حاورته ـ سارة البدري:
أكد الرئيس التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي د.وليد المانع أن المجمع يجــــــــري 50 ألـــــف عمليــــة جراحية سنوياً بنجاح من دون وجود أي خطأ طبي، مشيراً إلى أن نسبة إشغال المستشفى وصلت إلى 90% وهـــــــي النسبـة الطبيعية للإشغال قبل الأحداث، معتبراً ذلك دلالة على عودة ثقة المواطنين بالسلمانية.
وقال في لقاء أجرته «الوطن»: لا ننكر حدوث انتكاس في الأعداد التي تزور المستشقى وقت الأحداث ولكن بعد قرابة شهرين من ذلك وصل مجمع السلمانية الطبي إلى معدلات الإشغال الطبيعية.
وأضـاف: إن هناك 800 - 1000 مريض يومياً يزور المستشفى، و12 - 20 شخصـــــــاً ينتظـــــــــــــرون الأسّــرة يوميـــــــاً، و1000 مريــــــض يزورون العيادات الخارجية يومياً، مما يؤكد أن ثقة المرضى والمواطنين بمجمع السلمانية عادت.
وفيما يأتي نص اللقاء:
مواطن القصور
^ كيف يتعامل مجمع السلمانية الطبي مع ملاحظات المواطنين؟
- المريض مهم جداً بالنسبة لوزارة الصحة عموماً، فالأولوية دائماً له، ويتم وضع استراتيجية المستشفى أيضاً وفقاً لاحتياجات المرضى، واستحدثت وزارة الصحة العديد من القنوات كمكتب علاقات المرضى الذي يعنى بكل ما يتقدم به المريض من شكاوى أو اقتراحات أو تعقيبات، أو حتى ثناء على الخدمات، كما يحتفظ هذا المكتب بالتاريخ المرضي للمريض بالكامل، بالإضافة إلى الشكاوى التي تقدم من المرضى فإنها تدون بالتفاصيل ومن ثم تدرس وتتوزع على الأقسام المعنية، ومن المفيد أن نذكر أن المريض عادة ما يقدم الشكوى لأقرب شخص يراه أمامه سواء كان طبيباً أم ممرضاً، ومن ثم يحوله هؤلاء إلى مكتب علاقات المرضى، ثم بعد ذلك تحرر الشكوى هناك، وهنا نود أن ننوه إلى أنه إذا لم تحرر الشكوى في مكتب علاقات المرضى لن يتم اتخاذ أي إجراء بشأنها، ثم يرفع مكتب علاقات المرضى الشكاوى إلى الأقسام المعنية ومن ثم يتم تحويل القرار إلى الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات والذي بدوره وبحسب لوائح ديوان الخدمة المدنية يعين لجنة للتحقيق في الموضوع، فتلتقي بالمريض وتعاين حالته الصحية لمعرفة الأمور المترتبة على هذا الخطأ، ولابد من الالتفات إلى أن إجراءات ديوان الخدمة المدنية عادة ما تكون إدارية تتعامل مع مشكلات الأقسام، وليس لها أية علاقة بتعويض المرضى.
وإلى جانب مكتب علاقات المرضى توجد لجنة المرضى والوفيات التي تعاين جميع الحالات التي أصيبت بتعقيدات أو مشكلات بعد إصابتها بالمرض، وترصد اللجنة جميع الحالات وتتخذ الاجراءات اللازمة لمعرفة مواطن الضعف أو القصور.
^ وإذا حدثت وفيات يشك ذوو المريض المتوفى أنها حصلت نتيجة خطأ الطبيب؟
- بالنسبة للوفيات تحقق اللجنة، أيضاً، في كل حالة وفاة تكون مصحوبة بالشك بحدوث خطأ طبي من دون أن يقدم أهل الحالة طلباً بذلك، كما تضمن لجنة مكافحة العدوى في المستشفى عدم انتقال أي نوع من أنواع العدوى إلى المرضى أو الزائرين، وهناك أسس عالمية تتبعها هذه اللجنة في أداء عملها، كما أود أن أؤكد أن عمل اللجنة، في الغالب، لا يتجاوز الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والمتفق عليها عالمياً.
