حثت شركة "الصكوك الوطنية" الإماراتية الشركات والمؤسسات الحكومية على تأدية دور أكبر في زيادة الوعي المالي بين السكان، بعد أن أظهرت الأبحاث أن 87%، منهم لا يثقون بأنّ مدّخراتهم الحالية كافية للمستقبل، وبيّنت نتائج مؤشّر الصكوك الوطنيّة للادّخار، في نسخته السنوية الثالثة أن 1% فقط من المقيمين في الإمارات يصنّفون مدخّراتهم بأنّها "أكثر من كافية" للمستقبل.
ويشكّل مؤشر الصكوك الوطنية للادّخار دراسة شاملة سنويّة لسلوكيات الأفراد في الإمارات ولموقفهم اتجاه الادّخار وإنفاق المال، وفقاً لصحيفة "الخليج" الإماراتية.
ومع أنّ نتائج المؤشّر هذا العام أظهرت ارتفاعاً إيجابياً طفيفاً في مجمل المواقف تجاه الادّخار مقارنةً مع العام المنصرم، فقد برز تغيّر واضح في أولويّات فئات السكّان كافّة. فبعد أن كان سبب الادّخار الأوّل في الإمارات الادّخار لأجل تعليم الأولاد، تحوّل إلى الادّخار للتقاعد، ما يسلطّ الضوء على توّجه متزايد بين المقيمين في الإمارات للتفكير في المستقبل البعيد عندما يتعلّق الأمر بخطط الادّخار.
أمّا الأولويّات الثلاثة الأهمّ، فكانت الادّخار للتقاعد، والادّخار لتعليم الأولاد وشراء العقارات للسكن، وينطبق ذلك على الإماراتيّين والوافدين العرب والوافدين الآسيويين والوافدين الغربيين. وتراجع الادّخار للأعراس، الذي كان إحدى الأولويات للإماراتيين قبل عامين فقط، إلى الأولويّة العاشرة على اللائحة، وسبقته نفقات أخرى مثل شراء سيّارة أو ترميم المنزل.
من ناحية أخرى، أكّدت نتائج المؤشّر أنّ السكّان بدأوا يتّخذون الخطوات المناسبة نحو تأمين مستقبلهم المالي. فقد تراجع عدد الأشخاص الذين قالوا العام الماضي إنّ مدخّراتهم أقل بكثير من الخطة التي رسموها بنسبة 7%، الأمر الذي يدلّ على أنّ الأشخاص بدأوا يتعلّمون كيفية الالتزام بخطط الادّخار .إضافة إلى ذلك، نلحظ اتّجاهاً نحو الإنفاق بحكمة أكثر، إذ قلّ عدد الأشخاص الذين ينفقون الكثير على النقل أو الأغراض المنزليّة والشخصية، وهي ما يُعتبر عموماً نفقات من الممكن التخلي عنها، وأصبحوا يوجّهون نفقاتهم نحو تكاليف ضرورية مثل تعليم الأولاد والإيجارات.