أكد معارض سوري بارز أن الدعم الإيراني المعلن لنظام الأسد عسكريا وماديا وسياسيا ساهم بشكل أساسي في إطالة عمر هذا النظام، محذرا من تكرار السيناريو الإيراني في العراق على الأراضي السورية، في وقت لا زالت جهود الدول الداعمة للشعب السوري قاصرة وخجولة ومتلونة.
وقال المعارض الدكتور محمود سيد دغيم في محاضرة نظمتها جمعية الإرادة والتغيير الوطنية بمجلس بن سالمين بالرفاع مؤخرا إن انهيار العراق جعل التغلغل والتوغل الإيراني يصل إلى سوريا براً بصورة أكبر وأوضح، لافتا إلى أن السوريون الثائرون الآن يدافعون حتى عن عروبة الخليج.
الدكتور دغيم، عضو مجلس أمناء الثورة السورية، دعا العالم إلى فرض حظر جوي فوق سوريا للحد من جرائم النظام وآخرها كان في إعزاز وأسفرت عن استشهاد عائلات بأكملها.
وخلال المحاضرة استعرض الدغيم بحضور النواب علي زايد وابتسام هجرس وعيسى القاضي والدكتور فاروق المناصير تاريخ المنطقة مشيرا إلى أن الرابط بين النظام السوري وإيران قديم جدا ولا يعتمد على الرابطة الطائفية فقط، موضحا أن العلويين في الأصل هم "الجراجمة" الفرس الذين كانوا يحاربون كمرتزقة في جيوش الرومان، فلما مالت الكفة عسكريا لصالح الفرس انسحبوا ودلوا الفرس على مواطن ضعف جيش الرومان فكان الغلبة لهم.
وبحسب الدغيم فإن هؤلاء الناس الذين لم يكونوا شيعة ولا سُنة اشتهروا بخياناتهم لوطنهم عبر التاريخ، فضربهم معاوية بن أبي سفيان في أنطاكيا –جنوب تركيا حاليا- ثم شتت شملهم عبد الملك بن مروان في جبال الساحل السوري حتى عكار في لبنان، كما ضاق المماليك وبعدهم الأيوبيين ذرعا بخياناتهم وضربوهم في مواقع عدة، وكشف الدغيم أن والد حافظ الأسد وقَّع مع جملة من وجوه العلويين على مذكرة تطلب الاحتلال الفرنسي بعدم الجلاء عن مناطقهم في الساحل السوري.
وحذر دغيم من سعي بشار الأسد حاليا إلى إقامة دولة العلويين لينتقل إليها فور سقوطه في دمشق، مستدلاً على ذلك بمحاولة بشار الإجهاز على كل المدن السنية المحيطة بالدولة العلوية المرتقبة مثل الرستن وحمص وحماه وصولا لجسر الشغور، وكذلك ضرب جيش النظام للمناطق السنية داخل نطاق الدولة العلوية المرتقبة مثل قرى الحفة وسلمى وغيرها.
وطالب المعارض الدكتور دغيم الخليج العربي شعوبا وحكومات باستمرار وتصعيد دعم الشعب السوري الثائر في وجه طاغية الشام بشار الأسد وحلفائه في إيران والعراق وجنوب لبنان، مؤكدا أن الشعب بالنهاية سينتصر بمشيئة الله لأن يدافع عن الحق فيما غيره يتسلح بالباطل.