كتب - طارق مصباح:

أكد الموجه الديني بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ بلال يوسف أن الاتصال بكتاب الله سبحانه وتعالى يرفع من قدر المسلم عند ربه وترتفع مكانته عند الناس به لما يحدثه من تأثير في زيادة الإيمان، وقال إن القرآن الكريم ربيع القلوب وأحد أقوى الأسباب لحدوث طمأنينة النفس وسكينة الروح. جاء ذلك في محاضرة ألقاها في المخيم الرمضاني الذي يقيمه مركز شباب البسيتين للعام السابع عشر برعاية سخية من السيد محمد سالم الكندري، حيث يستمر من الأول ولغاية 19 رمضان ويشتمل على محاضرات دينية ومسابقات ثقافية وجوائز قيمة للفائزين.

القرآن ربيع القلوب

بدأ الشيخ بلال يوسف محاضرته بالحديث الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يصيبه هم أو حزن أو غم فيقول: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي وحزني، إلا أذهب الله عنه ما يجد). وعلق الشيخ أن الإنسان يحتاج في أوقات المصائب لما يخفف عنه ويهون عنه حزنه وألمه في مصيبته فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن القرآن الكريم هو سبيل هذه الراحة النفسية.

خصائص القلب

ثم تحدث المحاضر عن خصائص القلب، وهي: أنه يحيا بطاعة الله ويموت بمعصيته، وأنه كثير تقلب الأحوال بحسب المكان الذي يكون فيه، وذكر ما ورد في كتب السيرة عن حنظلة الأسيدي قال: لقيني أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله ما تقول! قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكّرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: نافق حنظلة يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وما ذاك؟”. قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكّرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة”. ومن خصائص القلب التي ذكرها المحاضر أنه يلين ويخشع إذا سمع وتأثر بكلام الله تبارك وتعالى، لقول الله سبحانه وتعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد). وأضاف أن الله تبارك وتعالى ذمَّ من قست قلوبهم، فقال جل وعلا: (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين). وعاتب المؤمنين على ذلك فقال سبحانه: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). وأكد الشيخ بلال يوسف أن الله سبحانه وتعالى يقص علينا تلك القصص في القرآن حتى نتعظ ولا نبتعد عن كتابه العزيز.

منة الله وسبيل الرفعة

وثم انتقل المحاضر لبيان نقطة أخرى، وهي أن الله سبحانه وتعالى امتن على المسلمين أنه أنزل إليهم القرآن فقال تعالى: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع من شأن حافظي القرآن الكريم، وكذلك كان الصحابة والتابعين من بعده، وذكر قوله عليه الصلاة والسلام: “إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين” وحديث “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، وذكر قصة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنه، وقصة دعوته للصحابة للأخذ من عبدالله بن مسعود، أبي بن كعب، معاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة. وفي نهاية المحاضرة أكد الشيخ بلال يوسف أن من أراد الرفعة والسؤدد والتوفيق وحياة القلوب وزيادة الإيمان فعليه بتقوية صلته بكتاب الرحمن جلال في علاه.