قال الشيخ محسن آل عصفور إن المعارضة ترتكب صنوف الغدر والخيانة وتستغلها لاصطناع ظلامات موهومة، لافتاً إلى أنها لا تملك مشروعاً تنويرياً ودأبها العنف والتخريب والتسبب بإراقة الدماء.
وأضاف في ندوة نظمتها محافظة العاصمة مؤخراً، أن المواطنين سئموا سلب المعارضة لأمنهم واستقرارهم وتحطيم مستقبل أبنائهم، موضحاً “لا سيرة يومية لهم سوى غلق الطرقات وسرقة أسطوانات الغاز وتفجيرها وسط الأحياء السكنية”.
ولفت إلى أن النهج التأزيمي للمعارضة هدفه شل الحركة التجارية في القرى، وإجبار أصحاب المحال على غلق مصادر رزقهم إمعاناً في الإضرار بالاقتصاد الوطني.
أسماء الرسول الشريفة
ولفت آل عصفور إلى أن أسماء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عنوان حياة القلوب، والهداية عند تشتت الطرق والدروب، ودليل النجاة والأمن من الخطوب، وكل غواية تجوب فهو محمدٌ وأحمد ورسولُ الله الأمينُ المبينُ وخاتمُ النبيينَ والبرهانُ والبشيرُ والداعي إلى الله ورحمةٌ للعالمين والرحيمُ الكريمُ والرؤوفُ السراجُ المنير الشاهد الشهيد الصاحبُ المبشر المذكر المنذر الناصح النذيرُ.
وأضاف أن الله عز وجل وصفه في كتابه العزيز بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقال (صلى الهل عليه وسلم) عن نفسه “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
رسول الفضائل
وصف الرب الجليل الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]، فيما قال (صلى الله عليه وسلم) عن نفسه “إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق”.
وقال آل عصفور “رغم مما هو عليه (صلى الله عليه وسلم) من عظيم الأخلاق وطهارة الأعراق وجميل الخصال وكمال الشمائل، كان يدعو الله أن يُحسّن أخلاقه ويتعوذ من سوء الأخلاق، ويبدأ من لقيه بالسلام وكان أجود الناس وأشجعهم وأشد حياء من العذراء في خدرها، ويحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى ويُقْبِلُ على من يحدثه حتى يظنَ أنه أحب الناس إليه، ولا تأخذه النشوة والكبر عن النصر”.
وأضاف “كان رسولنا الأعظم أورعَ وأتقى وأزهدَ الناس في الدنيا، وإذا خاف قوماً قال (اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم)، وكان إذا رأى ما يحب قال (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) وإذا رأى ما يكره قال (الحمد لله على كل حال)”.
ثمرات الإيمان بالنبوّة
ونصح آل عصفور بالاعتقاد بهذه الصفات الجمالية والكمالية “لإفراز إسقاطات جمة على واقع حياتنا وسريرتنا وسيرتنا”، من قبيل الاقتداء بهديه واتباع أمره ونهيه، والتشبه بشمائله وخصاله وصفاته الشريفة بما تبلغ به القدرة، والسير على خطاه وسيرته المباركة.
وقال إن الاعتقاد بالإسلام والاعتقاد برسول الإسلام وما جاء به من المبادئ والقيم الجليلة والأحكام والمقاصد النبيلة، لابد أن تكون ثمرته ونتيجته استقامة ورشاد وصلاح الفرد والأمة والعيش في سعادة ووئام وترابط وثيق وانسجام.
وأضاف “عصمة القدوة والنهج تعصم حتماً المقتدين والسائرين عليها من الزلل والخطأ والزيغ والانحراف، وتكون ضمانة لتصحيح مسارهم وسيرتهم”.
الأمة الشامخة امتداد للسيرة النبوية
واستشهد آل عصفور بآيات الله البينات حيث قال سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]
وقال (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة: 143].
