ارتفعت واردات أمريكا من النفط السعودي خلال العام الجاري بنسبة تزيد على 20 في المائة، معززة اعتمادها على نفط أكبر الدول المصدرة، رغم تنامي المخاوف من نزاع عسكري في الخليج.
ونقلت صحيفة الاقتصادية السعودية، عن نيويورك تايمز الأمريكية، أن الواردات النفطية لأمريكا من النفط السعودي زادت بنسبة 20 في المائة خلال 2012.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت دون مستوى 114 دولارا للبرميل أمس مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات، بسبب احتمال سحب الولايات المتحدة من احتياطياتها النفطية، في حين هدّأت تصريحات إسرائيل بشأن إيران المخاوف من صراع محتمل في الشرق الأوسط من شأنه تعطيل الصادرات.
وساعدت أنباء عن أن البيت الأبيض ينفض الغبار عن خطط قديمة للسحب من الاحتياطيات على تراجع أسعار العقود الآجلة عن أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر.
وارتفع الخام الأوروبي بأكثر من الثلث في أقل من شهرين من أدنى مستوياته في عام، البالغ 88.49 دولار للأوقية، مع تنامي المخاوف من صراع وشيك بسبب برنامج إيران النووي.
وأوضحت أن ارتفاع صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة بدأ ببطء في فصل الصيف الماضي وارتفع بشكل ملحوظ هذه السنة.
ولفتت إلى أنه حتى هذه الفترة، كانت أمريكا تخفض اعتمادها على النفط الخارجي خصوصاً من الخليج، معتبرة أن هذا التغيير ناجما إلى حد ما عن المعركة الدائرة حول البرنامج النووي الإيراني.
وأوضحت أن الولايات المتحدة شددت عقوباتها التي أعاقت قدرة إيران على بيع النفط الخام وأثرت في اقتصادها، فيما وافقت السعودية على زيادة إنتاجها للمساعدة في ضمان عدم ارتفاع أسعار النفط.
لكنها رأت أنه على الرغم من أن الأسعار ما زالت مستقرة إلى حد ما، وعلى الرغم من الضغط على الخزانة الإيرانية، فإن أمريكا تجد نفسها في وضع يزداد هشاشة تجاه منطقة تعيش حالة من الفوضى.
ولفتت إلى أن حكومات واشنطن وأوروبا رحبت بزيادة إنتاج النفط السعودي، لكن المجتمع السعودي يواجه تحديات، ما يجعل من استقرار سياسات الطاقة في السعودية غير مؤكدة.
واعتبرت الصحيفة أن زيادة استيراد النفط من السعودية يظهر مدى صعوبة تخفيف أمريكا من اعتمادها على النفط الأجنبي، وهو أمر يقلق خبراء السياسة الخارجية الليبراليين والمحافظين خصوصاً أن أسعار النفط والتوتر في الشرق الأوسط يتزايدان في الأسابيع الأخيرة.
وقال مايكل ماكوفسكي وهو مسؤول في وزارة الدفاع سبق أن انخرط في شؤون الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس جورج بوش الابن: إنه في وقت تتزايد فرصة قيام إيران نووية أو توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، لا بد من أن نحاول تخفيض اعتمادنا على النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز وليس زيادته.
يشار إلى أن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره معظم شحنات النفط الخليجي، لكن غالبية المحللين يستبعدون أن تفعل ذلك، لأن هذا قد يعيق صادرات حيوية لاقتصادها.