قال الدكتور أنس الحجي كبير الاقتصاديين في "ان جي بي كابيتال انريجي" في هيوستن إن مرشح الرئاسة الأمريكية، الجمهوري ميت رومني (Mitt Romney) يقوم مساء اليوم بتفصيل خطته لتحقيق الاكتفاء الذاتي للولايات المتحدة في مجال الطاقة بحلول عام 2020.

وأضاف أن الإطار الأساسي لهذه الخطة يكمن في زيادة التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي سواء في الأراضي أو المياه الأمركية.

وبيّن الحجي أن هذه الخطة تعتبر بالنسبة للمرشح الجمهوري ركيزة برنامجه الاقتصادي الهادف لخلق 12 مليون وظيفة خلال 4 سنوات. ويضيف "أنه بحسب رومني سيكون بمقدور قطاع النفط والغاز خلق 3 ملايين وظيفة إذا تم إعتماد خطته لزيادة الإنتاج".

ورأى أن أبرز ملامح خطة رومني هي السماح لكل ولاية بإدارة منشآت ومشاريع الطاقة القائمة على أراضيها، حيث إن الإشراف على هذه المشاريع حكرٌ حاليا على الحكومة الفيدرالية.

وتوقع الحجي أن تَلقى خطة رومني معارضة قوية من قبل مناصري البيئة نظرا لاعتمادها الاساسي على زيادة إنتاج النفط والغاز والفحم.

ويأتي هذا الخطاب المرتقب لرومني بعد يومين من الاجتماعات مع مسؤولين في شركات النفط الأمريكية.

ومن جهة متصلة، قال أنس الحجي لـ"قناة العربية" إن أمريكا تعيش ثورة في قطاعي النفط والغاز وتحاول قلب الموازيين، فقد كان إنتاج النفط والغاز في انخفاض مع زيادة إستيرادها من هذه المواد، في ما اليوم إنقلب الوضع رأسا على عقب بعد زيادة إنتاج النفط والغاز وكذلك الاحتياطي لهما كما أنه انفخضت واردات أمريكا، مؤكدا أن أمريكا قريبا قد تتحول الى مصدرة للغاز خلال السنوات القليلة القادمة وبالتالي نحن نطلق عليها "ثورة".

وحول ما يقال عن أن أمريكا ستستغني عن نفط الخليج والدول العربية مستقبلا وتستقل بذاتها، أوضح الدكتور أنس أنه "كلام سياسي" فقط لإرضاء بعض الناس في الولايات المتحدة، لكنه كلام مناف للواقع، خصوصا وأن أمريكا تستورد يوميا ما بين 8 إلى 9 ملايين برميل يوميا من النفط، وهي كمية ضخمة.

وأكد الحجي أن النفط الذي ينتج في الولايات المتحدة هو نفط عالي الجودة من أنواع النفط الخفيف، وقدرة المصافي في أمريكا لا تتناسب ونوعية هذا المنتج، ولذلك ستصدر الولايات المتحدة النفط الخام الخفيف وتظل تستورد النفط الثقيل ومن هنا ستبقى تعتمد على نفط الخليج والوطن العربي.

وأضاف أن المشكلة الان هي أن هنالك قوانين أمريكية تمنع تصدير بلادها النفط الخفيف إلا عبر الاسكا، ففي عهد الرئيس كلينتون تم السماح لألاسكا تصدير النفط الخفيف لدول العربية، في ما يحظر على ولايات أخرى، متوقعا أن إنتاج الحقول الامريكية الهائل سيخفض من أسعار النفط في أمريكا، مقارنة بالاسعار العالمية وستزيد من المخزون، مما يجبر الرئيس المقبل على منح المنتجين القدرة على تصدير النفط الخام.

وقال الحجي "لو نظرنا لواردات أمريكا خلال الشهور الماضية، نجد انها انخفضت من الجزائر ونيجيريا وزادت من السعودية، ولذلك أفريقيا المتضررة، وليس دول الخليج".

وبين أن سياسات "رامني" أو السياسات المماثلة خلال الـ50 عاما الماضية، من أساسياتها تنويع الواردات، فمن غير صالح أمريكا وقف وارداتها من الشرق الأوسط والإعتماد على دول مثل فنزويلا ونيجيريا وكلاهما لديهما مشاكل سياسية ضخمة جدا ومن هنا ظل تنويع الواردات من أعمدة سياساتها، مؤكدا أن واردات الشرق الأوسط ستبقى "مهمة جدا" بالنسبة لهم.

وأكد الحجي أن الأمر الآخر، هو في حال وجود الكوارث أو مشاكل للدول النفطية، فان الدولة الوحيدة التي تستطيع سد فراغ الكميات الناقصة هي السعودية ، مشيرا الى أنه أكد في وقت سابق "طالما هناك أعاصير في خليج المكسيك ستظل أمريكا تعتمد على النفط السعودي".

وأضاف "في ما السبب الآخر هو أن النفط السعودي آمن مقارنة بدول نفطية أخرى في المنطقة".

وحول أسعار النفط ووصول سعر خام برنت الى مستوى 116 دولار، قال إن هنالك مشاكل فنية في بعض المصافي بسبب الصيف، لكن مع إنخفاض درجات الحرارة ستنفخض الاسعار.

وحول إنتاج السعودية والوصول إلى مستوى 10 مليون برميل يوميا، قال الحجي إن المملكة قادرة على إنتاج من 9.5 الى 10 مليون برميل يوميا طويلا، وقد يؤثر ذلك على التكاليف نوعا ما، لكن طالما أسعار النفط ما بين 90 و100 دولار فهو أمر جيد.

وعن تنقيبات أرامكو، قال الحجي "التركيز اليوم على النفط والغاز غير التقليديين، ومن المحتمل وجوده في السعودية ودول المنطقة وإذا ما تم اكتشاف ذلك فستكون استثمارات جيدة وفي محلها".