وأضاف “لابد للأمة التي يبعث فيها مثل هذا الرسول العظيم، أن تكون أعظم الأمم في التحلي بشمائل الخصال الحميدة وعظيم السلوكيات القويمة وتنعم بالاستقرار والعيش في بحبوحة من الأمن والسلام، بل وتكون أسعد أمة على وجه البسيطة بفضل هذه الشخصية التي يكون التمسك بهديها أكبر ضمانة من التخلف والتناحر والفتن والفرقة والشقاق، (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103]
(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105]
(شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبراهيم وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) [الشورى: 13]
(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46]
نهج المحبة والإخوة
ولفت إلى أن نهج الإسلام ونهج الصادع بالرسالة واضح وصريح، وما أكثر ما أكد وحث عليها من محاسن ورغب فيها من أجل سعادة الإنسان في داري الدنيا والآخرة.
واستشهد بالآية القرآنية (قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه)، وقوله صلوات الله وسلامه عليه “أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله عز وجل”.
وقال (الرسول) “رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّينِ التَّوَدُّدُ إلى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ الْخَيْرِ إلى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ”.
وأما نهج الأخوة فقد قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات: 10]
وقال (الرسول) “مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الْإسلام مِثْلَ أَخٍ يَسْتَفِيدُهُ فِي اللَّهِ”.
وأما نهج السعادة فقد جاء نبي الإسلام بخير الدنيا وخير الآخرة، وبما يضمن سعادة الدنيا والفوز بالنعيم الأبدي الأزل في الآخرة، قال تعالى (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 64]
(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 72]
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران: 31]
وأردف أن “من أبرز وأهم الأشياء التي أنجزها خاتم المرسلين الحبيب المصطفى هو القضاء على ما كان شائعاً بين العرب من الغارات والنهب والسلب والسبي والاسترقاق لبعضهم البعض، وإثارة الفتن والنعرات الجاهلية بكل أشكالها ومنع من استباحة الدماء والأموال والتخريب والترهيب والإفساد في الأرض بكل أشكاله وصوره”.
(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة: 33]
وقال (الرسول) “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، وقَالَ “مَنْ رَدَّ عَنْ قَوْمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَادِيَةَ مَاءٍ أَوْ نَارٍ أُوجِبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ”، وقال أيضاً “إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَضَعَ بِالْإسلام مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَرِيفاً، وَشَرَّفَ بِالْإسلام مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَضِيعاً، وَأَعَزَّ بِالْإسلام مَنْ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ذَلِيلاً، وَأَذْهَبَ بِالْإسلام مَا كَانَ مِنْ نَخْوَةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَفَاخُرِهَا بِعَشَائِرِهَا وَبَاسِقِ أَنْسَابِهَا، فَالنَّاسُ الْيَوْمَ كُلُّهُمْ أَبْيَضُهُمْ وَأَسْوَدُهُمْ وَقُرَشِيُّهُمْ وَعَرَبِيُّهُمْ وَعَجَمِيُّهُمْ مِنْ آدَمَ، وَإِنَّ آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طِينٍ، وَإِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَطْوَعُهُمْ لَهُ وَأَتْقَاهُمْ”.
معنى الفتنة
وعرف الفتنة بأنها الفتنة حالة من الفلتان في الإيمان والالتزام ورعاية الحرمات والحقوق والواجبات، وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النور: 19]
وعدّها منزلقاً خطيراً يصنعه أصحابها للوقيعة بالأمة وأبنائها من أجل تدمير كل مكتسباتهم في حاضرهم ومستقبلهم، ومن أجل تحطيم كل وشائج الأخوة الإيمانية لمقاصد شيطانية آنية ضيقة، وتمزيق الصف وتشتيت الكلمة والتعدي على الحرمات وانتهاك الكرامات والفتك بالأنفس والأرواح وسفك الدماء والبطش.
