يرى بعض العراقيين أن مسلسل "ساهر الليل" يقلب "مواجع" حدثت قبل 22 عاماً، في الوقت الذي يرى كويتيون أنه عمل جاء في وقت ليؤرخ فترة الغزو وليتعلم "الجيل الجديد" من الدرس جيداً، ويكون الغزو بمثابة "عبرة" لقادم الأيام، كما أن الجيل الجديد سمع لكنه لم ير الأحداث، وهي فرصة لرؤية ما حدث عام 1990.
ومع بداية عرض المسلسل في كثير من المحطات الفضائية، بدأت الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على "جدل" بين الشعبين العراقي والكويتي، فلكل منهما وجهة نظره، فالكويتيون الذين دافعوا عن العمل رأوا أنه سلط الضوء على واقع وليس خيالاً، مؤكدين أن كل شعب مر بتجربة موجعة أو حرب أو غزو قام بعمل الكثير من الأعمال الفنية والثقافية، وخير مثال ما تقدمه هوليوود من أفلام ضد فترة الاحتلال النازي، إضافة إلى حروب أخرى كثيرة منها حرب أمريكا مع فيتنام واليابان وغيرها.
توقيت العمل سيئ جداً
في ما يرى ناشطون عراقيون في تويتر وفيسبوك ومواقع أخرى، أن توقيت العمل سيئ جداً، خصوصاً أنه يأتي في ظل محاولات البعض إثارة الفتن، كما أن العمل –من وجهة نظر العراقيين- يشوه صورة الإنسان العراقي، ويرسخ قضية أن الشعب العراقي كان موافقاً لصدام حسين، وليس شعباً كان أكثر من اضطهد وعذب وتدمر بسبب فترة حكم صدام.
مخرج العمل: حملة غير مبررة
مخرج العمل محمد دحام كان أكثر من تعرض للنقد، وقال لـ"العربية.نت" إن الحملة الشرسة غير مبررة، خصوصاً أن المسلسل وثق حقبة زمنية في تاريخ الكويت، كما هو حال الجزأين الأول والثاني، ولم ينو إثارة الفتن كما أثير.
وأكد دحام أن الذين هاجموا العمل، قاموا بالهجوم منذ الحلقة الأولى، ولم يشاهدوا العمل، مشدداً على أنه في أكثر من مشهد كان يسلط الضوء على أن غالبية العراقيين كانوا يرفضون الغزو، إضافة إلى مواقف دول الخليج المشرفة، لكنه في الوقت ذاته، أصر دحام على أن وقائع العمل لم تظلم أحداً، إنما كان تاريخاً لا يمكن أن نشوه حقائقه.
وأضاف دحام أن العمل أظهر الحقائق كما هي، نافياً أنه يقلب بالدفاتر القديمة كما أشيع، مشدداً على أن "ساهر الليل" عمل فني لا علاقة له بأي أحداث خارجية، فعلى الرغم من أن الغزو النازي مر عليه أكثر من 60 عاماً إلا أن هوليوود ودولاً كثيرة لا تزال تصنع أفلاماً وأعمالاً فنية عن تلك الحقبة ولم يقل أحد إنها مثيرة للفترة.
تأريخ حقبة الغزو
من جهتها، قالت الممثلة هيا عبدالسلام لـ"العربية.نت" إن تصوير العمل استمر حتى منتصف رمضان، نافية في الوقت نفسه أن تكون أو باقي نجوم العمل قد أساؤوا إلى اللهجة العراقية أو إلى الشعب، مؤكدة ضرورة أن يتفهم البعض قضية العمل الفني.
وأشارت إلى أنها سمعت كثيراً بحكاية أن العمل يستهزئ بالعراقيين، وهذا أمر مناف للحقيقة، فلكل شعب لهجته التي يعتز بها، مضيفة "إن العمل قام بتأريخ حقبة الغزو" وحقبة نظام أشعل المنطقة بالحروب، بينما الشعب العراقي نكن له كل التقدير.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}