«المهن» تراقب الطب
^ ما الإجراءات المتخذة في حال ثبت وجود أخطاء طبية في السلمانية؟
- تجرى في مجمع السلمانية الطبي سنويــــــاً 50 ألــــف عمليـــــة جراحية من دون أخطاء طبية، ولكن هذا لا يعني تجاهلنا لموضوع الأخطاء الطبية فهناك لجنة تسمى «أخلاقيات مهنة الطب»، وهي المعنية بجزء من هذه الأخطاء، فقد يكون الخطأ ليس طبياً، بل أخلاقياً، بمعنى التعامل مع المرضى بأسلوب غير لائق، وبالنسبة لحدوث الأخطاء الطبية فقلما يتم رصد مثل هذه الأخطاء بمجمع السلمانية الطبي، والأخطاء قد تكون متعمدة أو غير متعمدة ناتجة عن إهمال أو خطأ في نتائج الفحوصات والتحاليل، وفي الغالب تحول هذه المواضيع إلى النيابة العامة والتي بدورها تتخذ الإجراءات المناسبة، ونحن كإدارة قد نتخذ بعض الإجراءات كنقل الموظف من قسم لآخر أو خصم مبلغ من راتبه الشهري وفقاً للوائح ديوان الخدمة المدنية، وسأضرب مثالاً، إذ حدثت بعض التجاوزات في التعامل مع المرضى ايام الأزمة إضافة إلى أعمال أخرى كالتجمهر، وتم اتخاذ العديد من الإجراءات بشأن من ارتكب هذه الأعمال، وكان لدينا، في السابق، مكتب شكاوى المواطنين يتبع وزارة الصحة. أما الآن، فأصبح تابعاً لهيئة المهن الطبية، التي تراقب العمل الطبي وكل ما يتعلق به في القطاعين العام والخاص.
ثم تنظر الهيئة في الشكاوى المقدمة من المواطنين ومن ثم تعين لجنة محايدة من خارج المستشفى للتحقيق في موضوع الشكوى، وإذا ثبت وجود معاملة سيئة للمرضى قد تصل العقوبة إلى تعطيل الهيئة بعض تراخيص الأطباء أو قد تسحبها وفي هذه الحالة لن يتمكن الطبيب من ممارسة عمله كطبيب، ولابد أن نعرف أن من حق المريض تقديم الشكوى إلى أقرب مركز شرطة إذا كان هناك خطأ مباشر كالسب والقذف بينه وبين الطبيب.
عودة الثقة
^ كيف يواجه مجمع السلمانية الطبي مشكلة عدم ثقة بعض المواطنين به بعد االأحداث التي تعرضت لها البحرين؟
- لا نتجاهل عدم ثقة بعض المواطنين بالمجمع، بعد الأحداث، ولكن نود أن نشير إلى أن عدد العاملـــــــــــين في المجمــــــــــــــع 5200 موظف، معظمهم أثبتوا جدارتهم وإخلاصهم للعمل خلال فترة الأزمة، فهمهم الأول كان خدمة المريض من دون الاكتراث لأي انتماءات طائفية أو سياسية بالرغم من صعوبة الوضع، ولم يؤثر الشحن الطائفي وحجم المشكلة آنذاك على علاج المرضى في السلمانية، إذ فتحنا الخط لتلقي شكاوى المواطنين ومعرفة حجم المشكلة ولكن لم تكن هناك شكاوى كبيرة تذكر تتعلق بالطائفية، ومجمع السلمانية ليس مكاناً لاحتجاز المرضى، ويتم علاج الجميع بالكامل حتى أولئك المتورطين في بعض الأعمال الاجرامية بعيداً عن السياسة فالمستشفى ليس للتربص بالمرضى.
معدلات إشغال طبيعية
^ لكن انتكاساً واضحاً حصل في المجمع وتراجع عدد زائريه؟
- لا ننكر حدوث انتكاس في الأعداد التي تزور المستشقى وقت الأزمة ولكن بعد قرابة شهرين من الأزمة وصل مجمع السلمانية الطبي إلى معدلات الإشغـــال الطبيعيــــــة فهنـــــاك 800 -1000 مريـــــــض يومياً يزور المستشفــــــى، و12 - 20 شخصـــــــــــــاً ينتظرون الأسّرة يومياً، و1000 مريض يزورون العيادات الخارجية يومياً، إذ وصلت نسبة إشغال المستشفى إلى 90%، وهذا كله يؤكد أن ثقة المرضى بالسلمانية عادت.
5% غير راضين
^ ما تعليقكم كإدارة على عدم رضى بعض المواطنين عن الخدمات المقدمة في المجمع؟
- نحن ننظر إلى جميع ملاحظات المرضى على أنها فرص لتحسين الأداء، فنحن ننتظر شكاوى المواطنين وانتقاداتهم لأننا لن نتعرف على أخطائنا من دون ملاحظات المواطنين، وخصوصية المريض تمنعنا من الرد على الكثير من الحالات بنحو رسمي إلا أننا لا نتجاهل أي حالة، ونطلب من جميع المرضى إبلاغ مكتب علاقات المرضى بجميع المشكلات التي يتعرضون لها في مجمع السلمانية الطبي لأن الطبيب لن يؤاخذ إذا ارتكب خطأ طبياً ولم يقدم المريض أي شكوى رسمية ضده، ولكن يجب أن نعلم أن مجمع السلمانية الطبي على وشك أخذ الاعتماد الكندي للخدمات الطبية، كما نريد أن نطمئن الجميع إلى أن المستشفى يقدم أفضل الخدمات للمرضى ولا توجد أي مشكلات طائفية فيـــــه، وإذا قلنـــــا أن هنــــــاك 5% من المرضى غير راضين عن الخدمات فهذا الأمر طبيعي جداً، ففي أرقى مستشفيات العالم يجب أن تكون هناك نسبة من المرضى غير راضية عن الخدمات المقدمة.