دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إلى "مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف، ونبذ الفرقة والخلاف، والاعتصام بحبل الله المتين"، مؤكدًا أن "الرحمة العامة بالخلق هي جوهر رسالة الإسلام"، وأنَّ الشرع الحنيف جاء "بنبذ كل ما يخدش هذا الأصل العظيم أو ينتقص منه". ولفت المجلس في بيان أصدره في جلسته الاعتيادية التي انعقدت اليوم الثلاثاء برئاسة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة إلى أنه "وتحقيقًا لمبدأ السلام وتأمين الخلق على أرواحهم وما يملكون؛ فقد حرَّم الإسلام الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهيًا قاطعًا عن الاعتداء على الآخرين جسديًّا أو نفسيًّا أو فكريًّا". وندَّد المجلس في بيانه "بأشكال العنف والفوضى والشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة"، مستنكرًا في الوقت نفسه "التجاوز في المواجهة، وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان". داعيًا جميع العقلاء والمخلصين إلى "التكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة؛ بل والمحرمة شرعًا وعرفًا وقانونًا". وأوضح المجلس أنه "من الواجب بيان حرمة ما يُمارَس من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين بما يتمُّ تبنِّيه أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن". وأكد البيان حرص المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على "الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين" والتواصل مع الخطباء والدعاة صونًا للنسيج الوطني وحفاظًا على وحدة الكلمة والصالح العام. وفي السياق نفسه، دعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الخطباء والدعاة والوعاظ إلى تبني بيان المجلس والتوقيع عليه لإعلان موقف ديني موحَّد يرفض العنف والفوضى للإسهام في توعية المجتمع وصونه من السلوكيات الخاطئة والهدامة. لافتًا إلى أنَّ مكان التوقيع ووقته وكيفيته سيتم إعلانه لاحقًا من قبل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف. إلى ذلك، نوَّه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في جلسته بمخرجات المؤتمر الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي، سائلاً الله تعالى أن يوفِّق قادة العالم الإسلامي إلى الخير والصلاح واجتماع الكلمة وتعزيز الروابط الأخوية بين الدول الإسلامية، وتلبية تطلُّعات أبنائها. ثم انتقل المجلس إلى بحث الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، واستهلَّها بمتابعة آخر مستجدات إقامة المجلس للمؤتمر العالمي الثاني لتعليم القرآن الكريم العام المقبل 2013 بالتنسيق مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، الذي سيحظى برعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عاهل البلاد المفدى. وبحث المجلس عنوان المؤتمر، وهو "المنهج النبوي في تعليم القرآن الكريم"، كما بحث أهدافه ومحاوره وما يتعلَّق بالجوانب الفنية والتنظيمية له. بعد ذلك، اطلع المجلس على آخر مستجدات مراجعة مصحف البحرين استعدادًا لطباعته، وأعرب عن تقديره الكبير للجهود التي يبذلها أعضاء لجنة المراجعة، متمنيًا لهم التوفيق في مهمتهم الكبيرة. كما استعرض أصحاب الفضيلة الأعضاء خطة المجلس في بناء الجوامع للسنوات القادمة، مؤكدين دور الجوامع البارز في نهضة البحرين ثقافيًّا وحضاريًّا واجتماعيًّا. وفي ختام الجلسة، اطلع المجلس على تقارير اللجان والطلبات المحالة عليه لإبداء الرأي وتقديم المرئيات، وأصدر القرارات المناسبة بشأنها.