النأي بالفتنة مع أتباع الأديان
وقال إن نبي الإسلام دأب طيلة سيرته المباركة الشريفة على تأكيد وجوب محبة واحترام الأنبياء والرسل السابقين ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام، وزرع روح الألفة بين أبناء الأديان ومنحهم حقوقاً تكفل لهم حياة كريمة في حدود دولة الإسلام ومدح بعضهم (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) سورة آل عمران الآية 75، ودعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى توحيد الصف والتعايش السلمي (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إلى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) آل عمران 64
نهج نبي الإسلام
وعند مراجعة المأثور الشريف نجده (صلى الله عليه وسلم) أدى الأمانة وألقى الحجة وأكمل الرسالة، وسرد آل عصفور بعضاً من أقواله الشريفة تبين في جلاء معالم الطريق الصحيح وواجبات الأخوة الإيمانية العاصمة من الوقوع في الفتن والابتلاء بالمحن.
قَالَ (صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي خُطْبَة لَهُ “أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ خَلَائِقِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الْعَفْوِ عَمَّنْ ظَلَمَكَ وَأَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ وَالْإِحْسَانِ إلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ وَإِعْطَاءِ مَنْ حَرَمَكَ وَفِي التَّبَاغُضِ الْحَالِقَةُ لَا أَعْنِي حَالِقَةَ الشَّعْرِ وَلَكِنْ حَالِقَةَ الدِّينِ”.
«عَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَإِنَّ رَبِّي بَعَثَنِي بِهَا وَإِنَّ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ أَنْ يَعْفُوَ الرَّجُلُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَيُعْطِيَ مَنْ حَرَمَهُ وَيَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ وَأَنْ يَعُودَ مَنْ لَا يَعُودُهُ”.
وقَالَ (الرسول) فِي آخِرِ خُطْبَةٍ لَهُ “وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَعَفَا عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ”.
«أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ تَهَاجَرَا فَمَكَثَا ثَلَاثاً لَا يَصْطَلِحَانِ إِلَّا كَانَا خَارِجَيْنِ مِنَ الْإسلام وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمَا وَلَايَةٌ فَأَيُّهُمَا سَبَقَ إلى كَلَامِ أَخِيهِ كَانَ السَّابِقَ إلى الْجَنَّةِ يَوْمَ الْحِسَابِ”.
«مَنْ آذَى مُؤْمِناً آذَاهُ اللَّهُ وَمَنْ أَحْزَنَهُ أَحْزَنَهُ اللَّهُ وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ بِنَظْرَةٍ تُخِيفُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ أَوْ بِجَفَاءٍ يُخِيفُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.
«إِنَّ صَاحِبَ الْخُلُقِ الْحَسَنِ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ”.
«مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ امْرِئٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَفْضَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ”.
«وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ”.
«سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ وَأَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ”.
«الْمُؤْمِنُ مَنِ ائْتَمَنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَتَرَكَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَالْمُؤْمِنُ حَرَامٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَظْلِمَهُ أَوْ يَخْذُلَهُ أَوْ يَغْتَابَهُ أَوْ يَدْفَعَهُ دَفْعَةً”.
«إِنَّ أَسْرَعَ الْخَيْرِ ثَوَاباً الْبِرُّ وَأَسْرَعَ الشَّرِّ عُقُوبَةً الْبَغْيُ وَكَفَى بِالْمَرْءِ عَمًى أَنْ يُبْصِرَ مِنَ النَّاسِ مَا يَعْمَى عَنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَأَنْ يُعَيِّرَ النَّاسَ بِمَا لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهُ وَأَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يَعْنِيهِ”.
«عَلَيْكُمْ بِحُسْنِ الْخُلُقِ فَإِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ فِي الْجَنَّةِ لَا مَحَالَةَ وَإِيَّاكُمْ وَسُوءَ الْخُلُقِ فَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ فِي النَّارِ لَا مَحَالَةَ”.
«أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَرِّ النَّاسِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ النَّاسَ وَأَبْغَضُوهُ”.
«أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ”.
«رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الدِّينِ التَّوَدُّدُ إلى النَّاسِ وَاصْطِنَاعُ الْخَيْرِ إلى كُلِّ بَرٍّ وَفَاجِرٍ”.
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللَّهُ الرَّحْمَةَ إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّنَا رَحِيمٌ قَالَ: لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ خَاصَّةً وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ الْمُسْلِمِينَ”.
«ثَلَاثَةٌ يَحْسُنُ فِيهِنَّ الْكَذِبُ الْمَكِيدَةُ فِي الْحَرْبِ وَعِدَتُكَ زَوْجَتَكَ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ”.
«عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّقَاطُعَ وَالتَّحَاسُدَ وَالتَّدَابُرَ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ أَخُو الْمُؤْمِنِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يُحَقِّرُهُ وَلَا يَقْبَلُ عَلَيْهِ قَوْلَ مُخَالِفٍ لَهُ”.
«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَعِيبُهُ وَلَا يَحْرِمُهُ وَلَا يَغْتَابُهُ”.
«لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ ثَلَاثُونَ حَقّاً لَا بَرَاءَةَ لَهُ مِنْهَا إِلَّا بِالْأَدَاءِ أَوِ الْعَفْوِ يَغْفِرُ زَلَّتَهُ وَيَرْحَمُ عَبْرَتَهُ وَيَسْتُرُ عَوْرَتَهُ وَيُقِيلُ عَثْرَتَهُ وَيَقْبَلُ مَعْذِرَتَهُ وَيَرُدُّ غِيبَتَهُ وَيُدِيمُ نَصِيحَتَهُ وَيَحْفَظُ خُلَّتَهُ وَيَرْعَى ذِمَّتَهُ وَيَعُودُ مَرْضَتَهُ وَيَشْهَدُ مَيْتَتَهُ وَيُجِيبُ دَعْوَتَهُ وَيَقْبَلُ هَدِيَّتَهُ وَيُكَافِئُ صِلَتَهُ وَيَشْكُرُ نِعْمَتَهُ وَيُحْسِنُ نُصْرَتَهُ وَيَحْفَظُ حَلِيلَتَهُ وَيَقْضِي حَاجَتَهُ وَيَشْفَعُ مَسْأَلَتَهُ وَيُسَمِّتُ عَطْسَتَهُ وَيُرْشِدُ ضَالَّتَهُ وَيَرُدُّ سَلَامَهُ وَيُطَيِّبُ كَلَامَهُ وَيُبِرُّ إِنْعَامَهُ وَيُصَدِّقُ أَقْسَامَهُ وَيُوَالِي وَلِيَّهُ وَلَا يُعَادِ وَيَنْصُرُهُ ظَالِماً وَمَظْلُوماً فَأَمَّا نُصْرَتُهُ ظَالِماً فَيَرُدُّهُ عَنْ ظُلْمِهِ وَأَمَّا نُصْرَتُهُ مَظْلُوماً فَيُعِينُهُ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ وَلَا يُسْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَيُحِبُّ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ويَكْرَهُ لَهُ مِنَ الشَّرِّ مَا يَكْرَهُ لِنَفْسِهِ”.
الفتنة في الهدي النبوي
مما روي عنه (صلى الله عليه وسلم) الدعاء للنجاة من مكائد شرور الفتن “وإذا أردت بعبادك فتنةً أن تقبضني إليك غير مفتون”.
وقال (عليه الصلاة والسلام) “كسّروا فيها قِسيّكم”.
وقال (عليه الصلاة والسلام) “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”.
وقال “وأي قلب أنكرها نكتت فيه نُكتة بيضاء حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض”.
ومن يوفق لذلك يسعد دنيا وآخرة إن السعيد لمن جُنّب الفتن.
ونصح من كانت الفتنة تحيط به ولا منجى له منها أن يفرّ بدينه من الفتن أو ليكثر من تمضية وقته في العبادة كما في الحديث الشريف “العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ”.
