أبدى الكابتن طارق سبت مدرب البطلة الأولمبية البحرينية مريم جمال أسفه الشديد للمغالطات الصادرة عن اللاعب السابق أحمد حمادة في تصريحه الصحافي المنشور في الصحف المحلية والذي قام خلاله بالتقليل من قيمة الإنجاز التاريخي الذي حققته البطلة البحرينية بفوزها بأول ميدالية أولمبية في تاريخ مملكة البحرين وذلك خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن.

ووصف الكابتن طارق سبت تصريح حمادة بأنه مستغرب للغاية خصوصاً وأنه صادر من لاعب دولي سابق يفترض أنه يدرك تماماً أهمية الحصول على ميدالية في أكبر تظاهرة رياضية عالمية قائلاً: بعد أيام قليلة من تشرفنا بالسلام على صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين والذي سمعنا منه عبارات التقدير والثناء والإشادة بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق في تاريخ الرياضة البحرينية، فوجئنا بهذا التصريح الصحافي غير المفهوم من أحمد حمادة الذي أشار فيه إلى أن حصول مريم على الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن جاءت بالصدفة نظراً للظروف التي شهدها السباق، وأنه لولا تلك الصدفة لكانت مريم في المراتب المتأخرة من السباق على حد زعمه!!.

وأضاف: إن هذا التصريح لا يمكن أن يصدر من رياضي مبتدئ يتلمس خطواته الأولى في عالم الرياضة، فكيف يصدر عن شخص يعتبر بنظر الكثيرين بأنه خبير في عالم ألعاب القوى، أعتقد أن حمادة لم يتابع سباق 1500 متر في أولمبياد لندن، لأنه لو كان تابعه بعين (محايدة) وراقب مختلف مراحله فإنه سيجد أن الصدفة التي يتحدث عنها هي التي منعت مريم جمال من الوصول إلى الميدالية الذهبية، خصوصاً وأن مريم كانت في طريقها إلى إحراز المركز الأول لولا الدفع الذي تعرضت له من العداءة التركية جامزي بولوتي في آخر 150 متراً من السباق، خصوصاً وأن ذلك الأمر حد من انطلاقتها النهائية للوصول إلى خط النهاية وأجبرها على البدء بانطلاقة جديدة لم تمنعها من تحقيق الميدالية البرونزية التاريخية.

وقال سبت: كنا نتمنى من الرياضي (الخبير) حمادة أن يشرح للرأي العام الظروف التي شهدها السباق ومنحت مريم الميدالية البرونزية بالصدفة حسب ادعائه، لكنه بالتأكيد ارتأى أن يطلق تصريحاً إنشائياً لا يستند لأية دلائل عملية تقنع الناس بوجهة نظره القائمة على افتراءات لا أساس لها من الصحة، عن أية صدفة يتحدث حمادة وهو يدرك أكثر من غيره أن لاعبة بحجم مريم لا يعد فوزها صدفة خصوصاً وأنه سبق لها الفوز ببطولة العالم مرتين عامي 2007 و2009 ونالت لقب أفضل عداءة عالمية في سباق 1500 م خلال الفترة من 2005 إلى 2010 حسب تصنيف الاتحاد الدولي، وهي أكثر عداءة في العالم أنهت السباق تحت حاجز الأربع دقائق حيث تمكنت من ذلك في 23 مرة بفارق شاسع عن أقرب منافساتها وهي عداءة روسية تمكنت من ذلك 9 مرات، عن أية صدفة يتحدث حمادة وقد تمكنت مريم من إحراز المركز الأول في ملتقى ستوكهولم العالمي وذلك بعد أسبوع واحد من الفوز بالميدالية البرونزية الأولمبية.

