د. باسم عامر

شهر رمضان شهر القرآن، ويكفي أن خصَّص الله ذكر القرآن في سياق الحديث عن رمضان للدلالة على أهمية قراءة القرآن ومدارسته في هذا الشهر، فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) سورة البقرة: 185، وقد كان النبي يتدارس القرآن مع جبريل في رمضان من كل عام، فروى البخاري في صحيحه أن (جبريل كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه)، وقد كان السلف يُقبِلون بشكل كبير على القرآن في هذا الشهر، والأخبار في ذلك متكاثرة.

ولكن يتساءل كثيرون حول مسألة الأفضلية بين ختم القرآن مرات كثيرة وبين ختمه مرة واحدة مع التدبر؟

يجيب على ذلك الإمام النووي رحمه الله فيقول: «والاختيار أنَّ ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه، وكذا من كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة -أي الإفراط في سرعة القراءة- « التبيان في آداب حملة القرآن للنووي.