قال رئيس مدرسة الأمن العام لتدريب السياقة بالإدارة العامة للمرور الرائد راشد خالد، إنَّ:» شوارع البحرين شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الدراجات النارية وصلت إلى 8 آلاف دراجة نارية تقريباً، موضحاً أنها أضحت وسيلة انتقال وهواية سريعة الانتشار».

وأضاف الرائد راشد، في حوار مع مجلة «الأمن»، أنَّ «الدراجات النارية، ظهرت في الآونة الأخيرة بشكل واضح، لتأخذ موقعها ضمن المنظومة المرورية، وتؤثر بدورها في تغيرات السلامة المرورية، موضحاً أنَّ الدراجة النارية سلالة تطورات من الدراجة الهوائية أخذت تتطور بشكل ملحوظ من أول ظهور لها عام 1800 على يد المخترع الألماني جوتليب ديلمر، وسرعان ما ظهرت حوادث الدراجات النارية والمخاطر المهددة منها جراء استغلالها، وأصبحت تضاف إلى أجندة الحوادث المرورية في العام»..

•هل لنا أن نتعرف على إحصائية بأعداد الدراجات النارية المسجلة بالإدارة العامة للمرور؟

مملكة البحرين شهدت طفرة كبيرة في استخدام الدراجات في السنوات الأخيرة بشكل واضح لدى الجميع، فلو رجعنا إلى إحصائيات الإدارة العامة للمرور نجد طفرة كبيرة في أعداد الدراجات المسجلة والمستخدمة على الشوارع من عام 2001، حيث كان عددها المسجل 2352 دراجة مروراً إلى عام 2002 بـ 2279 وعام 2003 بـ 2650 دراجة وعــــــــــام 2004 بـ 3015 لتستمــــــــــــر الزيادة حتى عــــــــام 2011 لتصـــــــل إلى 8120 دراجــــــة مسجلـــة بذلك زيادة مطردة.

وماذا عن شروط الحصول على رخص قيادة الدراجات النارية؟

الشروط لا تختلف كثيراً عن شروط الحصول على رخص المركبات والمتمثلة في أن لا يقل العمر عن 18 سنة ميلادية، واجتياز فحص النظر وعدم وجود إعاقة تحول دون القدرة على قيادة الدراجة، ومن ثمَّ يتقدم الراغب في الحصول على رخصة الدراجة إلى فرع إصدار رخص تعلم السياقة، للحصول على رخصة التعلم ومن ثم الخضوع للمحاضرة النظرية في قواعد السير، التي تتمثل في الأنظمة والقواعد التي تنظم سير الدراجات على الشوارع، بعد ذلك يبدأ برنامج التدريب والذي يستغرق عشر ساعات يتخللها محاضرات عن كيفية السيطرة والتحكم في الدراجة، وأساسيات وطرق قيادة الدراجات النارية وهي خطوة مهمة لمعرفة الملابس والأغطية الوقائية والجلسة المناسبة وغيرها من القواعد الأساسية الضرورية لقيادة الدراجات النارية، كذلك كيفية رفع وتثبيت الدراجة وكيفية وضع الدراجة على المثبت، وكيفية استخدام المثبت الجانبي انتقالاً إلى كيفية قيادة الدراجة ورفعها في حالة السقوط، كذلك يتم شرح أجزاء الدراجة للمتدرب وبيان أساسيات التحكم في الدراجة وكيفية التحكم في جهاز تعشيق التروس «مغير السرعة».

كما يتم تدريب المتدربين على عملية استخدام الفرامل بشكل آمن يحفظ التوازن وبنسب عالمية لضمان عدم تدهور الدراجة، وذلك عن طريق استخدام الفرامل الأمامية بنسبة 75% والفرامل الخلفية بنسبة 25%، كذلك يتم شرح الأجهزة الدقيقة كافة في الدراجة والفحص الدوري، والتأكد من نسبة الوقود والزيوت والمبرد وسلامة الإنارة والمرآة الكاشفة للطريق، وبذلك تنتهي المرحلة الأولى من التدريب.أما المرحلة الثانية وهي التدريب العملي ويستمر لمدة خمسة أيام بمعدل ساعتين في اليوم من خلال التدريب على دراجة نارية من حجم 250 سي سي، وفي هذه المرحلة يتم التدريب على تحريك الدراجة والسيطرة عليها واستخدام الفرامل والقيام ببعض المناورات والتدريب العملي داخل المركز كون المركز بيئة مرورية مصغرة مزودة بكافة العلامات والإشارات المرورية وذلك لمدة ساعتين، بعد ذلك تبدأ الخطوة الثالثة من خلال الخروج للشوارع العامة للتعامل مع المتغيرات المرورية كافة، وذلك لمدة أربع ساعات بمعية أحد المدربين التابعين للمدرسة، حيث يعتني المدرب بأربع أصحاب في آن واحد يتم التنقل بهم لقياس مدى قدرتهم على التعامل مع الحركة المرورية. وفي هذه المرحلة يتم التركيز على بعض المهارات الأساسية في قيادة الدراجات، ومنها كيفية الانتقال من مسار إلى آخر واستخدام المرايا الجانبية والملاحظة الخلفية بواسطة لف الرأس للخلف، وكيفية إكمال التجاوز الصحيح والرجوع للمسار المناسب، والاستخدام السليم للإشارات الضوئية والإشارات اليدوية، والوقوف العادي والوقوف الطارئ والتعامل مع البيئة المرورية والتحليل السريع للفعل ورد الفعل، وكيفية الدورات والتعامل مع الدراجة في مختلف المتغيرات الجوية ومختلف السرعات وأشكال سطح الطريق.

