كتب – حذيفة يوسف:

لم يعد خافياً، بعد مضي أغلب أيام الشهر الفضيل، الروتين الرمضاني لطلبة جامعة البحرين، الذين يقضون أغلب أيامهم في النوم حتى ساعات متأخرة، ليستيقظوا بعدها ويقضوا ما فاتهم من صلوات.

لقد التحق بالبرنامج الدراسي الصيفي، العديد من الطلبة، والبعض الآخر فضل أخذ مقرر “التدريب العملي” للعمل في شركات أو مؤسسات وفقاً لتخصصاتهم، إلا أن الفئتين تشتركان في استيقاظهم صباحاً للذهاب، كل إلى وجهته. أما الآخرون فمازالوا يقضون حياتهم بين “ النوم والنوم”.

«المجاهدون” كما أطلقوا على أنفسهم، يرون في نومهم لفترات طويلة بعد العودة من الدوام، أمراً طبيعياً، نتيجة لعدم القدرة على النوم مبكراً، نتيجة للأجواء الرمضانية و«الغبقات”، التي تستمر حتى أذان الفجر، مما يجعل فترة نومهم قصيرة قبل العمل أو الدراسة، ما يحوجهم “للتعويض”..!

لقد اتفقوا على أن عرض المسلسلات “الرمضانية” مساء بدلاً من النهار، إضافة إلى طول ساعات الصيام في ظل درجات الحرارة المرتفعة يشجع على قلب المعادلة والفطرة ، والنوم عند طلوع الشمس والاستيقاظ بعد غروبها.

وأكد آخرون أنهم لا يستيقظون إلا قبل أذان المغرب بدقائق، والبعض ذهب إلى عدم الاستيقاظ إلا مع نداء الصلاة، لينهض ويجد السفرة قد أعدتها “ الوالدة” بكل ما عليها من أطباق شهية وعصائر ولبن يعوض ما حرقه أثناء النوم.. عفوا الصيام.

ورغم الانتقادات الشديدة من الأهل ومن مشايخ الدين والدعاة في تضييع فرصة الشهر الفضيل بدلاً من استغلالها بالطاعة وقراءة القرآن والذكر وغيرها من العبادات، إلا أن الشباب يستمرون منذ زمن طويل في اتباع تلك العادة. فالمجاهدون لا يجدون حرجاً في النوم بعد العودة من الجامعة أو العمل، إما للحرارة الشديدة طوال ساعات النهار أو هرباً من الجوع والعطش الشديد الذي لازمهم خلال تلك الفترة.

أما القلة القليلة فأكدوا أنهم يداومون على قراءة القرآن وصلاة التراويح والقيام، ويقضون باقي الوقت إما في استغلاله للجلوس مع الأهل، أو في الدروس والمحاضرات التي تقيمها المساجد والمراكز الإسلامية لمختلف الدعاة والوعاظ.