بقلم : بومحمد ملفي:

بعض الأئمة -هداهم الله- (يلتزم) في قراءته لصلاة العشاء بالقراءة من المصحف، مواصلاً لقراءته في التراويح، كي يساعده ذلك في ختم القرآن، فتجده يقرأ من وجه إلى ثلاثة أوجه بسرعة، بصورة لا يتأتى معها تدبّر القرآن.

فيقع في محاذير منها: ترك القراءة حفظاً في صلاة العشاء، وأحياناً يكرر هذا الصنيع في صلاة الفجر، والأصل في الإمامة، أن يؤم الأقرأ من حفظه، مع مراعاة ترتيب الفقهاء لذلك والمأخوذ من السنة، ولو أنه حضّر لقراءته تلك أحياناً وقرأها حفظاً لكان أحسن له، مع أنه ليس عليه العمل في أغلب مساجدنا وخاصةً الحرمين الشريفين، وفيهما أئمة وطلبة علم ومن أراد أنْ يختم فليختم بجماعة المسجد ويقرأ في صلاة الليل مستمراً لذلك.

عدم تمييز صلاة الفرض بروحانيتها، وعدم التقيّد بالسنة فيها، باختيار السور التي وردت القراءة بها أونحوها، وإذا التزم القراءة المستمرة والمتممة للتراويح ومن المصحف أصاب المأمومين الملل.

قد يكون في الجماعة صاحب حاجة أومريض ونحوه فيفتتن في صلاته تلك، إذا أطال الإمام في القراءة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه -عندما أطال في صلاة العشاء- (( يا معاذ أفتان أنت! اقرأ بكذا واقرأ بكذا)) قال ‏سفيان ‏فقلت ‏لعمرو ‏إنَّ ‏أبا الزبير ‏حدثنا عن ‏ ‏جابر ‏أنه قال اقرأ ‏والشمس وضحاها ‏والضحى ‏والليل إذا‏ ‏يغشى ‏ ‏وسبح اسم ربك الأعلى ‏ فقال ‏عمرو ‏نحو هذا )) متفق عليه. خاصة عند عدم معرفة الجماعة برغبة الإمام أو عدم مشاورته لهم في التطويل.

ترك سنة القراءة من أواسط المفصّل. الحركة الزائدة التي لا حاجة لها ولا ضرورة.