* «إنه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت»: هذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: «وتولنا فيمن توليت»، فإذا تولى الله الإنسان فإنه لا يذل، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يعز.

ومقتضى ذلك أننا نطلب العز من الله سبحانه، ونتقي من الذل بالله عزَّ وجلَّ، فلا يمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية. وبماذا تكون هذه الولاية؟

* «ولا يعزّ من عاديت»: يعني أن من كان عدوّاً لله فإنه لا يعز، بل حاله الذل والخسران والفشل، ولهذا لو كان عند المسلمين عز الإسلام وعز الدين وعز الولاية ؛ لم يكن هؤلاء الكفار على هذا الوضع الذي نحن فيه الآن ؛ لأن أكثر المسلمين اليوم مع الأسف لم يعتزوا بدينهم، ولم يأخذوا بتعاليم الدين، وركنوا إلى مادة الدنيا، وزخارفها؛ ولهذا أصيبوا بالذل، فصار الكفار في نفوسهم أعز منهم.

* «تباركت ربنا وتعاليت»: هذا ثناء على الله عزَّ وجلَّ بأمرين: أحدهما التبارك، والتاء للمبالغة؛ لأن الله عزَّ وجلَّ هو أهل البركة «تباركت» أي كثرت خيراتك وعمت ووسعت الخلق؛ لأن البركة كما قلنا فيما سبق هي الخير الكثير الدائم.

^ «ربنا» أي يا ربنا، فهو منادى حذفت منه ياء النداء.

^ «وتعاليت» من العلو الذاتي، أي: عليٌّ بذاته فوق جميع الخلق، والعلو الوصفي، أي: أن الله له من صفات الكمال أعلاها وأتمها، وأنه لا يمكن أن يكون في صفاته نقص بوجه من الوجوه.