حذّر المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والدبلوماسي الأميركي من أصل لبناني وليد معلوف، من عملية إنتقامية سيقوم بها "حزب الله" في حال انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد "الجيش السوري الحرّ"، سيكون لبنان والبحرين مسرحها، وذلك في معرض شهادته أمام الكونغرس الأميركي.
وذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية اليوم الخميس أن معلوف شدد خلال جلسة الإستماع إلى تطبيق تقرير "اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق"، أمام لجنة " ذا توم لانتوس" لحقوق الإنسان في غرفة البرلمان في الكونغرس الأميركي، على أنّ التطورات الأمنية في البحرين مرتبطة بالنزاع الإقليمي بين إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، وهما نظام الرئيس السوري بشار الأسد و"حزب الله" في لبنان من جهة، والدول العربية المتحالفة مع الغرب، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى.

إذا انهار نظام الاسد فإن استقرار البحرين بخطر
ووسط استمرار التصعيد الذي يرافق النزاع الداخلي في سوريا، رجّح معلوف ، أنّه إذا ما انهار نظام الأسد على يد "الجيش السوري الحر"، فـإنّ "استقرار وأمن البحرين سوف يكونان عرضة لمزيد من الخطر من المعارضين الذين تستخدمهم إيران و"حزب الله" لخلق حال من عدم الإستقرار لدول الخليج".
وشدد معلوف، وهو المدير السابق للدبلوماسية العامة لشؤون الشرق الأدنى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية( USAID)، على أنّ "حزب الله" بصفته امتداداً لنفوذ إيران، قادر فوراً على خلق حال من عدم الإستقرار في البحرين ولبنان على حد سواء، إنتقاماً لسقوط الأسد.
وفنّد معلوف الوقائع التي تثبت العلاقة بين ما يسمى المعارضة في البحرين و"حزب الله".
وذكّر بأنّ رئيس جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" المعارضة في البحرين علي سليمان، كان التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كانون الثاني الماضي،(لقاء نقلته قناة "المنار")، وأظهر العلاقة الوثيقة بين "حزب الله" وجمعية "الوفاق"، وشدد خلاله نصرالله على أهمية التضامن بين الجماعتين. أعقبه تقديم نصرالله في آذار 2012 دعماً هاماً للمعارضة البحرينية في خطاب متلفز.
إلى جانب ذلك، أشار معلوف إلى تلقّي عدد من شبان المعارضة البحرينية تدريبات تحاكي أسلوبي تنظيم "القاعدة" و"حزب الله".
وقال: "هم يقومون بالزحف تحت الأسلاك الشائكة، ويقلّدون العسكر في مشيتهم، ويطلقون النار، ويحدثون إنفجارات لتسليط الضوء على انعدام الخوف لديهم". وأضاف: " هم يريدون أن يبرهنوا قدراتهم على تخطّي أي تحدٍّ، مبدين إستعدادهم للموت والقتال".
وكشف معلوف عن تقرير سري رفعته الحكومة البحرينية إلى الأمم المتحدة، تضمّن أدلة محددة، تشير إلى تلقّي مواطنين بحرينيين تدريبات في معسكرات لـ"حزب الله" في سوريا.
وأبدى معلوف تساؤله حيال التناقض في سلوك الأمين العام لـ"حزب الله"، بدعم النظام الديكتاتوري في سوريا ضد إرادة الشعب الذي يريد حكماً أفضل، ووضع دستور أكثر ديموقراطية للبلاد، في حين يساند في الوقت عينه شيعة البحرين ضد حكومة المنامة.
وذكّر بطرد البحرين 20 مواطناً لبنانياً على صلة بحزب الله في نيسان 2011، من دون إغفال النزاعات الدبلوماسية بين حكومتي بيروت والمنامة، بسبب سلوك بعض المواطنين اللبنانيين في المملكة.

ما جرى في البحرين ليس ثورة

ورفض معلوف إعتبار ما يجري في البحرين ثورة شعبية. وقال: "الوضع في البحرين لا يقترب من الربيع العربي". خلق عدم الإستقرار في هذه الدولة الصغيرة والمسالمة والمتنوعة والحليف القوي للولايات المتحدة هو خطوة سياسية من طهران وجيشها بالوكالة (حزب الله)، يُراد منها استخدام أبناء البحرين من الطائفة الشيعية لخلق الفوضى في دول مجلس التعاون الخليجي.
وعلى غرار ما يجري في لبنان، الدولة الصغيرة والمسالمة، توقّع معلوف أنّ "حزب الله" ينتظر الفرصة السانحة للإستيلاء عليها عسكرياً.
وختم قائلاً: "كنا نظنّ كلبنانيين وبحرينيين أنّ الامين العام لحزب الله سيستخدم ترسانته من الأسلحة تجاه إسرائيل، لكن للأسف، يبدو أنّه وجهها نحو لبنان والبحرين".