قال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة بالمنامة فضيلة الشيخ فُؤاد عبيد إن كبار الإرهابيين والذين يأمرون الشباب المراهق بالخروج ورمي الناس بالزجاجات الحارقة «المولوتوف» وإغلاق الطرقات والشوارع بالحجارة وبراميل القمامة والأخشاب المشتعلة، لا يزجون بأولادهم ولا أحفادهم في مثل هذه الأعمال المذمومة والشائنة والمكروهة بل أبناؤهم إما مختبئون في بيوتهم أو يدرسون خارج البلاد في أوروبا أو إيران أو العراق أو لبنان أو الدنمارك، لضمان سلامتهم وإبعادهم عن كل هذه الأعمال الإرهابية «المرفوضة»، بينما يحضون أبناء الوطن «صغاراً وكباراً» لمعركة خاسرة في الشوارع.

وأوضح الشيخ فُؤاد عبيد، في خطبة الجمعة أمس تحت عنوان «مسألتان إرهابيتان»، أن هناك مسألتين تلفتان النظر في ما يقوم به شباب في عمر الزهور عندما يقطعون الطرقات بالإطارات المشتعلة مبتهجين لما يصيب مستخدمي الطريق من ضيق وقهر وإزعاج وتعطيل مصالحهم، والمسألتان هما «أين أولاد المحرضين؟»، و»الأسرة مسؤولة عن انحراف الشباب».

وأشار إلى أن هؤلاء الشباب - بعملهم الشائن هذا – يثبتون أنهم لا دين لهم ولا قيم ولا أخلاق أو إنسانية، كما يؤكدون أنهم بقيامهم بهكذا أعمال حقدهم على الناس جميعاً دون استثناء.

وأضاف «وا أسفاه على شباب البحرين يموتون بلا هدف ولا غاية نبيلة ولكنهم يتدافعون للموت لا دفاعاً عن وطنهم.. وتراب وطنهم ولكن للعبث والفوضى وإشاعة الرعب والخوف في قلوب المواطنين والمقيمين وتعطيل وإزعاج وحرق العباد والبلاد. ولا أدري ماذا كان يتوقع من حرضهم و دفع لهم نقوداً ليقوموا بما قاموا به!؟».

وتساءل الشيخ عُبيد «هل يعتقد أنه يصنع أبطالاً يتباهون بارتكاب هكذا معصية لا غفران لها!؟، «أم يتخذهم مطية ليعلو بها و يرتفع على حساب أرواحهم و معاناتهم؟!»، مبيّناً أن «العتب كل العتب لا على هؤلاء الشباب المغرر بهم فقط ولكن على [آبائهم وأمهاتهم] الذين فشلوا في تربيتهم التربية الإسلامية السوية في المحبة و الوئام و التعاون و التعاضد والمحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية».

ووجه الشيخ عُبيد «نداء لمثل هذه الأسر أن تراقب أبناءها وبناتها قبل أن تفجع بموتهم أو إصابتهم بعاهات مستديمة.. فالله الله في أولادكم واحرصوا على تربيتهم التربية السليمة الصحيحة البعيدة عن الحقد والبغضاء وكراهية أبناء الوطن فأنتم مسؤولون عنهم أمام الله - تبارك وتعالى - يوم القيامة».

وأضاف «واعلموا أنه من كمال الدين أنه اهتم بجميع مجالات الحياة التي يحتاجها الإنسان، ومن ذلك أنه أوجب على كل إنسان القيام بالمسؤولية التي أنيطت به بحسب موقعه ومكانته، وقد اشتمل الحديث الشريف: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) على جانب كبير من ذلك، بحيث ألقى المسؤولية على كل مُكلف فيما هو تحت رعايته، وبالتالي حمله إثم التقصير في رعاية ما استرعاه الله عليه».