قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى إننا نحتاج للحوار البناء بدلا من إعلاء الصوت دون فائدة، وانه من المتعارف عليه أن الاختلاف حول الآراء السياسية أمر طبيعي ، و لكن من غير المقبول التعدي على أخلاقياتنا و أعرافنا و أسرنا و تاريخنا فذلك لا يتماشى مع قيمنا الدينية الاسلامية السمحة ولا تتماشى مع توجهاتنا كمجتمع و وطن.
وقال سموه لدى زيارته لمجلس عائلة كازروني في سار مساء اليوم الاثنين يصاحبه نجله سموه الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، إن البحرين و منذ نشأتها ضمت جميع الأعراق و الطوائف و مضت برسالتها نحو بناء الوطن و تقدمه عبر اعتماد التوافق بين مختلف الآراء ، مشيدا سموه بمن يحرصون على غرس قيم حب الوطن و الاحترام المتبادل و التواصل و النجاح في أبنائهم ، من باب الايمان بتكاتف جميع الجهود في سبيل رفعة الوطن.
وتطرق سموه الى سلبيات التأزيم على الأوضاع الاقتصادية و معدلات النمو ، مشيرا سموه الى أن الاقتصاد لا يعرف سياسة و إنما يقرأ الواقع، و لذلك يجب أن يكون الواقع مهيئا و أن يتم التعاون باخلاص لتقويم ما يحدث.
و أضاف سموه : إننا نحتاج للحوار البناء بدلا من إعلاء الصوت دون فائدة ، و لذا يجب التأكيد على مفعول الكلمة الطيبة و تعزيز المساعي الاصلاحية بأن تكون ركيزتنا هي راية البحرين التي نتوحد من حولها جميعا بقيادة جلالة الملك الوالد المفدى حفظه الله و رعاه ، و في نفس الوقت مستذكرين و مؤمنين دوما بتعليمات ديننا الحنيف الذي يوجهنا الى أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى - و الاقتداء بذلك في تكريس قيم الاحترام المتبادل و عدم التفرقة.

بعدها توجه موكب صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى مجلس السيد خالد آل شريف حيث عبر سموه عن سروره بالجمع الطيب من الحضور و ما يبعثه تمثيله لتنوع المجتمع البحريني من تفاؤل في النفس.
وقال سموه أنه و رغم ما تم قطعه من شوط طويل للخروج من تبعات الأزمة ، إلا أنه من الواضح الحاجة للمزيد من العمل و المثابرة من أجل تحقيق ما يصبو اليه جميع أبناء الوطن.
وأضاف سموه نود في هذا المقام ونحن نشهد هذا الجمع من المواطنين الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع البحريني أن نشيد بجموع المواطنين الذين التزموا الصبر واستمعوا لصوت العقل، ولم يخالفوا القوانين وكان لديهم إيمان تام وثقة بقدرتنا في التعامل مع كافة أشكال التحديات وفق الثوابت الوطنية الجامعة ، مضيفا سموه اننا نحتاج اليوم لتدعيم صوت الغالبية العظمى من المواطنين الذين يريدون الخير للوطن ولجميع مواطنيه.
و أضاف سموه أنه و منذ القدم خطت مملكة البحرين بثبات في مسيرتها عبر توافق الآراء ، و نحن نرى أن الجميع يتكلم حاليا عن الحاجة للاستمرار في الاصلاح و تثبيت و تعزيز المبادىء الوطنية المتعلقة بالعدل و المساواة و حقوق الانسان ، و لذا تواصلا على هذا المسار نحو الارتقاء بالوطن فإن من يريد تحسين الوضع عليه البدء بنبذ العنف بكل أشكاله و السعي لايقافه بالتوازي مع التواصل و تبادل الأفكار بشكل بناء.
و قال سموه أنه و رغم الصعوبات و الفرص الضائعة ، إلا أن حرص شريحة كبيرة على تغليب الحكمة و الالتزام بقيم الوسطية و التسامح التي عرف بها وطننا هو مصدر تفاؤل و تحفيز نحو الانطلاق لمستقبل أفضل لصون كرامة الجميع ، حاثا سموه على أن نكون نحن أقوى من أيادي الهدم و التأزيم التي تسعى للانزلاق بالوطن نحو ما يضر به ، مشيرا سموه الى أن ما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً غداً.
و نبه سموه من آثار ملامح التشدد و الاقصاء التي نراها اليوم ، قائلا أن الأوطان تبنى بجهود أبنائها فما نزرعه اليوم نحصده غدا و أي تشدد نراه اليوم سيعود بالتأثير سلبا على أجيالنا القادمة.
و تطرق سموه للوضع الاقليمي و تأثيره على الأوضاع الداخلية و كيف أن القراءة المعمقة للتاريخ و للوضع الراهن تعطينا مؤشرات واضحة بتصاعد معدلات الاحتقان اقليميا ، و من واجبنا الوطني ترتيب بيتنا الداخلي و حفظه من التأثر بها قدر الامكان.
و ذكر سموه أنه و كما أن الخسارة في الوطن تلم بالجميع فإن الانفراج و الحلول الايجابية يفيد الجميع كذلك.
و قال سموه: لا ندعي العصمة من الخطأ فالنفس البشرية عرضة لذلك ، لكن المهم هو كيفية اصلاح الخطأ اضافة الى السعي الحثيث لصون أسرتنا الوطنية و أن تتخذ كل روافد المجتمع و رموزه ، لا السياسية منها و حسب ، دورها للقيام بمسؤوليتها تجاه هذا الهدف المشترك.

وفي مجلس عائلة الكوهجي ، أعرب سموه عن اشادته بتمسك عوائل البحرين بالقيم الوطنية و ثباتها على ما فيه مصلحة الوطن الجامعة لكل أبناءه ، ساعين في الوقت نفسه الى العمل باخلاص للدفع قدما بمسيرة الوطن.
وقال سموه أننا متفائلون دوما بطيبة و تسامح أهل البحرين الكرام و حرصهم على وطنهم و جعل مصلحته فوق أي اعتبار آخر مع نبذ التصعيد و الانقطاع و العنف.
كما أشاد سموه عائلة الكوهجي و بمساهماتها في القطاع الخاص.

و ثم توجه صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى الى مجلس سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة ، حيث أعرب سموه عن السرور بالالتقاء و التواصل مع الأشقاء في هذا الشهر الفضيل و ما يكتسبه ذلك من عبق خاص في أجواءه الروحانية المباركة.
واستذكر سموه ما دأبت عليه العوائل البحرينية من عادات و تقاليد أصيلة في هذا الشهر الكريم ، متمنيا سموه أن يعود الله رمضان المبارك بالخير و اليمن و البركة على مملكة البحرين و أهلها أجمعين.
رافق سموه في زيارات المجالس السيد كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والشيخ محمد بن عيسى آل خليفة مستشار الشؤون السياسية و الاقتصادية بديوان سمو ولي العهد و الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة رئيس ديوان سمو العهد و الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة مستشار سمو ولي العهد و الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة السكرتير الخاص لسمو ولي العهد.