قال خبراء في التغذية إن “الصائمين يتبعون نظاماً غذائياً خلال شهر رمضان المبارك يختلف في التوقيت والنوعية عن الأيام الأخرى، نظراً لاستمراره لمدة شهر كامل، وربما يؤدي التغير الكبير في النمط الغذائي بعد رمضان المبارك إلى مشاكل هضمية متعددة”، فيما حذروا من الإصابة بالتسمم نتيجة تناول كميات كبيرة من الدسم دفعة واحدة بعد صيام رمضان”.
ونصح خبراء التغذية “بضرورة الاستمرار في اتباع الغذاء الصحّي الذي كان متبعاً خلال الشهر الكريم، والعودة تدريجياً إلى النمط الغذائي العادي بعد الشهر المبارك لتجنب الإصابة بأمراض تنجم عن عادات غذائية سيئة خلال أيام العيد”.
ويبين خبراء التغذية أنه “لكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل غذائية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام، هناك عدد من الإرشادات الغذائية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل بسهولة ويسر منها”:
- عدم الإفراط في تناول الحلويات وخاصة الكعك: حيث تمثل حلويات العيد جزءاً من عاداتنا العربية، ولعل أكثر الحلويات تميزاً لعيد الفطر الكعك والبسكويت والبيتفور وجميعها أطعمة تحتوي على كميات عالية الدهون والسكريات، ويعتبر كعك العيد وجبة غذائية أساسية في العيد، لأنها تمثل وجبة دسمة وثقيلة على الجهاز الهضمي خاصة إذا تم تناولها بكثرة، ويتجلى تأثير الكعك سلباً نتيجة للقدر الزائد من الدهون والسكريات التي تختزن في الجسم، ما يؤثر سلباً على صحة الجسم، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم حيث تحتوي الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن نحو 50 جراماً على نحو 280 سعراً حرارياً أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في قطعة خبز تزن 100 جرام، ويؤدي الإفراط في تناول الحلويات في صباح يوم العيد إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث مشاكل هضمية تتمثل في الإصابة بالإسهال الشديد مصحوباً بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى.
- التدرج في تناول الطعام في صباح أيام العيد: حيث يعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء الغذائية الشائعة، فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح يجب البدء بكميات قليلة من الطعام، وتقليل الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة.
- تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة عسيرة الهضم: حيث تمثل كل من الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم. ويجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر وذلك حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل.
- تناول الطعام في صورة وجبات محددة: فمن المفيد البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات ويتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي، كما يجب تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة، وقد يكون من المفيد أن تكون الوجبات قليلة على أن يتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية.
- عادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد: نتيجة للإصابة بتسممات غذائية ذات أنواع مختلفة ومن الضروري الحرص على اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها وعدم شراء الوجبات الجاهزة من مصادر غير معروفة، أما بالنسبة للذين يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل فيجب عليهم الحذر في تحضير أغذيتهم وعدم تحضير الوجبات قبل موعد تناولها بساعات طويلة ما يجعلها عرضة للفساد.
- يُنْصَحْ بالتقليل من تناول الأطعمة ذات المحتوى المرتفع بالسُكَّر البسيط: مِثل الحلويات، والمشروبات المُحلاة، وكذلك من الأطعمة المرتفعة بالأملاح والدهون، والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين “مِثل القهوة والشاي والكولا”، ويمكن عمل حلويات ذات وصفات صحّية وخفيفة تحتوي على الفواكه أو حليب قليل الدسم، وباستخدام كمّيات أقل من الزيوت والسكر.