وأكد سبت أن فوز مريم جمال بالميدالية البرونزية في أولمبياد لندن لم يكن ليتحقق لولا الرعاية الكبيرة التي حظيت بها من الاتحاد البحريني لألعاب القوى نافياً ما ذكره أحمد حمادة عن تجاهل الاتحاد لمريم وعدم توفير ظروف الإعداد الجيد لها للمشاركة في أولمبياد لندن قائلاً: إن هذا الكلام ينم عن جهل أو تجاهل حمادة لحقيقة الأمور التي تشير بأن مريم جمال لقيت اهتماماً فائقاً من المسؤولين في الاتحاد على مدى السنوات الماضية وبالأخص في الفترة التي سبقت المشاركة في الأولمبياد، وأنا هنا اسجل باستغراب شديد أن شخصاً يفترض أنه متابع لمسيرة ألعاب القوى البحرينية لا يعلم بأن مريم تأخرت في الدخول في بطولات الموسم الجديد بسبب الإصابة التي تعرضت لها في بطولة العالم الأخيرة بمدينة دايجو الكورية الجنوبية والتي تجددت عليها خلال مشاركتها في ملتقى الدوحة الماسي،حيث خضعت مريم الى علاج طبي مكثف وبمتابعة حثيثة من اتحاد ألعاب القوى الذي حرص على إيفاد ممثلين عنه للاطمئنان على حالتها الصحية خلال معسكرها التدريبي في مدينة أديس أبابا والعمل على رفع معنوياتها قبيل المشاركة في الدورة الأولمبية.

وأضاف : لقد قام الاتحاد بتوفير معسكر تدريبي على أعلي المستويات لمريم جنباً إلى جنب مع بقية لاعبي ولاعبات المنتخب البحريني المشارك في لندن، حيث أقيم المعسكر في مدينة (سانت موريس) السويسرية التي تعتبر الوجهة المفضلة لأبرز العدائين العالميين بسبب موقعها الجغرافي المرتفع عن سطح البحر وتوفر أفضل وسائل التدريب، حيث تخلل المعسكر مشاركة مريم في العديد من الملتقيات الدولية في أوروبا والتي ساهمت في رفع الجاهزية الفنية للاعبة قبيل دخولها في المنافسات الأولمبية وتحقيقها للإنجاز التاريخي.

وكشف سبت عن حقائق مثيرة تتعلق بالدور الذي كان يقوم به أحمد حمادة أثناء عمله كمستشار فني مع الاتحاد البحريني وبعد خروجه من الاتحاد قائلاً: للأسف الشديد فإن من يحاول التقليل من إنجاز مريم جمال تناسى أدواره السلبية التي كان يقوم بها أثناء عمله مع الاتحاد من خلال خلقه للمشاكل المتعددة بين مريم ومسؤولي الاتحاد لدوافع وأسباب لا يمكن تبريرها على الإطلاق، كما إنه وبعد خروجه من الاتحاد حاول مع غيره التأثير علينا ودفع مريم لعدم تمثيل مملكة البحرين بطريقة صادمة للغاية، لكن مريم رفضت كل تلك المحاولات انطلاقاً من تعلقها الشديد بمملكة البحرين وتفانيها في سبيل رفع علم البحرين في كافة المحافل الرياضية.

وأشار إلى أن ما صرح به أحمد حمادة ترك آثاراً سلبية في نفسية مريم جمال التي لم تكن تنتظر مثل هذا الإنكار لإنجازها التاريخي الذي أدخلها تاريخ الرياضة الخليجية من أوسع أبوابه كونها أول رياضية خليجية تحصل على ميدالية أولمبية لافتاً إلى أن مريم تعيش حالة نفسية صعبة وقررت عدم المشاركة في ملتقى لوزان الدولي وغيره من الملتقيات مطالبة الجهات المختصة في مملكة البحرين التحقيق في مثل هذه التصريحات متسائلة عن الدوافع الحقيقية وراءها ولمصلحة من يتم تعميمها على مختلف وسائل الإعلام وكأن الأمر معد مسبقاً من أجل تشويه صورة إنجازها التاريخي.

وختم سبت تصريحه بتوجيه الشكر الجزيل إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية على الدعم الكبير الذي قدمته اللجنة الأولمبية لمسيرة إعدادها من أجل المشاركة في أولمبياد لندن مشيداً بدور المسؤولين في الاتحاد البحريني لألعاب القوى وعلى رأسهم الشيخ طلال بن محمد آل خليفة في متابعة تحضيرات اللاعبة وتهيئة أفضل الظروف أمامها والتي قادتها إلى تحقيق الميدالية الأولمبية التاريخية التي تتوج مسيرة إنجازاتها المتعددة في مختلف البطولات الرياضية.