حذر رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي من المستقبل الغامض الذي ينتظر منطقة اليورو، التي قد تتحول أزمتها إلى قنبلة موقوتة، معتبراً أن المنطقة الاقتصادية قد "تتعرض لانهيار نفسي" محتمل إذا لم يتم التصدي بحزم لأزمة الديون السيادية التي تعصف بها.
وقال مونتي، إن أزمة الديون السيادية قد تتحول إلى قنبلة موقوتة في أوروبا، موضحاً أن التوترات التي شهدتها منطقة اليورو في السنوات الماضية تحمل في طياتها ملامح انهيار نفسي.
وأضاف المسؤول الإيطالي: "إذا تحولت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) إلى عامل انقسام، فإن أسس المشروع الأوروبي ستكون مهددة بالانهيار".
ورحب مونتي باقتراحات البنك المركزي الأوروبي، التي أعرب فيها رئيس البنك ماريو دراغي منذ أيام قليلة عن تأييده لشراء البنك كميات كبيرة من السندات السيادية للدول المتعثرة اقتصادياً، بهدف مساعدتها على الخروج من أزمة الديون السياسية التي لم تعد حكراً على اليونان، بل امتدت إلى دول محورية في منطقة اليورو مثل إسبانيا وإيطاليا.
وقوبلت مقترحات دراغي بانتقادات شديدة اللهجة من ألمانيا، ولا سيما من مسؤولين في الحزب الليبرالي الحر، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي الألماني، وكذلك من أوساط نافذة في حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي.
وناشد رئيس الوزراء الإيطالي رؤساء دول وحكومات منطقة اليورو باتخاذ قرارات سيادية دون الرجوع إلى برلمانات بلادهم، قائلاً: "إذا بقي رؤساء حكومات ودول منطقة اليورو غير قادرين على اتخاذ قراراتهم دون الرجوع إلى برلمانات بلادهم، فإن هذا سيعجل في انتهاء منطقة اليورو، بدلاً من المساهمة في اندماج بلدانها".
ويقود مونتي منذ نوفمبر الماضي حكومة تكنوقراط إيطالية بعد تنحية رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني، ويحظى بأغلبية عريضة في البرلمان الإيطالي.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي أبدى معارضته في الأشهر الماضية لنهج الحكومة الألمانية التقشفي، الذي تسعى من خلاله حكومة برلين للخروج من أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو.