيل موقف من موضوع محدد.

وأوضح أن السلطات لم تتدخل في سير المظاهرات إلا بعدما تضرر الاقتصاد واشتكى أصحاب المحلات التجارية، معبراً عن تأييده لحرية التعبير والتظاهر التي لا تتنافى مع مصالح الآخرين، في إشارة إلى نقل أماكن التظاهر خارج العاصمة، وبيّن أنه حتى في بريطانيا وأمريكا يتم التصدي للمظاهرات في الأماكن الحيوية، كما يتم التصدي للمتظاهرين بالقوة وربما يتم اعتقالهم.

وكشف الساعاتي أن ميثاق الخطباء الذي أطلقه مؤخراً، جاء لاستغلال شهر رمضان المبارك في إشاعة روح المحبة بين الطائفتين، ومن أجل إبعاد المنبر الديني عن الاستقطاب السياسي، وأضاف: “سنعيد توزيع الوثيقة، التي لا تحمل اسم الكتلة، منتصف شهر رمضان، موضحاً أن “جميع بنود الميثاق مستوحاة من القرآن الكريم، وهو ما حدا بنا إلى أن نطلقها من بيت القرآن ونوزعها على الوقفين الجعفري والسني لتتم إعادتها بعد توقيع الأئمة والخطباء عليها”، وشدد على أن ميثاق الخطباء يجب أن يكون وثيقة يستمر العمل بها، وليس في رمضان فقط، من أجل تنزيه المنبر الديني عن الخوض في قضايا ليست من مهامه، والاحتفاظ له بمكانته، موضحاً أن “الوثيقة ليست لها أهداف سياسية أو شخصية”.

وبين أن من القضايا التي يهدف الميثاق إليها لفت الانتباه إلى أن المنبر الديني كان له دور تأزيمي خلال الأحداث التي مرت بها البحرين، وأن المنبر يجب أن يقوم بدوره الإيجابي والبناء في المصالحة والوحدة الوطنية وليس العكس، وأوضح أنها لاقت ترحيباً كبيراً من الطائفتين ومن قوى مختلفة، ورحبت بها الحكومة وسمو رئيس الوزراء.كما عبرت إدارتا الأوقاف عن تقديرهما لها.

واعتبر الساعاتي أن إطلاق ميثاق الخطباء يشكل لبنة مهمة تؤسس للمصالحة الوطنية، لكونه يرمي لتحييد المنبر الديني عن الزج به في أتون السياسة واستخدامه بشكل أمثل، كما سبق المبادرة حملةُ تبادل الزيارات وتوقيف الحملات الإعلامية المؤزمة في الساحة، وقلل من أهمية الأصوات المعارضة للوثيقة والتي قال إنها محدودة جداً، ودعا لتكاتف الجهود بين رجال الدين والإعلاميين للخروج بالبلاد من مخلفات الأزمة، ولفت إلى أن الطائفة الشيعية الكريمة ليست ضد النظام والمعارضة لا تمثلها، كما إنها لا تختلف عن الطائفة السنية في البلد.