بنا - يوجه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، يوم غد الإثنين رسالة إلى المنتدى الحضري العالمي السادس الذي يعقد في مدينة نابولي الإيطالية، تتضمن الجهود الخيرة التي تبذلها مملكة البحرين في مجال التنمية الحضرية المستدامة، والتحديات التي يواجهها العالم وبصفة خاصة الدول النامية وأهمية تضافر هذه الجهود لضمان حياة أفضل للحاضر والمستقبل.
ويتناول سموه النجاحات التي حققتها البرامج الحكومية والخطط التنموية التي أولت قضايا التنمية الحضرية، اهتماماً متزايداً مما ساهم في تحقيق النهضة الشاملة التي تشهدها مملكة البحرين.
وتشارك مملكة البحرين بوفد رفيع المستوى، يضم ممثلين عن عدد من الوزارات والهيئات الحكومية، في أعمال المنتدى الحضري العالمي السادس الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل”، وتستضيفه مدينة نابولي الإيطالية خلال الفترة من 1 إلى 7 سبتمبر 2012 تحت شعار “مدن المستقبل” بحضور ممثلين عن 114 دولة.
وتأتي مشاركة مملكة البحرين في هذا المنتدى العالمي في إطار ما توليه المملكة من اهتمام كبير بدعم قضايا التنمية الحضرية والبشرية، وشراكتها مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية “الموئل”، إضافة إلى أن المنتدى، في ظل الحضور الدولي الواسع، يمثل فرصة لإطلاع الدول المشاركة على الجهود التي تبذلها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، وهي الجهود التي تنطلق من رؤية متكاملة تهتم بتعزيز البنية التحتية، والارتقاء بمعدلات التنمية، وجودة مستوى الخدمات التعليمية، والصحية، والإسكانية، ومستوى المعيشة، وغيرها.
وينقسم الموضوع الرئيس للمنتدى إلى أربعة مواضيع، هي:« التخطيط الحضري “المؤسسات والتشريع وجودة الحياة”، والمساواة والرخاء في المدن، وتوزيع الثروة والفرص، وإنتاجية المدينة “المدن المبتكرة والمنافسة والطاقة والبيئة”، وسيشهد المنتدى إقامة حوالي 120 فعالية تتعلق بالجلسات الرئيسة للمنتدى، و12 اجتماع طاولة مستديرة وورش عمل، بالإضافة إلى معارض مفتوحة للعامة”.
ويعبر اهتمام مملكة البحرين بالمشاركة بصورة دورية في أعمال المنتدى الحضري العالمي الذي يقام كل عامين، عن الحرص الذي توليه المملكة في دعم كافة الجهود التي تعزز من الشراكة الأممية في مجال التنمية المستدامة، وهو ما يحرص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على تشجيعه باستمرار من خلال تحفيز ودعم الجهود المبذولة من أجل توفير مقومات الحياة الكريمة ورفاهية الإنسان في كل مكان.
وتكتسب مشاركة مملكة البحرين في أعمال المنتدى أهمية كبيرة باعتباره ساحة لتبادل الأفكار والتجارب بين الدول المشاركة، لاسيما وأن لدى البحرين تجربة رائدة وفريدة في مجال التنمية البشرية أهلتها لأن تكون في صدارة تقارير التنمية البشرية إقليمياً ودولياً لسنوات متتالية، كما إنها تمكنت بفضل السياسات الحكيمة للقيادة الحكيمة من تحقيق غالبية أهداف الألفية الإنمائية، والتي على إثرها منحت الأمم المتحدة سمو رئيس الوزراء في سبتمبر 2010 جائزة تحقيق الأهداف الإنمائية إقراراً بمساهمات سموه في دفع وتنفيذ وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، والمنجزات التي حققتها الحكومة واضطلاعها بالمسؤولية في تنفيذ الكثير من هذه الأهداف.
ومما يزيد من أهمية تواجد المملكة في هذا المنتدى أنه بمثابة نقطة لتلاقي العديد من القادة والمسؤولين الحكوميين، والوزراء وعمداء المدن والدبلوماسيين، ومنظمات المجتمع المدني، الذين يتحاورون بشكل منفتح ويتبادلون الآراء والأفكار في كل ما له علاقة بقضايا التنمية في مختلف أنحاء العالم.
