سجّلت الجهات الأمنية والبلدية بمحافظة المحرق رسمياً ولأول مرة، سوقي المحرق والقيصرية على أنهما يُنذران بحصول كارثة بشرية وتجارية.
وتأتي الإجراءات الاحترازية في ضوء جولة تفقدية لعضو بلدي المحرق غازي المرباطي، ورئيس قسم التفتيش والمتابعة ببلدية المحرق وليد الذوادي، والوكيل بإدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية محمد صالح ومرافقيه، فيما تغيّبت وزارة الثقافة رغم تلقيها دعوةً رسمية بصفتها المسؤولة عن تطوير السوقين. وأكدت إدارة الدفاع المدني خلال الجولة مخاوف مجلس بلدي المحرق وعدد من المواطنين والتجار، ممن نادوا مراراً وتكراراً أن السوق بات مصدر خطر ويهدد بتكرار كارثة سوق مدينة عيسى الشعبي. وعاين الوفد الزائر الوضع الخطير لأسقف سوقي المحرق والقيصرية، مع أنها تسمى بالأسقف مجازاً، واحتمال تعرضها للانهيار والتداعي في أية لحظة بسبب تهالكها، وهي أساساً مخالفة للمعايير البلدية باعتبارها مصنوعة بجهود ذاتية من بعض أصحاب المحال باستخدام الأخشاب والأقمشة ومواد أخرى قابلة للاشتعال حسب تأكيدات الدفاع المدني.
وألمح ممثل إدارة الدفاع المدني إلى أن الحريق ـ لو حصل ـ يمتد من محل إلى آخر بسرعة شديدة، إلى أن يلتهم السوق سريعاً، مرجحاً احتمال وقوع خسائر بشرية جسيمة في الأرواح والأموال.
واتخذ الوفد خطوات توعوية احترازية مع أصحاب المحال والباعة من خلال اللقاءات المباشرة معهم، وتوزيع لوحات إرشادية باللغتين العربية والإنجليزية تتضمن فقرات تبين كيفية استخدام مطافئ الحريق وسبل الحصول عليها، لافتين إلى أن استخدامها يمكن أن يوقف الحريق في بداياته ومنع انتشاره، علماً أن سعر الطفاية يتراوح بين 8 و10 دنانير.وحمّل المرباطي وزارة الثقافة مسؤولية إصلاح الوضع الخطير بسوقي المحرق والقيصرية، نظير تأخرها في تنفيذ مشروع التطوير بالموقعين، علماً أن وزارة البلديات قدمت مشروعاً متكاملاً لتطوير السوق، واصطدم بإصرار الوزارة على تبني مشروعها الخاص.
وقال إن أعواماً عديدة مضت وما زال المشروع في مراحله الأولى و»لم تُزل الأخطار القائمة على أقل تقدير ما يثير الاستغراب»، ملمّحاً إلى أن الكارثة ـ إن حلت ـ يمكن أن تلتهم الأخضر واليابس بما فيه الجزء المطوّر من سوق القيصرية.
وحّمل المرباطي وزارة الثقافة مسؤولية حدوث أي كارثة لتقاعسها وغيابها وبعدها عن واقع السوق، مضيفاً «التركيز على الجانب التراثي فقط لا يكفي، في ظل انعدام مقومات أمن وسلامة مرتادي السوق والقاطنين بجواره».
ودعا وزارة الثقافة إلى التجاوب السريع مع المشكلة، باعتبار الوزارة جزءاً لا يتجزأ من سياسة الحكومة، عملاً بتوجيهات سمو رئيس الوزراء خلال زياراته العديدة إلى المحرق وسوق القيصرية بضرورة تطوير الأسواق الشعبية بحيث تليق بعراقتها ومكانتها تراثياً وتجارياً.