تتأهب البنوك والمصارف في دول الخليج هذه الأيام لاستقبال مئات الآلاف من الآباء والأمهات لتلبية طلباتهم وتحضير "عيادي" عيد الفطر السعيد.
فقد جرت العادة خلال أيام العيد أن تنفق الأسر الخليجية مئات الدنانير وآلاف الريالات على المهنئين من الأطفال.
ولعل هذه العادة راسخة لدى الأسر الخليجية، فخلال زيارات الأهل والأقارب والمعارف يقوم الأطفال بـ"التعييد" على الآباء والأمهات، وهم يعلمون أن خلف تلك التهاني "عيادي" نقدية، تبدأ من 3 دولارات وتنتهي عادة بـ100 دولار وأحيانا أكثر، بحسب استطاعة رب كل أسرة على الإنفاق.
وبحسب هيا المطيري موظفة في أحد البنوك في الكويت، ترى أن غالبية الأسر الكويتية تأتي إلى البنوك لصرف أموال بفئات "دينار و5 و10 دنانير" وهي العيادي التي توزع على الأطفال.
مبينة أنه عادة ما تستنفر البنوك وتستعد لهذه المناسبة قبل أسبوعين من مناسبة سواء عيد الفطر أو الأضحى المبارك.
وتشير هيا في تصريح لـ"العربية.نت" إلى أنها نفسها تقوم بتسييل أكثر من 200 دينار (700 دولار أمريكي)، من أجل معايدة الأطفال، مضيفة أنها تعود بمبالغ كبيرة وفق طلب أبويها وإخوتها.
وتقول هيا إن غالبية الناس تفضل فئة الـ"دينار" (4 دولار) لعدم قدرة جميع الآباء والأمهات على إعطاء كل طفل فئة 5 دنانير أو 10 دنانير، لكنها تعترف أن أطفال أسرتها تهديهم فئة 5 دنانير في ما تقوم بتوزيع دينار على أطفال الأهل الآخرين أو الأصدقاء أو أبناء الجيران.
أما سالم المهيري من دبي فيقول إن للعيد "فرحة" خصوصا للأطفال، فقد اعتادوا على "معايدة" أسرهم وجيرانهم، وتكمن فرحة العيد بتجميع "العيادي" التي يتحصلون عليها خلال أيام العيد.
وأضاف المهيري لـ"العربية.نت" أنه ينفق أكثر من 5 آلاف درهم تقريبا (ما يعادل 1350 دولار أمريكي)، بشكل "عيادي" للأطفال، وهي فرحة يحتفل بها المسلمون كل عام مرتين، الأولى في عيد الفطر والثانية في عيد الأضحى المبارك.
وأشار المهيري إلى أن الإماراتيين جبلوا على هذه العادة، وتمثل الأمهات "حصالات" النقود التي يحفظ الأولاد لديهن "العيديات" لينفقوها بعد العيد.
وبحسب فهد العجمي (أب ويعمل موظف في القطاع الحكومي في الكويت)، يرى أن "العيدية" وإن كانت "فرحة" لكنها ترهق ميزانية الكثير من الأسر، خصوصا وأن كل أب وكل أم مطالبين بتوزيع "العيادي" ولا أعتقد أن أي رب أسرة ينفق أقل من 100 دينار كويتي (350 دولار أمريكي) على أقل تقدير في اليوم الأول في العيد.
ويضيف "وإذا ما افترضنا أن هنالك 5 ملايين رب أسرة في الخليج ما بين أب وأم فهو ما يعني صرف أكثر من مليار ونصف المليار دولار تنفق كـ"عيادي" في أول أيام العيد.
مضيفا العجمي "لكنها في المقابل فرحة لا توازيها فرحة نراها في عيون الأطفال".
ويعترف العجمي أنه وإن أصبح أبا لثلاثة أطفال لكنه لا يمانع من أخذ "العيدية" من والديه، فهي ومهما كانت قيمة العيدية، لها طعم خاص، وتعيد إليه مشاهد من الماضي.
مبينا أنه أحيانا يحصل من والده على "عيدية" قيمتها دينار واحد، ويعتبرها بمثابة مليون دينار كقيمة معنوية.
ولم يخف العجمي من أن "العيادي" تقسم إلى نوعين، الأول لأطفال الأهل القريبين، وهؤلاء يحصلون على نصيب الأسد من "العيادي"، ومثال على ذلك، فإني أعطي أولاد أخوتي لكل منهم 10 دنانير، بينما النوع الثاني وهم أطفال الأهل من الدرجة الثانية وأبناء أصحابي، وهؤلاء أمنح كل طفل منهم دينار، بينما من هم في سن المراهقة يحصلون على فئة الـ5 دنانير.