كتب - إبراهيم الزياني:
أكدت كتل نيابية قدرة مملكة البحرين على تجاوز الأزمة الناجمة عن أحداث العام 2011 عن طريق الحوار بين أطراف المجتمع، ورفض الشعب للتدخلات الخارجية والنأي بالمملكة عن الصراعات الإقليمية، وقالت إن على السفير التونسي أن ينقل حقيقة ما يجري في البحرين بصورة واقعية لحكومته التي ينبغي أن تركز جهودها على العبور بالدولة في المرحلة التي تمر بها وعدم القلق على البحرين.
وأوضحت الكتل أن مملكة البحرين لم تتدخل في شؤون الدول العربية خلال الأحداث الأخيرة التي مرت بها، ولا تنتقص من دعوات الوساطة العربية، لكنها ترغب في حل مشاكلها بنفسها عبر أبواب الحوار المفتوحة أمام جميع القوى السياسية المحلية.
ومن جانبه، رفض عضو كتلة المستقلين الوطنية حسن الدوسري التدخلات والوساطات الخارجية في الشأن الداخلي في مملكة البحرين، مؤكداً أن ما تشهده البلاد ليس جزءاً من “الربيع العربي”، إنما هناك فئة تُوجَّه وتتحرك من أجل خدمة أجندة خارجية. وقال “هناك العديد من الأطراف الأجنبية صارت تتدخل بالشأن المحلي، وإذ لم نواجهها بقوة فسيتطور ولن نستطيع إيقافه”، مشيراً إلى أن مجلس النواب مطالب بالتحرك ومواجهة تلك التدخلات.
ودعا الدوسري وزارة الخارجية للقيام بدورها واستدعاء السفير التونسي لمعرفة الأسباب التي دعت الرئيس التونسي منصف المرزوقي لعرض الوساطة بين أفراد الشعب البحريني، مطالباً الدول العربية بالنأي بنفسها عن التدخل في المشاكل الداخلية للبحرين، كما فعلت المملكة مع الدول الشقيقة خلال أي حدث تمر به”.
ومن جهته، طالب عضو كتلة الأصالة عدنان المالكي جميع السفراء بالمملكة إيصال حقيقة ما يحدث في البحرين لدولهم وحكوماتهم، مشيراً إلى أن المعارضة ترسم صورة سلبية قاتمة ومغايرة لطبيعة ما يجري في المملكة وتظهر البحرين وكأنها تعيش في مشاكل واضطرابات وهو ما يخالف الواقع.
وشدد المالكي على أن المملكة لم تطلب أي وساطة خارجية لحل مشاكلها، مؤكداً الرفض الشعبي لأي تدخل أجنبي بالشأن المحلي، وأوضح أن البحرين قادرة على تجاوز أي ظرف بالحوار الداخلي بين أطياف الشعب. وأشار إلى أن البحرين احترمت سيادة كل الدول ولم تتدخل في شؤونها المحلية، لاسيما خلال الأحداث الأخيرة التي مرت بها عدة دول عربية، مطالباً الدول الأجنبية باحترام المواثيق الدولية وعدم الزج بنفسها في الشأن الداخلي للمملكة.
واتفق عضو كتلة المستقلين محمود المحمود مع ذلك الرأي مؤكداً أن حل أي مشكلة داخلية يتم بين أطراف الشعب، دون تدخل أي أطراف خارجية غير ملمة بحقيقة الوضع في البحرين، واعتبر أن رفض الشعب البحريني لأي وساطة أو تدخل خارجي ليس انتقاصاً من الدول الشقيقة الراغبة في تمتع المملكة بالأمن والاستقرار والتقدم والازدهار، إنما لإيماننا كبحرينيين أن حل أي مشكلة يأتي برغبة من جميع الأطراف الداخلية لتجاوز أي اختلاف.
واستغرب المحمود عدم تطرق السفير التونسي لدى البحرين زين العابدين التراس لتصريح الرئيس التونسي منصف المرزوقي الأخير، مشيراً إلى أن واجبه نقل حقيقة ما يجري في المملكة للجهات الرسمية في بلده. مطالباً الدول الشقيقة والصديقة بعدم التدخل في الشأن الداخلي وأن تتعامل بالمثل مع البحرين التي لا تتدخل في شؤون أي دولة أخرى.
وعلى صعيد متصل، شدد نائب رئيس كتلة البحرين حسن بوخماس، أن “القيادة والقوى المدنية والسياسية في المملكة لم تطلب أي وساطات من تونس، بل على العكس أكدت القوى الشعبية التي زارت تونس مؤخراً فكرة شرعية النظام وأن أبواب الحوار مفتوحة أمام الجميع”، وقال إن “من واجب السفارة التونسية أن توضح الصورة الحقيقية لوضع البحرين لقيادتها السياسية وأن ترسل تقارير عما يجري من وقائع على أرض”، وأضاف أن “المملكة بحاجة لعزل الأحداث الداخلية التي تمر بها عن الصراعات الإقليمية والدولية، إذ أن القوى الخارجية تسعى لتحقيق مصالحها في المقام الأول”.
وأشار بوخماس إلى أن “المملكة تمر بعملية تغيير شاملة تجري على كافة الأصعدة لاحتواء الأحداث المؤسفة التي مرت بها عام 2011، كما إن أبواب الحوار مفتوحة كما أكدت القيادة مراراً، دون الحاجة لأي وساطة أو تدخل أجنبي بين الشعب الواحد”. ودعا النائب القيادة في تونس أن “تصب جهودها على العبور بالدولة في المرحلة التي تمر بها، وعدم القلق على البحرين، فتاريخها وشعبها وقيادتها، قادرون بإذن الله على العبور من تداعيات الأزمة الأخيرة ووقاية البحرين من أي مشاكل أخرى”.