تشير كل التوقعات إلى أن أسبانيا سوف تواجه مصيرا حالك السواد، بالرغم من كل التطمينات التى أدلى بها مؤخرا رئيس البنك المركزى الأوروبى، ماريو دراجى، وتستهدف ذلك إلى تزايد معدلات البطالة التى فشلت كل الجهود فى كبح جماحها حتى الآن، إضافة إلى أن الركود الاقتصادى يزداد حدة يوما بعد يوم.
وكشفت التقارير الصادرة اليوم، الأحد، فى بروكسل، أن التصريحات المطمئنة للمؤسسة المالية الأوروبية بفرانكفورت قد سمحت لمدريد بتسجيل نقاط جيدة فى البورصة عند الإقفال، بعد أن كانت قد بدأتها بداية غاية فى السوء مع هبوط سوق الأوراق المالية انتهت دون 6 آلاف نقطة لأول مرة منذ عام2003 مع ارتفاع معدلات الاقتراض إلى مستويات قياسية منذ إنشاء منطقة اليورو.
وكان رئيس البنك المركزى الأوروبى، ماريو دراجى، أكد مؤخرا أن البنك المركزى الأوروبى لن يسمح باستمرار الوضع الحالى للسندات أى تكاليف التمويل بالنسبة لدول جنوب أوروبا التى هى فى مستويات غير محتملة على المدى المتوسط، ما يجعل هذه الدول فى واقع الأمر غير قادرة على بلوغ الأسواق، وفقا لما أعلنته مؤسسة "لينك سيكيورتيس" للأوراق المالية، فى إشارة إلى أسبانيا وإيطاليا.
وهنا ترى مؤسسة "لينكس" ضرورة منح نفحة أوكسجين إلى الأسواق المالية، فيما أشار البنك المركزى الأوروبى إلى احتمال إعادة تنشيط برنامج شراء الديون السيادية أو ضخ سيولة مالية جديدة.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن هذه التصريحات إيجابية، ولكن من الأفضل انتظار الوقائع على الأرض، حيث يعقد البنك المركزى الأوروبى اجتماعه القادم فى 2 أغسطس المقبل، ما يعد بمثابة فرصة حقيقية لترجمة عبارات التأييد والمؤازرة إلى إجراءات ملموسة، ولكنهم يعتبرون أنه إذا ما أقدم البنك المركزى الأوروبى، الذى تأسس عام 1998 ومقره فرانكفورت، على التخفيف من الضغوط على المدى القصير، فمن الصعب الاعتقاد بأن أسبانيا التى تشكل فى الوقت الراهن هاجسا بالنسبة لمنطقة اليورو، سوف تكون قادرة على الخروج من الأزمة الحالية بسهولة، ومن ثم فإن وعود البنك المركزى بإعطاء دفعة قوية لا يعنى أن مشاكل اقتصاديات دول جنوب أوروبا، والتى لا تزال بحاجة إلى إصلاحات هيكلية مهمة قد انتهت، خاصة أن الوزير الألمانى للمالية "وولف جانج سكوبل" كذب كل ما يتردد حول إطلاق مشروع يقضى بشراء سندات من قبل الصندوق الأوروبى للإنقاذ فى إطار خطة جديدة لمساعدة أسبانيا.
ومما يزيد من المخاوف حول مستقبل أسبانيا أنه بالرجوع إلى أحدث الإحصاءات، نجد أن أسبانيا قد سجلت فى نهاية شهر يونيو الماضى ما يقرب من 7.5 مليون عاطل أى ما يعادل 63.24% من مجموع السكان و53%من هؤلاء من الشباب، يضاف إلى ذلك أن أسبانيا التى فقدت محركها الاقتصادى فى عام 2008 مع انفجار السوق العقارى ليست لديها آية آمال فى تحقيق النمو على المدى المتوسط.
وكان رئيس البنك المركزى الأوروبى ماريو دراجى، أكد استعداد البنك لحماية منطقة اليورو بكل السبل واتخاذ الإجراءات كافة لحماية العملة الأوروبية الموحدة، موضحاً - خلال مؤتمر مع المستثمرين الأوروبيين فى العاصمة بروكسل - أن مهمة البنك تقتضى أيضا التدخل فى حالة الارتفاع الكبير فى معدلات الاقتراض من قبل بعض الدول الأعضاء بمنطقة اليورو، إذا كان هذا الاقتراض يحد من حركة السياسة النقدية لهذه الدول.