جدد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمناسبة العشر الأواخر من رمضان دعوته إلى إحلال روح التسامح والتآلف والوحدة، واستغلال المجالس الرمضانيَّة التي تتميَّز بها البحرين منذ القدم في إذكاء هذه الروح الإيجابية، وبذل الجهود للمِّ الشمل ورأب الصدع بما يخدم الوطن وأهله.
ورفع المجلس أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة الرشيدة، وعموم المواطنين الكرام، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التي فيها ليلة القدر المباركة، سائلاً الله العلي القدير أن يحلَّ عيد الفطر السعيد على الأمة الإسلامية بالخير والبركات والأمن والأمان.
ودعا المجلس خلال انعقاد جلسته أمس الثلاثاء في مبنى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس إلى اغتنام الفرصة بالعودة إلى الله تعالى والتقرُّب إليه بالتوبة والأعمال الصالحة في الليالي الفضيلة المتبقية من الشهر الفضيل.
وأكد أهمية إبراز روح الأخوة ونشر لغة التسامح التي حث عليها الدين الإسلامي، مشيرًا إلى أنَّ القيم السمحاء التي جاء بها الإسلام هي الكفيلة ببناء مجتمع مترابط قادر على تجاوز مشكلاته وبناء مستقبله على أسس متينة وصلبة.
ورحَّب المجلس بجميع المبادرات والمساعي الخيِّرة الهادفة إلى الحفاظ على الموروث الاجتماعي الغالي وصيانته وتعزيز الأواصر الاجتماعية بما يخدم البحرين وأهلها الطيبين، منوهًا بدور العقلاء من أصحاب الفضيلة العلماء والأئمة والخطباء الذين تنبَّهوا إلى خطورة المساس بثوابت المجتمع وقيمه فاضطلعوا بدورهم الحيوي عبر الخطاب البنَّاء والرشيد، من دون أن يلتفتوا إلى أصوات التطرُّف ودعاة الفرقة. معربًا عن ثقته في التزام أهل البحرين بقيم دينهم وثوابتهم الوطنية وتقديم المصلحة الوطنية الجامعة.
وفي شأن ذي صلة، أعرب المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية عن تمنياته بالتوفيق للمؤتمر الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والذي سيُعقد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك في مكة المكرمة، منوهًا المجلس بالدور الحيوي الذي تضطلع به المنظمة في خدمة الإسلام والمسلمين، سائلاً الله تعالى أن يوفِّق قادة العالم الإسلامي في اجتماعهم، وأن يخرجوا بقرارات حكيمة تعزِّز الترابط الأخوي بين الدول الإسلامية، وتلبي تطلُّعات أبنائها، وأن يأخذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح للأمة الإسلامية.
ثم انتقل المجلس إلى بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلَّها ببحث استعدادات المجلس لإقامة المؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم العام المقبل 2013 بالتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي.
وسيحظى المؤتمر برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عاهل البلاد المفدى.
وفي السياق نفسه، شكَّل المجلس اللجنة العليا للمؤتمر برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس، وكلَّف الأمانة العامة التنسيق مع إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وأخذ جميع الإجراءات اللازمة والاستعدادات الضرورية لإنجاح المؤتمر، مؤكدًا المجلس ضرورة أن يخرج المؤتمر بالصورة المشرِّفة واللائقة.
إلى ذلك، أكَّد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية –لدى استعراضه آخر مستجدات طباعة مصحف البحرين- أهمية القرآن الكريم في صوغ حياة الناس وترشيد سلوكياتهم وتنظيم شؤونهم. واطلع المجلس على آخر ما وصلت إليه لجنة المراجعة لمصحف البحرين، معربًا عن تقديره للجهود التي يبذلها أعضاء لجنة المراجعة، متمنيًا لهم التوفيق في مهمتهم الكبيرة.
واعتمد المجلس في جلسته تقديرات الميزانية العامة للمجلس للأعوام 2013-2016 بعد مراجعتها، منوهًا بجهود الأمانة العامة في إعداد هذه التقديرات، ومؤكدًا أنَّ وضع الخطط والبرامج من شأنه أن يدفع عجلة العمل إلى الأمام، ويقود إلى مزيد من التقدُّم والازدهار في بيئة العمل وفي مخرجاته.
وفي ختام الجلسة، استعرض المجلس مجموعة من طلبات الترخيص لعدد من الجمعيات الإسلامية المرفوعة إليه لإبداء الرأي، كما قدَّم مرئياته الشرعية حول عدد من الطلبات الأخرى المرفوعة إليه.