احتارت الأم بكيفية الترحيب بضيوفها من أسرة “الوطن”، لم تجد مكاناً لجلوسهم، تعثرت بكلماتها، لملمت شتات أفكارها، استعادت نفسها وقالت “تفضلوا البيت بيتكم”.
كانت زيارة “الوطن” هذه مختلفة عن سابقاتها، في سلسلة الزيارات الرمضانية للوقوف على الظروف المعيشية لعدد من الأسر البحرينية الفقيرة والمعوزة.
دخلنا المنزل لا مجال للجلوس وحتى الوقوف لضيق المساحة، وقفت المرأة لتتحدث إلينا “هذه ظروفنا بعد وفاة طليقي الذي ترك وراءه 3 أطفال، أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاماً ويحتاج ما يحتاجه أقرانه، والثانية طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، وأصغرهم يبلغ من العمر 3 سنوات.
وتضيف بحسرة “كثيراً ما أتألم عندما أقرأ في عيون أطفالي حاجة ولم أستطع توفيرها لهم أقف عاجزة وأتحسر، هكذا بات الليل للتفكير في كيفية توفير قوت أبنائي وملابسهم، خاصة أيام المناسبات”، مستدركة “لا علاقة للأطفال بالظروف الصعبة ولا يدركون معنى للحياة”.
وتواصل بألم “ابني الأكبر يبلغ من العمر 13 عاماً، ومازال في المدرسة، وهمي الأكبر تأمين مستقبل هؤلاء الأيتام الذين ربما يحتاج أحدهم لا سمح الله لعلاج، فأنا أم صامتة لا تستطيع أن تفعل شيئاً أو تغير واقع حياتها، بعد 4 سنوات يكبر الابن ويتخرج، فهل تتغير ظروفنا؟”.
وتساءلت “كيف للظروف أن تتغير وواقع الحال يُعقد الأمور؟ وتراودني الأسئلة هل يعيش أبنائي كغيرهم؟ هل يكمل ابني دراسته؟ من يتكفل به؟ وكيف نحصل على قوت يومنا؟ الأطفال الصغار الذين مازالوا في عمر الزهور المحرومين من اللعب كغيرهم من الأطفال، ألا يحق لهم أن يعيشوا ويمرحوا ويلعبوا كغيرهم؟”.
ودعت الأرملة الباري عز وجل أن يرأف بحال أطفالها، وأصحاب الأيادي البيضاء والمحسنين لمساعدتها في الشهر الفضيل، وتأمين قوت يومها وملابس أطفالها، بعد أن دق العيد بابهم مبكراً.