^ في الأول والآخر هو الله، وما لنا غير الله، لكن يبقى في الدنيا بشر قد فتح الله عليهم وتفتحت قلوب الناس لهم، وها نحن اليوم تتعلق قلوبنا بقيادتنا وولاة أمورنا، ونشد على أيديهم ونقف معهم في السراء والضراء. وكما مرت بنا الضراء وهاجت علينا الغوغاء واجتمعت علينا الأعداء، فإنها والله لم تزدنا إلا ثباتاً وتثبيتاً، وتأكيداً أن البحرين خليفية التراب والماء والهواء، وكما رددنا دائماً ونردد؛ أن خليفة راعي النهضة الحديثة ومهندس الإدارة والإرادة الذي كان معنا لحظة بلحظة، ووقوفه جنباً بجنب في كل مأساة عاشها أهل الفاتح، فقد كظم غيظة وتحامل على نفسه ورد السيئة بالحسنة، وقابل الجحود والنكران بالجميل والعطاء، فلم تثر نفسه لأجل نفسه كما يفعل الآخرون، ولم يعمل في الخفاء ولم يأت بموالين ولا بأتباع ولم يستعن بدواوين ولا كتاب ولا صحافة ولا منظمات، بل كان يسير رافع الرأس عالي الهمة كما سار والده وأجداده، وكما سار أحمد الفاتح. هو من سلالة الكرام الذين تهلل تراب البحرين بقدومهم، سادة العرب، إنها القبيلة الخليفية التي خصها الله لتحمي أرض الإسلام في البحرين، وذلك عندما توفر لها الرجال لتواجه الشدائد وتتحمله ولتسير بركب الإنسانية إلى بر الأمان. فالبحرين أصابتها نكبات وهزتها ويلات، لكن وبحمد الله وتوفيقه واجهتها القيادة الراشدة بكل حكمة واتزان وعدالة، فهم أبناء الشيخ أحمد الفاتح، وأحد أحفاده خليفة بن سلمان الذي تحاول قوى الشر والضلال أن تنال منه، وتحاول أن تقصيه عن مملكة أجداده، وذلك عندما عرفت في هذا الرجل حكمة وحنكة ومقدرة قد وهبه الله إياه، إنها الشخصية الربانية التي لم يحاول أن يضيف إليها رتوشاً ولا أن يشكلها بحركات، فهي هبة والموهوب ليس بحاجة أن يثبت مواهبه بخطاب رنان ولا صوت ولا صراخ ولا تهديد ولا وعيد، وإنما تكفي بضع كلمات يقولها لتكون سطوراً يخطها التاريخ في كتبه، وشهادة أن هذا الرجل يمثل تاريخ البحرين المشرق. إننا أصحاب قلوب حية وضمائر صالحة لا تنكر الجميل وتقدر الكريم وترد المعروف بمثله، وأننا اليوم نقف لك يا خليفة إجلالاً لقدرك، لنقدم أرواحنا فداك، ونقولها بإصرار وعزيمة صادقة؛ خليفة نحن معك يداً بيد. وأن من تهيأ له الشيطان فوقف يتلو تعاويذه ويصرخ بهلوساته فهي لا تعدو بخاراً تحرقه أشعة الشمس اللاهبة، كما حرقت أحلام الانقلابيين الذين ظنوا أنهم يستطيعون أن يغيروا مملكة البحرين العربية الخليفية إلى مملكة فارسية إيرانية، لكن الله خيب ظنهم حين لم يدركوا أنهم لم يخلقوا لولاية ولا وصاية إلا عن طريق تآمر ودسائس، وأنهم يشترون هذه الولاية بطائل الأموال، بينما البحرين الملكية الخليفية لم تشتر أبناءها ولم تدفع لهم كي يقدموا لها الولاء. ها هم أبناؤها اليوم ينشدون ويرددون أنهم يد بيد مع ولاة أمورهم، وأنهم باقون على بيعتهم، حيث ذهب أبناء الفاتح ليقفوا أمام قصر خليفة بن سلمان ويؤكدوا أنهم ملتزمون بعهد قطعوه على أنفسهم ولن يرضوا له بديلاً، فهو خليفة بن سلمان رمز من رموز أبناء الشيخ أحمد الفاتح جميعهم ملوك وأمراء وشيوخ كرام نقدرهم ونبايعهم كل يوم وليلة، وأن أولئك الشرذمة القلة. تريد اليوم أن تنال من أمراء البلاد وأبنائه المخلصين بكل وسيلة، حتى وصل بها الحقد إلى أن تهدد بحرق البلاد والتنكيل بالناس إن لم تول على حكومة أو أن يكون لأتباعها مناصب عليا، وهي غاية تسعى من خلالها إلى التمكين حتى تخنق الناس وتتحكم في مصيرهم وتسومهم من العذاب ما يسومه الولي الفقيه لشعب العراق وإيران والآن سوريا، إنها الأمنية التي تريد أن تطعن أشراف القوم وأحسنهم، لكن هيهات أن يكون ذلك، فصهيل خيل الشيخ أحمد الفاتح لا زال يتردد صداه في سماء البحرين، ولا زالت حوافرها محفوظة بين ذرات التراب، ومازال البحر يشهد لهم أنهم الرجال الطيبين الكرام القيمين على هذه الأرض الطيبة المباركة. وهنا لا نرى إلا الحاسدين الذين يحسدون الله بما آتاهم الله من فضله، والله أننا لنذهل ونتعجب عما تكنه قلوبنا محبة ومودة لجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، لذلك نرى أرجلنا تمشي ولساننا يتحرك وأيدينا ترتفع وتقول وإن اشتدت الليالي وأدلهمت الخطوب سنكون معك يا خليفة يداً بيد، والله على ما نقول شهيد.