وتعزز مشاركة مملكة البحرين في المنتدى من السمعة الطيبة التي تحظى بها عالمياً في مجال التنمية المستدامة، والتي ترسخت بشكل كبير بعد حصول صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، على جائزة الشرف للإنجاز المتميز في مجال التنمية والحضرية والإسكان لعام 2007، وكذلك قيام سموه بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسمه، وهي الجائزة التي عكست مدى إدراك سموه أن الوصول إلى التنمية المنشودة يتطلب مساندة الأفكار التي تقدم حلولا مبتكرة من شأنها الإسهام في تحقيق طفرة تنموية يستفيد منها الفئات الأكثر احتياجاً في العالم، حيث ذهبت الجائزة في نسختها الأولى في العام 2008 إلى مشروع اللواء الأخضر من بوركينا فاسو، فيما نالت الجائزة في نسختها الثانية في العام 2010 مؤسسة “ بينتو روبيو “البرازيلية.
ومن المقرر أن يتم على هامش المنتدى، تنظيم معرض كبير، يعكس رؤية مملكة البحرين والنقلة التي حققتها في المنجزات التنموية حتى اليوم، وسيتضمن المعرض قسماً كبيراً يرصد بالصوت والصورة إنجازات البحرين في عملية التنمية، إضافة إلى قسم يحتوي على “بوسترات” وصور تستعرض عن جوانب التنمية العمرانية في البحرين.
كما سيشارك في المعرض، عدداً من الجهات الحكومية، هي:« وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، وزارة الإسكان، وزارة التربية والتعليم، وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة الأشغال، وزارة الصحة، المجلس الأعلى للمرأة، هيئة شؤون الإعلام، هيئة الكهرباء والماء، الهيئة العامة للنفط والغاز، ومصرف البحرين المركزي”.
وتعد مشاركة مملكة البحرين في المنتدى الحضري السادس، ترجمة لما حققته المملكة من إنجازات خلال السنوات القليلة الماضية على صعيد التنمية المستدامة من خلال برامج وخطط تهدف إلى تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، وتقوية الاقتصاد الوطني، وتوفير الدعم للبرامج الاجتماعية والإنسانية.
وأكدت العديد من التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن مملكة البحرين تعتبر نموذجاً ناجحاً للتنمية المستدامة، حيث سجلت تطوراً ملحوظاً في ارتفاع مستويات المعيشة والتنمية البشرية، واحتلت موقعاً متقدماً في مؤشر التنمية البشرية الذي يصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحققت إنجازات اقتصادية واجتماعية في منظومة البناء والنهضة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في المجالات كافة.
ولا ينفصل عن ذلك الاهتمام، بقضايا التنمية محلياً وإقليمياً ودولياً حرص صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على توجيه رسالة إلى العالم في “اليوم العالمي للموئل”، الذي يتم الاحتفال به في أول يوم اثنين من شهر أكتوبر من كل عام، تتضمن رؤية سموه بشأن أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل تحقيق التنمية التي تحقق للشعوب حياة أفضل، كما يستعرض سموه من خلالها الإنجازات التي تحققها مملكة البحرين في مجال التنمية الحضرية والمستدامة”.
جدير بالذكر، أن المنتدى الحضري العالمي كان قد عقد 5 دورات من قبل، حيث عقد المنتدى الأول في نيروبي عام 2002، فيما عقد الثاني بمدينة برشلونة الإسبانية عام 2004، واستضافت مدينة فانكوفر الكندية الدورة الثالثة في عام 2006، ثم عقدت الدورة الخامسة بمدينة نانجين الصينية عام 2008، ثم كان المنتدى الخامس في مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية عام 2010.
إن مشاركة مملكة البحرين في أعمال المنتدى الحضري السادس لهو تأكيد جديد على اهتمامها بالإبعاد الاجتماعية والبيئة المتعلقة بالتنمية المستدامة، ودعمها للعمل الجماعي من أجل ترسيخ أسس التنمية البشرية، وتوفير وسائل العيش الكريم التي تضمن تحقيق الرفاهية للأجيال الحالية والمستقبلية في ظل تحديات جمة تهدد أمن العالم واستقراره على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.