أكد وزير الخارجية  الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفةأن مملكة البحرين تمضي في طريقا انسيابيا نحو تحقيق المصالحة الوطنية والحوار السياسي من أجل دفع التفاهمات  المشتركة، واستكمال مبادرات الاصلاح والتطوير التي بدأت منذ بزوغ عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى.

وأشاد وزير الخارجية في اجتماع مع سفراء مملكة البحرين في دول العالم اليوم الثلاثاء بالجهود التي تبذلها قيادة جلالته لرأب الصدع والاهتمام بسجل البحرين في شؤون وقضايا حقوق الإنسان،ليس على المستوى المحلي فحسب، بل حتى أن جلالته  حفظه الله ورعاه قد اقترح وللمرة الأولى إنشاء محكمة عربية  تعنى بالنظر في هذه النوعية من القضايا.

وأكد وزير الخارجية التزام  المملكة بتنفيذ المرئيات التي تمخضت عن حوار التوافق الوطني و أعقبها موافقة جلالة الملك المفدى على التعديلات الدستورية التي تتيح لأصحاب السعادة النواب مجالا أوسع لتطبيق الممارسات التشريعية والرقابية، أما فيما يخص توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق فقد  نفذت البحرين معظم التوصيات التي شملتها.

وبيّن وزير الخارجية أنه في مقابل حرص الجانب الرسمي على تنفيذ التزاماته  وتفعيل الحوار السياسي من أجل دفع التفاهمات المشتركة بين كافة القوى السياسية التي تمثل مختلف مكونات المجتمع البحريني ، فأنه لم يصدر من بعض الاطراف التي تسببت في الأزمة حتى الآن بوادر  تومئ برغبتها الصادقة على تجاوز الخلاف والتوقف عن الخطابات التحريضية وعنف الشارع.

وقال وزير الخارجية أننا نعوّل على سفراؤنا وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج ونثق في جهودهم الرامية إلى ابراز مواقف وسياسية البحرين الخارجية، وكذلك الصورة الحقيقية التي تبدو عليها البحرين بعيدا عن التهويل والتضليل الإعلامي الذي  ينال من سمعة البحرين وشعبها المتحضر. وفي هذا الصدد كشف معاليه عن عزم وزارة الخارجية بعقد اجتماع سنوي للسفراء للتشاور والتباحث في كافة القضايا والشؤون التي تستجد ، مع مطالبة السفراء في هذا اللقاء بتقديم أوراق عمل  عن أداء البعثات الدبلوماسية  في عواصم الدول التي يتواجدون فيها.

وتأتي تصريحات  الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية 

في اجتماع سفراء مملكة البحرين الذي شارك فيه وتلبية لدعوة من معالي وزير الخارجية كل من :- سعادة السيد محمد بن ابراهيم المطوع، وزير الدولة لشؤون المتابعة، ومعالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العدل والشؤون الإسلامية، وسعادة السيدة سميرة بنت رجب ،وزيرة الدولة لشؤون الاعلام للتحدث حول موضوع حوار التوافق الوطني، وتنفيذ توصيات تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وذلك بحضور سعادة السيد غانم بن فضل البوعينين، وزير الدولة للشؤون الخارجية.

وفي مستهل الاجتماع الذي عُقِد في الديوان العام لوزارة الخارجية رحب سعادة السيد غانم بن فضل البوعينين بالسادة الوزراء ،ومثنيا على مشاركتهم في هذه الندوة التي تهدف من ورائها الوزارة إلى توعية السفراء وإحاطتهم علما بمستجدات الساحة السياسية المحلية، والخطوات التي أُتخِذت لتطبيق مرئيات الحوار وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق.

بعد ذلك استعرض سعادة السيد محمد بن ابراهيم المطوع، وزير الدولة لشؤون المتابعة ما تم تنفيذه من مرئيات حوار التوافق الوطني بعد تقديمه لعرضا عن الحوار وتقرير اللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة تنفيذ مرئياته ، مفصحا سعادته عن استحداث منظومة الكترونية خاصة بهذا الشأن تسريعا وتسهيلا في انجاز المرئيات التى توافق عليها غالبية مكونات الشعب البحريني وتصب في المجالات السياسية والتشريعية و الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية ايضا.



 



وزير العدل: بعض المنابر الدينية خطبها تحريضية وتعمق الانشقاق بالمجتمع



من ناحيته فقد قدم معالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة ،وزير العدل والشؤون الاسلامية شرحا عن التعديلات الدستورية وتوصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وما تم انجازه من خلال جهاز متابعة تنفيذ التوصيات ، إلى جانب  طرح موضوع الحوار مع الجمعيات السياسية ، وملف حقوق الانسان بمملكة البحرين .

وأكد وزير العدل المضي في موضوع التسوية المدنية لعدد من الحالات المتضررة دون المساس بأي مساءلة جنائية . إلا أنه شدد في الوقت نفسه على التأثير السلبي لبعض المنابر الدينية والخطب التحريضية التي يجاهر بها بعض الخطباء دون النظر والاعتبار إلى تأثيرها في  تعميق الانشقاق المجتمعي. مشيرا إلى أن وزارة العدل والشؤون الاسلامية ستتخذ في الايام المقبلة عدة خطوات لضبط وتقنين مثل هذه الخطابات، ادراكا للدور المؤثر الذي يلعبه الخطاب الديني في سلوكيات الناس والحاجة إلى خطابات تشجع على الوحدة ونبذ التطرف والكراهية.



 



وبدورها شددت سعادة السيدة سميرة رجب،وزيرة الدولة لشؤون الاعلام على ضرورة تزويد السفراء بالمعلومات وفتح قنوات التواصل المباشرة معهم للاستيضاح عن كافة الأمور التي تطرأ على الساحة ، ونبهت إلى أهمية الاستثمار في التدريب الاعلامي للسفراء والدبلوماسيين من أجل أن يتقن الدبلوماسي بحرفية تامة اساليب التفاوض والإقناع والحوار،ويكون بمقدوره التعامل مع تدفق المعلومات وانتقاء ما هو مهم منها وصحيح لإيصاله إلى قوى الرأي المؤثرة  في مختلف عواصم دول العالم .



من جهتهم ابدى السادة السفراء ترحيبهم بانعقاد هذا الاجتماع و تزويدهم بحزمة من  الحقائق والمعلومات التي تساعدهم في التعريف بالوضع الذي تشهده البحرين ونقل الصورة الصادقة عن حقيقة الاوضاع في المملكة إلى حكومات الدول والوسائل الاعلامية في الدول التي يمثلون البحرين  فيها دبلوماسيا .

تجدر الاشارة إلى أن وزارة الخارجية بصدد تكثيف الاجتماعات واللقاءات المباشرة مع  السادة السفراء للتعريف بمستجدات الاوضاع السياسية  في البلاد، وابرز ملامح المرحلة المقبلة ، والأهم من ذلك منح السفراء الفرص المواتية للاستيضاح عن كافة الامور التي يرغبون في معرفة تفاصيلها من خلال الجهات المعنية والالتقاء بالمسؤولين ، حتى يتمكنوا من ابراز صورة البحرين في الخارج بالشكل الذي يليق ومسيرة البحرين التنموية الشاملة.