أعرب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء عن رفضه لاستغلال المناسبات أيا كانت في اشعال الفتن والإضرار باللحمة الوطنية، مؤكدا سموه الوقوف بكل قوة ضد من تسول له نفسه تقويض الأمن والاستقرار والعبث بوحدة وترابط شعب البحرين.
وأكد رئيس الوزراء لدى زيارته إلى محافظة المحرق اليوم الأربعاء أن الوطن أحوج ما يكون في هذه المرحلة من تاريخه إلى تعزيز القيم البحرينية الأصيلة التي تُعلي من شأن الوحدة الوطنية وتقوي التلاحم بالشكل الذي يدعم قدرة الوطن على مواجهة محاولات نشر الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
وقال سموه إن أهالي المحرق وشعب البحرين عمومًا هم الدرع لكل من يريد السوء للوطن ، وأن ما يحدث من تصرفات هنا أو هناك لن يغير موقفنا الثابت وعزمنا على حفظ الأمن والاستقرار وترسيخ دعائم التنمية.
وأضاف سموه إنه سعيد بهذه اللقاءات مع أهالي المحرق والتي تتجدد بصفة دورية لما للمحرق وأهلها من مكانة كبيره في نفسه، داعيا سموه أهالي المحرق إلى أن يكونوا أكثر قوة وأقوى إرادة ضد كل من يحاول النيل من نسيجهم الاجتماعي ويعمل على شق صفوفهم.
وقال سموه إننا نرفض ان يجور أي احد على أهالي المحرق او يتدخل في نسيجهم الاجتماعي، فالمحرق ليست ميدان للتجارب التي لن تنال إلا الفشل.
وشدد سموه علي ضرورة التحلى بالوعي في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وطالب بأن يعمل الجميع من أجل البناء والتنمية وحفظ الأمن، وقال "إنه بدون الأمن والاستقرار لن يكتب النجاح لأي جهد تنموي".
وأثنى سموه على أهالي مدينة المحرق العريقة وما تمثله هذه المدينة من تجسيد لقيم التعايش والتآخي المجتمعي، والتي أعطت المثال والنموذج لما يتسم به أبناء البحرين من أخلاقيات رفيعة تعكس أعلى قيم التسامح.
وقال سموه :"إن زيارتي للمحرق هي عادة نمارسها بالود والتقاليد الموروثه أباً عن جد، ومناسبة لأهنئ أهل المحرق بعيد الفطر المبارك، ولكي أطمئن علي أهلها وسلامتهم ".
وأضاف سموه : جئت للمحرق لأسجل موقفاً لأهلها التي تفيض نفوسهم بالمحبة للجميع فهم أوفياء للوطن وقيادته.
محاولات شق الصف بالمحرق "دخيلة"
وأكد سموه أن ما شهدته المحرق من محاولات لشق الصف هي دخيلة على العادات والتقاليد الأصيلة التي يتميز بها أبناء البحرين، ولقد أثبت أهل المحرق كعادتهم دائمًا أنهم حائط الصد المنيع الذي يحفظ أمن الوطن واستقراره، مشددا سموه على أن "لا أحد يستطيع أن يفرق بين أهالي المحرق ومن يحاول ذلك لن ينجح".
وأشاد سموه بأهالي المحرق ورجالاتها، معربًا عن اعتزازه وتقديره لمواقفهم الوطنية المخلصة، ومشددًا سموه على أهمية التواصل المستمر والعمل بروح العائلة الواحدة التي جبل عليها شعب البحرين.
وأكد سموه أن البلاد مرت بتجارب كثيرة وخرجت منها وهي أكثر عزما ووعيا بعدم ترك المجال لأي كان أن يتدخل في شئونها، معربا سموه عن رفضه لاستغلال المناسبات أيا كانت في اشعال الفتن والاضرار باللحمة الوطنية، مؤكدا سموه الوقوف بكل قوة ضد من تسول له نفسه تقويض الأمن والاستقرار والعبث بوحدة وترابط شعب البحرين.
وتوجه سموه بالشكر لوزير الداخلية ورجال الأمن على ما قدموه ويقدمونه من تضحيات في سبيل الحفاظ على سلامة الوطن واستقراره وحماية المواطنين وبث الطمأنينة في نفوسهم من خلال الالتزام بتطبيق القانون، قائلا سموه "إن رجال الأمن هم العين الساهرة ليل نهار من أجل الوطن والمواطن، فلهم منا كل التأييد التحية والتقدير".
