كتب - محرر الشؤون الاقتصادية:

تسبب فصل الصيف وحظر العمل بالمناطق المكشوفة خلال وقت الظهيرة خلال شهري يوليو وأغسطس بركود قطاع التشييد 40%، في وقت يعاني سوق المقاولات من قلة الأعمال بسبب تراجع المشروعات التطويرية، ومن المتوقع نمو قطاع الإنشاءات تدريجياً اعتباراً من نهاية أغسطس الجاري.

واكد مقاولون أن قطاع الإنشاءات تأثر منذ بادية شهر يوليو المالضي وحتى الآن، موضحين في الوقت نفسه أن القطاع كيَّف أموره مع الوضع الحالي، مترقباً عودة الانتعاش مجدداً اعتباراً من مطلع سبتمبر المقبل.

وأكد رئيس لجنة المقاولات في الغرفة، سمير ناس تأثر قطاع الإنشاءات في المملكة منذ بداية فترة حظر العمل بالمناطق المكشوفة، والذي تم تطبيقه اعتباراً من يوليو الماضي.

وأوضح ناس أن نسبة تأثر الإنتاجية في قطاع العقارات تعتمد على موقع العمل ونوعيته، مؤكداً أن هذا القانون يتم تطبيقه على المواقع التي تقبع مباشرة تحت أشعة الشمس.

يشار إلى أن وزارة العمل، عمِدت إلى وضع تراخيص خاصة بالأعمال الطارئة وحتى إن كانت خلال فترة الحظر.

من جهة أخرى أكد أمين سر جمعية المقاولين البحرينية على مرهون أن قطاع البناء والتشييد يعاني من قلة الأعمال بسبب تراجع المشروعات التطويرية خلال الصيف وشهر رمضان سواء من قبل المواطنين أو الشركات العقارية والاستثمارية الكبيرة.

ولفت مرهون إلى أن تراجع أسعار مواد البناء في المملكة أمر يتكرر الحدوث، عندما تتوافر العوامل والأسباب المؤدية إلى ذلك، مدعومة بتراجع حجم المشاريع التي يتم تنفيذها.

وأفاد مرهون بتراجع أعمال الإنشاءات بنحو 40% في فصل الصيف، حيث يسجل قطاع التشييد أدنى مستوياته من الأعمال خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام.

يذكر أن تزامن فصل الصيف مع شهر رمضان، يؤثر بشكل كبير على إنتاجية العامل والحالة الصحية، وخصوصاً أنه بحاجة إلى شرب كميات كبيرة من المياه مع ارتفاع حرارة الجو في يوليو وأغسطس.

من جانبه، أكد رئيس جمعية العقاريين البحرينية، ناصر الأهلي أن قطاع الإنشاءات في المملكة تأثر بشكل طفيف نتيجة لحظر عمل الأيدي العاملة في الأماكن المفتوحة منذ مطلع يوليو الماضي، مؤكداً تدني إنتاجية العمال بنسبة 30% مقارنةً بالأيام العادية.

وأشار الأهلي إلى أن الإنشاءات الضخمة - والتي يجب إكمالها خلال جدول زمني معين - سيتأخر تنفيذها لفترة زمنية محددة، ما يحتم الاستعانة بأيدي عاملة إضافية لإكمال المشروع خلال فترة الحظر، ما سيؤدي بالتالي إلى زيادة الكلفة على المقاولين.

من ناحيته، أكد المدير التنفيذي لشركة الكبيسي، عبدالله الكبيسي انخفاض مستوى الأعمال الإنشائية في المملكة حالياً لأقل مستوى منذ 30 عاماً، بنسبة 70% مقارنةً بالعام 2009، عازياً ذلك إلى الأزمة الاقتصادية العالمية والأحداث التي شهدتها البحرين مؤخراً، إلى جانب حظر العمل.

يشار إلى أن القرار الصادر عن وزارة العمل والذي يقضي بحظر العمل وقت الظهيرة خلال يوليو وأغسطس من كل عام، يؤكد حرص المملكة على تأمين بيئة عمل آمنة حفاظاً على حقوق العمالة الوطنية والأجنبية في القطاع الخاص والذي يصب في خدمة الاقتصاد الوطني.

من ناحيته، أكد المقاول صلاح القائد انخفاض وتيرة الأعمال الإنشائية في المملكة بنسبة 25% حتى بداية أغسطس، مؤكداً عدم تأثر أسعار الإسمنت في المملكة.

وكان مقاولون أكدو في تصريحات سابقة، أن الخسائر المترتبة على قرار حظر العمل وقت الظهيرة بالمناطق المكشوفة ستقع جميعها على عاتق المقاول، إذ إن المستفيد الأول هو العامل حيث يتقاضى زيادة في راتبه مع تقليص وقت العمل.

وتوقع البعض حينها، ارتفاع وتيرة الأعمال الإنشائية بعد انقضاء تلك الفترة وخصوصاً مع بدء العام الدراسي الجديد بعد شهر رمضان المبارك، فيما رجَّح آخرون انتعاش قطاعي الأراضي والعقارات السكنية.

وكانت وزارة العمل كشفت في تصريحات سابقة عن ضبط 136 منشأة مخالفة للقرار الوزاري رقم (24) لسنة 2007، بشأن حظر العمل في قطاع الإنشاءات في وقت الظهيرة، وذلك خلال يوليو الماضي.

وأشارت إلى أن عدد جولات فريق التفتيش بالوزارة خلال الفترة المذكورة بلغت 11905 زيارات وتم مخالفة 400 عامل، مؤكدة أن نسبة التزام الشركات بالقرار وفق هذه الإحصائية تصل إلى 98.9%.