كتبت – منى المطوع:

طارق فيريلا مواطن أمريكي من جزيرة بورتريكو يعمل في البحرية الأمريكية بمملكة البحرين شاب مسلم عمره 40 سنة قرر أن يقضي شهر رمضان المبارك بالعمل التطوعي وخدمة الصائمين من خلال حملة “إفطار صائم على الطريق” الذي يقوم عليه مركز شباب المحرق بالتعاون مع إدارة الأوقاف السنية ورغم أنه لا يجيد اللغة العربية إلا بكلمات بسيطة إلا أنه اختار أن يكون أحد شباب الحملة الذين يقفون على مدخل جسر الشيخ حمد القريب من سوق المحرق لتوزيع العلب الغذائية للحملة على الصائمين العابرين له.

يقوم فيريلا : أسلمت منذ عدة سنوات واهتديت إلى الإسلام العظيم الذي يدعو لخدمة الآخرين ومساعدتهم وشخصياً أحب خدمة الناس وكانت لي رغبة في خدمة الصائمين خلال شهر رمضان المبارك الذي يتضاعف الأجر فيه وأنا أشعر بالسعادة الشديدة عندما أسمع كلمة “جزاك الله خيراً” من أي صائم يمر بي كما إن العمل مع شباب الحملة المخلص يشعرني بروح العائلة الواحدة وهو ما يتميز به المجتمع البحريني المحب للخير والعطاء دائماً ولا أعتقد أن هناك شخصاً لا يحب إدخال السرور على المؤمنين والمحتاجين.

ويتابع طارق: أعجبتني فكرة حملة إفطار صائم على الطريق حيث يتم توزيع الطعام في وقت مناسب هو وقت آذان المغرب حينما يزال الناس بالشارع ويحتاجون لشرب الماء وتناول تمرة فالصائم بحاجة إلى من يقف معه هذه اللحظة خاصةً عندما يجد نفسها عالقاً في إشارة المرور وأرجو أن يستمر هذا المشروع في رمضان في الأعوام القادمة لأشارك به فأنا أحب العمل التطوعي خصوصاً مع الشباب لكون العمل به إنتاج وبركة أكثر من العمل العادي الذي يأتي بمقابل وأرى أن النية الصادقة لكسب الثواب من الله تعالى هي الأهم كي يستمر وتحل به البركة.

وعن أجواء شهر رمضان بالبحرين يقول: أنا مسرور لأني أشهد الأجواء الرمضانية بالبحرين التي تتميز بالروحانية والتلاحم والتواصل الجميل بين ابناء المجتمع خصوصاً عند إقامة صلاة التراويح والاجتماع في المساجد لتناول الإفطار معاً وأشعر أن هناك نوعاً من التراحم في العائلة البحرينية وبين المواطنين من مختلف الجنسيات على موائد الإفطار وقد سمعت عن عدد من التقاليد والعادات التي تقام في رمضان كالفريسة والقرقاعون إلا أنه ليست لدي أي فكرة عنها وأتمنى رؤيتها.

ويذكر طارق الذي لا يجيد من اللغة العربية سوى كلمات بسيطة “كالسلام عليكم وعفواً” أنه يقول لأي شاب بحريني يمر عليه هذه الكلمات البسيطة عندما يقولون له شكراً وجزاك الله خير مع تقديم الابتسامة لهم كونها صدقة كما أخبر عنها الرسول الكريم “ص” متمنياً الحصول على الأجر الذي ورد بالحديث الشريف لرسولنا الكريم “ من فطّر صائماً كان له مثل أجره”.

من جهته ذكر رئيس مركز شباب المحرق أحمد الغريب أن عدد الشباب المشاركين بالحملة 30 شاباً بالإضافة للأطفال المشاركين في تغليف علب الإفطار وأصغرهم 3 سنوات مشيراً أن شباب الحملة يغطون خمس نقاط بمحافظة المحرق أولها مطار البحرين الدولي اتجاه المغادرة، وتقاطع منطقتي الحد وقلالي إلى جانب تقاطع نادي المحرق ونهاية جسر الشيخ حمد وجسر الشيخ خليفة حيث توزع يوميا 500 علبة في كل نقطة على المسلمين البحرينيين والعرب والأجانب وحتى عندما يمر بنا أجنبي غير مسلم نمنحه من باب تعريفه بالإسلام وحكمة الصيام ونبدأ التوزيع يومياً قبل خمس دقائق من موعد الإفطار.

ويشرح الغريب فكرة الحملة فيقول: هناك مواطنون يأتي عليهم وقت الإفطار وهم ما يزالون بالشارع أما عالقين في الازدحام الذي يؤخرهم عن منازلهم أو لم يدركوا منازلهم بعد لذلك نمنحهم هذه العلب التي تحوي ماء زمزم وتمراً ومسواك وكعكة خاصة ليفطروا أحياءً لسنة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في تعجيل الفطور والبعض يأخذ العلبة ويتناول ما فيها ليتجه للمسجد مباشرة بدلاً من الاتجاه لمنزله كما تهدف الحملة للتخفيف من الحوادث المرورية خاصة عندما يحاول البعض الإسراع وقيادة السيارة بعصبية وتوتر للوصول إلى المنزل قبل موعد الإفطار ليفطر ولاحظنا أن الشوارع التي نغطيها لم تعد فيها أية حوادث مرورية.