وفيها دعوة صريحة لكل مسلم أن ينجو بنفسه من وزرها وتبعاتها بإنكار الفتنة، وعدم الرضا بها وعدم الإعانة عليها بأي شكل من الأشكال، وأن عليه الالتجاء إلى الله تعالى في طلب دفع شرورها عن نفسه وعن الناس والتزود بالأعمال الصالحة للوقاية من شرورها قبل وقوعها كما في قوله (عليه الصلاة والسلام) “بادروا بالأعمال فتناً”.
ودعا كل مسلم ألا يفقد عقله فضلاً عن دينه في خضم محنها وابتلاءاتها، كما أشار إليه ابن حجر فيما رواه عن ابن أبي شيبة في الفتن (ثم فتنة تموج كموج البحر وهي التي يصبح الناس فيها كالبهائم) أي لا عقول لهم، ويؤيده حديث أبي موسى “تذهب عقول أكثر ذلك الزمان”.
سوء العاقبة
وقال آل عصفور “ما لاشك فيه أن الفتنة عار ونار ودمار وضجيج وإعوال تهلك النسل والحرث والأموال وتضطرب فيها الأحوال، وتشتد فيها الأهوال يشيب فيها الرجال ولا يسلم منها حتى الرضع من الأطفال، عام شرها شديد ابتلاؤها عظيم خطرها متعاقبة محنها”.
نهج المعارضة التأزيمي
وأضاف “من غرائب الأمور أن قوى المعارضة التي يفترض أن تسعى لخدمة الشعب، إلا أننا نجدها قوى لا تعرف سوى الهدم والدمار بكل صوره وأشكاله، ونجدها كيف تسعى جاهدة للتغطية على إفلاسها من خلال اختلاس صورة الوطن الجميلة لإظهارها بأبشع ما يمكن أن تكون عليه إقليمياً ودولياً، والتمترس في عصابات من قطاع الطرق والزج بفئات من الشباب السذج والمغرر به في محرقة تأزيماتها المستمرة وفتنتها المستعرة”.
ولفت إلى أنها لا تملك مشروعاً سياسياً تنويرياً ولا تنموياً حضارياً، وإنما “تطالعنا بحملاتها الإعلامية المهووسة التي لا تعرف غير العنف والتخريب والترويع ولا تتمجد في إنجازاتها إلا بنجاحها في ممارسة كل صور التعدي والتخريب وضرب الاقتصاد وقطع الأرزاق والتسبب في إراقة الدماء وإزهاق الأنفس وقطع الأرزاق وزيادة البطالة وخنق المشاريع الحيوية والتسبب في هرب أموال الاستثمار وتفويت فرص الإعمار وتدمير البنية التحتية في القرى في كل فصل تأزيمي تنشط فيه”.
وأوضح أن المعارضة جمعت واحتضنت كل مفلس فاشل ممن يرتدي العمائم ويحمل شهادات الجهل والعمى السياسي، وتوغل في الحقد والكراهية لكل ما يحتضنه وطنه.
وأردف “ليس لهم في سيرتهم اليومية غير قطع الطرق وحرق كل ما تطاله أيديهم يومياً من أموال الشعب والخدمات العامة من شوارع وأرصفة وأعمدة إنارة ومحطات كهرباء وحاويات قمامة وتشويه واجهات المباني والمساجد بالكتابات العشوائية الفوضوية، وسرقة مواد البناء من المباني قيد الإنشاء وسد الطرق بها، وسرقة أسطوانات الغاز من المنازل وتفجيرها بين الأحياء لترويع الناس وشل الحركة التجارية في القرى، وإجبار أصحابها على غلق أبوابها في أغلب الأوقات”.
وقال إنها على أرض الواقع ليست سوى معارضة تتفنن بارتكاب كل صنوف الغدر والخيانة بشعبها، “ترتكب كل أشكال الانتهاكات وتتسبب بها ثم تستغلها لاصطناع ظلامات موهومة وتدخل الوطن كله في أنفاق مظلمة، وتتهم كل من يعترض على خياناتها بالخيانة”، وتساءل “يا ترى أي نماذج قذرة ابتلي بها الوطن والشعب أعظم من هذه الفئات؟”.