واشاد سموه بما يتحلى به رجال الامن من عمق الاحساس بالواجب وسعيهم الى اقامة ميزان الامن الذي هو ركيزة أي مجتمع متحضر.
كما توجه سموه بالشكر لرجال الصحافة والاعلام على تناولهم المتزن وطرحهم لمختلف القضايا التي تهم المواطن، معربا سموه عن فخره واعتزازه بدورهم التنويري من خلال كتاباتهم التي تقدم للقراء قراءة واقعية للأحداث.
وأكد سموه أن الحكومة ماضية في ظل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى أل خليفة عاهل البلاد المفدى في استكمال ما بدأته في مسيرة التطوير والتحديث لكافة مناحي الحياة، واضعة نصب أعينها هدفًا رئيسيًا هو تلبية احتياجات المواطن من خلال منظومة متكاملة للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، وهذا لن يتأتي إلا من خلال مناخ يسوده الأمن والاستقرار.
ووجه سموه حديثه لأهالي المحرق قائلا "إن المواطن البحريني في قلبنا قبل عيوننا، وإن كان بيتي في الرفاع ولكن قلبي معكم يا اهل المحرق، ولن يقدر أحد على أن يفرق بينكم ومن يحاول ذلك لن ينجح أبدا".
وأشار سموه إلى ضرورة تغليب الصالح العام، وتعزيز التعاون بين أبناء الوطن الواحد، وإعلاء قيم الولاء والعطاء كلها أمور كفيلة بأن تحقق للبحرين الظروف التي تدفع إلى بناء مجتمع عصري متطور ينعم فيه الجميع بالرخاء وان تتجه طاقات التدمير والتخريب الى بناء مجتمع يعمه الخير والمحبه.
وحث سموه على أخذ العبرة مما يحدث في العالم والدول العربية على وجه الخصوص، والتفكر فيما آلت إليه الامور والتركيز على ما يخدم التنمية ويقوي دعائم الاستقرار في الوطن.
ودعا سموه الجميع إلى أن يكونوا على يدا واحدة في مواجهة الأيادي التي تحاول التدخل في شئون البحرين، والتصدي بقطع كل يد آثمة تتدخل في شؤون البحرين الداخلية.
ماضون في مشروعات التطوير والتحديث
وقال سموه "إننا ماضون في استكمال ما بدأناه من مشروعات للتطوير والتحديث من أجل المحرق وأهلها وللبحرين عموما، وأهم ما نتطلع إليه أن يكون ضمير المواطن مرتاح لما نقوم به من جهد".
وقد استمع سموه من الحضور إلى احتياجات المحافظة من المشروعات التنموية والتطويرية والخدمية، داعيًا سموه كافة الجهات المعنية إلى تذليل كافة الصعوبات أمام تنفيذ المشروعات القائمة والمستقبلية.
ورافق رئيس الوزاء في زيارته إلى مدينة المحرق اليوم الاربعاء، وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وكان في استقبال سموه كل من مستشار جلالة الملك للشئون الرياضية صالح بن عيسى بن هندي ومحافظ محافظة المحرق سلمان بن عيسى بن هندي ، وعدد من أعضاء مجلس المحرق البلدي وعدد من وجهاء ومواطني المحرق.
ومن جانبه، أشاد معالي الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بزيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر لمحافظة المحرق ، وبحرص سموه على متابعة كل ما يحدث في البلاد وتواجده الدائم في مختلف المواقف والأحداث.
وأكد أن إشادة سموه برجال الأمن ودعمه المستمر لهم واعتزازه بدورهم هو وسام على صدورهم، وأن عطاء سموه المستمر ونصائحه السديدة هي دافع للجميع نحو بذل مزيد من الجهد.
ومن ناحيته، أكد سلمان بن عيسى هندي محافظ محافظة المحرق أن زيارة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر ليست بغريبة، فسموه دائما متواجد في موقع الحدث، معربًا عن خالص الولاء والمحبة التي يكنها أهالي المحرق جميعا لسموه، وقال إن الجميع تداعى لاستقبال سموه اليوم لما يكنونه من محبه وولاء لسموه.
من جهتهم أكد أهالي المحرق على خالص محبتهم وولائهم مجددين العهد والولاء بأن يظلوا دائما أوفياء للوطن داعمين له في مختلف المواقف.