ما المقصود بتحليل ورد الفعل؟

يعني أنه يجب على قائد الدراجة أن يحلل تصرفات قائدي المركبات لتفادي التصادم، إضافة إلى الحرص من مفاجآت الطريق والتعامل مع المعطيات المرورية، وفق أسس تؤمن السلامة لقائدي الدراجة وباقي مستخدمي الطريق، وهذا يعني أنه يجب الإدراك بأن الدراجة تعتبر كمركبة تعامل كباقي المركبات، ويجب على قائديها الإلتزام بالأنظمة والقواعد المرورية، فيما تتمثّل الخطوة الرابعة والأخيرة، في اجتياز امتحان السياقة.

وبطبيعة الحال فإنَّ القيادة الآمنة تتطلب أنْ يعلم السائق أن السلامة المرورية التي وجدت من أجل تحقيق هذه الغاية وذلك بشكل عام، أما بشكل خاص فهناك أمور فنية لابد من أنْ تتوفر في الدراجة لضمان سلامة مستخدميها، فيجب فحصها مرة واحدة كل أسبوع على الأقل قبل بدء الرحلات الطويلة، ويشتمل هذا الفحص على المكابح والأجزاء الداخلية وضغط الإطارات ومستوى الزيوت والبطارية والسائل الهيدرليكي وسلسلة الجنزير»السنجل»، لأنَّ توافر وسائل المتانة والسلامة تضمن تحقيق السلامة بشكل أفضل.

برأيكم كيف يمكن للسائق حفظ التوازن والوعي بالمخاطر؟

إن التحكم بالدراجة النارية يختلف كلياً عن السيارة، فعند دوران عجلات الدراجة تصبح مثل وحدات الموازنة التي تؤمن الاستقرار للمركبة، فالأمر يشبه بدرجة كبيرة قيادة الدراجة الهوائية، كما يجب على قائد الدراجة الوعي بالمخاطر والمسافة المقطوعة والحالة الفنية للطريق، وباقي مستخدمي الطريق كونهم شركاء في الطريق ولهم دور بارز في الحفاظ على سلامة مستخدمي هذا النوع من المركبات إنْ صح التعبير، ومن الوسائل المهمة في هذا الشأن الخوذة والألبسة المناسبة وهناك العديد من الخوذات التي يمكن استعمالها، ولكن هناك نوعان رئيسيان بضمان نوعين فرعيين آخرين: أولهما النوع الكامل الذي يمتد حتى مقدمة الفك والآخر الذي يطلق عليه الخوذة المفتوحة وهي ذات النوع لكنها لا تحمي الفك ويدخل ضمن هذه الشروط التقيد بالسترة والبنطلون، وذلك مع ضرورة التركيز على اختيار النوع الملائم لدرجة الحرارة السائدة وقت استخدام الدراجة، كذلك القفازات والأحذية والتي تحمي الكاحلين في حالة الاصطدام، كما هو الحال لحماية السمع من خلال سدادات الإذن يبقى علينا التحدث عن المسؤوليات الاجتماعية والمتمثلة في الانتباه للسائقين الآخرين والمشاة، خصوصاً فئة الأطفال وكبار السن وسائقي الدراجات الهوائية وباقي مستخدمي الطريق، كذلك أهمية أنْ يكون لقائد الدراجة خبرة ولو بسيطة في الإسعافات الأولية والحوادث، وذلك للمساعدة وقت الحاجة وفي الحالات الطارئة.

هل من نصائح تود أن توجهها إلى مستخدمي الدراجات النارية؟

أولاً: ضرورة التقيّد بالقيادة الوقائية للدراجة النارية، من خلال عدم الانشغال بغير الطريق واليقظة في القيادة وملاحظة حركة المرور والتعامل مع أي موقف مفاجئ، كذلك على سائق الدراجة النارية عدم السماح لنفسه بأنْ يكون سبباً في وقوع حادث ما، وهنا ينصح باستخدام الأنوار طوال اليوم كذلك الإعلان عن وجهته مبكراً وبإشارات صحيحة وترك مسافة أمان والتنبؤ بوقوع الخطر في أي وقت والتسامح والتعاون مع باقي مستخدمي الطريق. وأخيراً التقيد بالأنظمة والقواعد المرورية متمنياً للجميع السلامة المرورية في كافة تحركاتهم.