ثورة أبناء الشوارع
ونقل آل عصفور عن قادة المعارضة قولهم إن عصاباتهم من قطاع الطرق لن يتركوا الشوارع ولن يتركوا التخريب والترويع حتى تحقيق مطالبهم، عاداً إياه إقراراً صريحاً أن عصاباتهم التي ربوها إنما هم أبناء شوارع لم يجدوا من يربيهم على الأخلاق والفضيلة، ولم يلقِ على مسامعهم مبادئ الخلق القويم والالتزام والانضباط بأحكام الشرع الحنيف ولا رعاية أي حرمة من الحرمات.
وقال إن كل ما غرسه في نفوسهم قادتهم من رموز الإجرام والفتنة المعتوهون المفلسون هو الهوس بكل مظاهر الإجرام، والتعنت والتمادي في الغي والمكابرة لكل دعوات التعقل والتهدئة وشجب الأعمال غير الموجهة وغير المبررة.
قنوات الفتنة واستمرار المحنة
وتابع “أما ما يتعلق بقنوات وفضائيات الفتنة المعروفة فإنا نسألها هل هي قنوات ارتدت عن الإسلام وأصبحت قنوات شيطانية جعلت من نفسها أداة للتحريض بلا هوادة على ارتكاب المنكرات والتعديات والتجاوزات؟ وجعلت كل رسالتها الإعلامية وهمها الأول والأخير هو التشجيع والتحريض على اقتراف وارتكاب كل مظاهر الإخلال بالأمن والتخريب والتمجيد بمرتكبيها واستعراضها يومياً عبر شاشاتها على أنها أعمال جهادية وبطولية، ضاربة بذلك عرض الجدار كل أحكام حرمة تلك الكبائر والجنايات والخيانات ووجوب رعاية الحرمات والكرامات؟.
حكم رؤوس الفتنة
واستشهد بآيات من الذكر الحكيم حول حكم دعاة الفتنة (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إلى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوَاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً) [النساء: 91]
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “إن قوماً ركبوا في سفينةٍ فاقتسمُوا، فصارَ لكلِّ رجل منهم موضعٌ، فنقرَ رجلٌ منهم موضعَه بفأس فقالوا له ما تصنعُ؟ فقالَ هو مكاني أصنعُ فيه ما شئتُ، فإنْ تركوه هلكَ وهلكــُـوا، وإنْ أخذوا بيدِه نجا ونجوا.
أصحاب الفتنة ورموزها ودعاتها
وقال إن قيادات المعارضة فاسدة ومفسدة في الأرض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ليس لها إدراك ووعي بعواقب ما يقومون به من سياسات وخيمة وتصريحات عقيمة وسقيمة ليس الهدف منها سوى إذكاء نار الفتنة وزيادة المحنة والغمة على أبناء هذا الشعب المقهور المستضعف على يد عصابات الترهيب والتخريب التابعة لهم.
(كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [المائدة: 64]
وأردف “ها نحن على أعتاب العشر الأواخر من شهر رمضان، ولا نجد لهم بين المؤمنين موطأ قدم بل نجدهم أرصدوا الحرب على كل مظاهر الإيمان لمنع الإحياء في المساجد في ليالي القدر الشريفة وسد الطرقات، بدأوا مخازيهم تلك في العام الماضي وهاهم يعاودون الكرة في شن حربهم على المؤمنين ومنعهم من العبادة والوفادة على رحمة الله في المساجد في شهر ضيافة الله تعالى”.
وأضاف “رغم أن هذا كان ديدنهم طيلة العام الماضي، إلا أنك تجدهم يزدادون بغياً وفساداً لمنع كل مظاهر الإيمان وسد الطرقات ونشر الفوضى والرعب والتخريب في القرى هذا العام أكثر مما مضى منهم وصدر من جرائم بشعة قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [البقرة: 114].