^  لا أريد الحديث عن أتباع الوفاق من دكاكين الجمعيات، هؤلاء لا ميزان لهم في الشارع ولا ثقل (تقول لهم الوفاق هش.. يهشون) ما هم إلا جمعيات تبع لا حول لهم ولا قوة. لكن مازالت تناقضات هذه الوفاق وأتباعها مستمرة، ولا أعلم هل هم يفعلون ذلك بقصد أم أنهم في حالة هلوسة، يقولون الحوار دون شروط من الجانبين، وما يلبثون يقولون وثيقة المنامة كحد أدنى، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، فماذا يعني هذا، أليست شروطاً؟ المفارقة الأخرى هي أن هناك أصواتاً كثيرة خرجت كرد على اجتماع الوفاق والبقية، فقد خرجت أصوات تقول من خوّل الوفاق أن تتحدث باسمنا، ومن قال للوفاق إننا نريد الحوار، وهناك من قال إن الحوار يحتاج استفتاء، فمن تمثل الوفاق، وهل هي فعلاً تعبر عن رأي شارع، أم رأي علي سلمان. إن السؤال الآخر وهو ما هي آلية إلزام جميع الأطراف بنتائج الحوار؟ إذا ما تنصل طرف أو رفض مجموعة توصيات، فما هو الحل؟ فهل تطبق الدولة التوصيات على نفسها (كما فعلت مع توصيات بسيوني.. توصيات على الدولة فقط) بينما حالة الإرهاب في الشارع كما هي، والوفاق جاهزة للتنصل من ذلك، لكن تنصلها غير مقبول فلم تقل يوماً إنها ضد هذه الأعمال أو تشجبها. لكن هناك أسئلة تكاد تكون مشروعة (ونكرر أن أناساً كثر مع الحوار لكن ليس على خلفية إرهاب الشارع حتى تخضع الدولة والقوى الأخرى، وليس مع الحوار على أهواء الوفاق أو غيرها) فالسؤال هنا ماهي حلول الدولة إن انسحبت الوفاق وأتباعها من منتصف الحوار بنيه مبيتة كما فعلوا في حوار التوافق الوطني، هل الدولة سوف تركن بعد الفشل إلى حالة الإرهاب اليومي في الشارع وتسكت برغم أنها تستطيع بالقانون إنهاء هذه الأعمال الإجرامية؟ كيف يصبح أمر البحرين في من لا يحب لها الخير، لو كان كذلك لقبل بالحوار والبحرين في أزمتها، لكن الدولة تضيع نفسها بأن تستجيب فتجلس للحوار متى ما الوفاق (اشتهت) والحوار يصبح غير جاد إذا الوفاق انسحبت، وتعود الدولة لاسترضاء الوفاق بحوار آخر. من يفعل ذلك لا يغلب المصلحة العامة لأهل البحرين، وحين تصبح الدولة دون بوصلة وتقرر مصيرنا (الأعمال الإرهابية التي تستخدمها الوفاق وغيرها من أجل لي ذراع الوطن) فإن الحوار تحت تهديد الإرهاب مرفوض من أناس كثر، أما الدولة فهي تقرر ما تريد. لكن هناك أمر مهم ربما تغفله الدولة (حتى وإن استمر الغزل بينها وبين الوفاق) وهو أن هناك شارعاً كبيراً له قوة وتأثير كبيرين في الشارع لا يمكن تجاهله. هذا الشارع كان هو الفيصل حين ارتجف البعض، فمن بعد الله سبحانه هو الذي ثبت الحق وصحح اعوجاج الميزان وثبت أعمدة الخيمة، وثبت أوتادها، فإن أي تعامل لا يراعيه ستكون له نتائج سلبية. ليست الوفاق من تجلسنا على طاولة الحوار متى ما (اشتهت) وترفض الحوار وقت ما تتمنع، أهل البحرين لديهم إرادتهم الوطنية وثوابتهم الوطنية فلا يقبلون ببيع التنازلات في سوق الوفاق الأسود، من أراد الانقلاب وقال يسقط ويسقط، لا يريد إلا سقوط الدولة، ولا يريد إصلاحاً أو ديمقراطية، حتى ديمقراطية الولي الفقيه الاستبدادية لا نريدها، فالبحرين دولة مدنية منذ أن قام حكم آل خليفة الكرام. كيف نتحاور مع من يرفض البعد العربي الخليجي، ويرفض الاتحاد مع السعودية أو الخليج؟ هل هؤلاء يتم الجلوس معهم؟